موضوع: شرعية التحصين الإثنين 30 يوليو 2012, 4:29 pm
شرعية التحصين
الحمد لله رب العالمين القائل ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل : " تداووا عباد الله فان الله عز وجل لم ينزل داء الا انزل معه شفاء الا الموت والهرم " .
اما بعد : لقد وصل الاطباء الى درجة عالية في تشخيص الامراض بواسطة التحاليل والاشعة والمناظير ورسم القلب ورسم المخ وقياس الضغط الى غير ذلك ، كل ذلك بواسطة اجهزة حديثة متطورة ، ومع هذا عجزت الاطباء عن معالجة وتشخيص الاصابة بالعين والسحر والمس الشيطاني والكثير من الامراض الروحانية ، ويشكو المرضى اوضاعا وآلاما مبرحة بحيث يعجزون كليا عن العمل والانتاج ، فيقول الاطباء عن هذه الامراض انها مجهولة او غير معروفة السبب ، ومن ثم لا يكتشفون الدواء المناسب وتزداد حالة المريض سوءا يوما بعد يوم ، والحل موجود في الاسلام ، وذلك بالعلاج بالرقى سواء كانت مقروءة او مكتوبة ، واليك اقوال العلماء في هذا المجال :
1 – الامام النووي الشافعي : واما من يعلقها ( التحصين ) متبركا بذكر الله تعالى وهو يعلم ان لا كاشف للضر الا الله ولا دافع سواه فلا باس بها ، روى البيهقي باسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها " التمائم ما علق قبل نزول البلاء ، وما علق بعد نزول البلاء فليس بتميمة ( السنن الكبرى 9 / 350 ) . وقال النووي : روى البيهقي باسناد صحيح عن سعيد بن المسيب انه كان يامر بتعليق القرآن وقال " لا باس به " ( المجموع للنووي 9 / 56 ) .
2 – الامام ابن القيم الجوزية الحنبلي : العين عينان : عين انسية وعين جنية ، وقال ايضا : " ابطلت طائفة ممن قل نصيبهم من السمع والعقل امر العين وقالوا : انما ذلك اوهام لا حقيقة لها " وهؤلاء من اجهل الناس ومن اغلطهم حجابا ، فروح الحاسد مؤذية للمحسود اذى بينا ، ولهذا امر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ان يستعيذ من شره ، فلله كم من قتيل ، وكم من سليب وكم من معافى عاد مضنى فراشه يقول طبيبه : لا اعلم داءه ما هو ! وهذا علم لا يعرفه الا خواص الناس ( الطب النبوي 231 – 233 ) .
3 – العلامة الشنقيطي المالكي : يجوز تعليق التمائم وهي العوذة التي تعلق على المريض والصبيان وفيها القرآن وذكر الله تعالى اذا احرز عليها جلدا ويجوز تعليقها على المريض والصحيح خوفا من المرض عند العلماء ( زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم 3 / 10 – 11 ) .
4 - العلامة السفاريني الحنبلي : تعليق الآيات القرآنية والسنة المحمدية من ذكر الله والثناء عليه والتوسل اليه بسعة كرمه وعفوه وحلمه ، حلال غير مكره حملا وشربا ، فلا باس بكتابة القرآن وذكر الله والتعويذ به وتعليقه ، ويجوز اخد الجعل – اي الاجر – للخبر الصحيح في حديث اللديغ ( غذاء الالباب 2 / 27 ) وقال صلى الله عليه وسلم : " داووا مرضاكم بالصدقة " .
5 – الامام ابن قدامة : اذا اراد دخول الخلاء ومعه شيء فيه ذكر الله استحب وضعه فان احتفظ به واحترز عليه من السقوط فلا باس ( المغني لابن قدامة 1 / 167 ) .
6 – الامام الاكبر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الازهر الاسبق يقول في كتابه ( شرح المنقد من الضلال 151 / 152 ) : يرى بعض الناس ان هذه الادعية الصحيحة وما يمثلها يمكن للانسان ان يجعلها في حرز مانع من القماش او الجلد ويعلقها على جسمه ، وعلى ذلك فلا شيء في تعليق ما فيه من ذكر وقرآن وسيكون سببا في تحصيل الغرض المقصود منه ، وكذلك الجمل المقطعة اذا اتيت مرقومة على خزف ، ولو اعطى المرأة التي تعذرت عليها الولادة سهلت عليها الولادة .
7 – العلامة الشيخ حسنين مخلوف وكيل مشيخة الازهر في كتابه ( الرسالة 35 – 36 ) ومن هنا اخذ علماء الطب الروحاني التداوي بالرقى والتمائم والتوسل بها الى الله تعالى في حصول الشفاء وغيره سواء باسماء الله وآياته او بغيرها من الادعية والتعوذات وغير ذلك من اودع الله فيه من الخصائص والاسرار التي يترتب عليها حصول الشفاء وغيره من حوائج الدنيا والاخرة .
8 – الشيخ عطية صقر – لجنة الفتوى بالازهر : ومثل التمائم ما يعرف بالاحجبة وهي كتابات تعلق بقصد دفع الشر او رفعه فان كانت من القرآن الكريم او ذكر الله مع اعتقاد انها لا تؤثر الا بارادته سبحانه فلا يؤثر ذلك على الايمان ومع التوصية بطلب العلاج عند المختصين في هذا المضمار ( مجلة منبر الاسلام عدد 10 سنة 1407 / 1987 ) .
Mai .:: عضو متميز ::.
معلومات العضو
موضوع: رد: شرعية التحصين السبت 10 أغسطس 2013, 12:08 pm