موضوع: أفكار للدعوة في المسجد الجمعة 13 يوليو 2012, 9:15 pm
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أحبتنا الكرام: إن المساجد - بيوت الله تعالى - هي النور الذي يشع الخير، ويضيء الدرب إلى الله - تعالى - على مرّ التاريخ، تخرَّج منه الأبطال والفاتحون، ونبغ فيه العلماء والمجتهدون، ودرس فيه العباقرة والمجددون، لكننا في هذا الزمن، وفي كثير من المساجد؛ نلاحظ أنها أصبحت لا تؤدي نفس ذلك الدور، ولا تخرج مثل تلك المخرجات، بل نرى فيها اللغط والنزاعات، والحديث في أمور الدنيا وملهياتها، والقليل النادر من يحضر المحاضرات التي تقام أحياناً في بعض المساجد، والأندر من ذلك من يحضر الدروس العلمية الشرعية فيها، فأين هم العلماء؟ وأين القادة؟ وأين الفاتحون؟ أين أجيال المساجد ورواد المنابر؟
لا ننكر أنه يوجد من المساجد من لديها قريباً من تلك المخرجات المشرفة، لكنها القليل النادر، وهي - بإذن الله - في بعض البلدان تسير نحو النمو والزيادة؛ لهذا أحببنا أن ننبه هنا على بعض الأفكار الدعوية التي تثري المساجد، وتعين روادها على استعادة نشاط المسجد، وإحياء دوره في المجتمع، وليكن هذا الشهر العظيم هو بداية الانطلاقة الدعوية الجادة، ومن تلك الأفكار الدعوية في المسجد:
1- إعداد ملتقى شهري - على الأقل - لشباب الحي.
2- استضافة أحد المشايخ ذوي الأساليب الوعظية المؤثرة بشكل دوري.
3- السعي بطريقة حكيمة لجمع المعلومات عن جميع أسر أهل الحي، والاطلاع على مشاكلهم الاجتماعية أو الدينية أو الخلقية...الخ، ثم معالجة تلك القضايا والمشاكل عبر الخطب والمحاضرات والاستضافات، ومحاولة كسب الأسر الفقيرة من خلال دعمهم المادي، أو إيجاد الأعمال لهم.
4- عمل صندوق في مكان مناسب من المسجد وبشكل جذاب؛ يوضع فيه مجموعة من الكتيبات والمطويات النافعة، ذات الأسلوب الوعظي السهل، ويكتب على ذلك الصندوق: خذ نسختك؛ فالعدد محدود.
أفكار لدعوة الطبقة المثقفة، وبعض المتأثرين بالغرب:
"لما كانت هذه الفئة مثقفة ومتأثرة بالغرب كان لزاماً على الداعية محاولة البعد عن الصدام مع هذه الفئة بالإنكار عليها أخطاءها من أول وهلة، بل محاولة البدء بكسب الدكاترة والمثقفين عن طريق:
1- الاتصال بهم، واستشارتهم الاستشارة الشخصية في أمور المسجد والخطب والكلمات (استشارة الأشخاص المقدر لهم، والمهتم برأيهم، لا استشارة الشخص عديم الفهم أو العلم).
2- المثقفون يحتاجون لصاحب علم وقابليه للتخاطب معهم، فلا يمكن أن يكسبهم شخص يرون فيه الجهل، بل على الداعية في هذه المنطقة بذل الجهد في طلب العلم دائماً، ومحاولة إيصاله لهم بالطريقة اللطيفة والمؤثرة.
3- والخطوة التالية هي ربطهم بالدعوة، وجعلهم هم الذين يقومون بالعمل الدعوي، ومساعدتهم فيه حتى تتلبس نفوسهم بحب الدين والدعوة إليه، ويمكن أن تكون البرامج التي يقومون بها على قدراتهم: مثل الإعلانات عن المحاضرات في المنطقة، وتوزيع الأشرطة، وعمل اللوحات، وغير ذلك.
4- الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء، والتوكل على الله بعد الدعاء، والعمل المتواصل الدؤوب من غير كلل ولا صدام.
ولا ننس أن هذه الطبقة المثقفة تهتم بالقراءة، وهذا يحتاج منا إلى أمرين:
أ/ توفير مكتبة مناسبة للاستعارة.
ب/ نوعية الكتب: ويراعى فيها التناسب الفكري والعقلي لهذه الفئة، فليس ما يقبله ويرضى به الآخرون ترضى به.
5- أيضاً استضافة من الفضلاء المشايخ والدكاترة ممن يجيدون التخاطب ومحاورة هذه الفئة.
6- أيضاً عدم التركيز مع هذه الفئة على فتاوى علمائنا؛ فقد لا يقبلون، بل يرون أن هناك علماء آخرون لهم أراء أخرى واجتهادات؛ لكن يركز على الدليل، فالدليل حجة.
7- المراسلة: فمراسلة هذه الفئة قد يكون أفضل من المواجهة، ففي الرسالة تكتب ما تريد، وتختار الأسلوب المناسب، بينما المواجهة قد تفسد أحياناً إذا كان الأمر يتعلق بمنكر مثلاً.
8- الهدية المختارة بعناية: فهناك مشكلات عند هذه الفئة قد لا توجد عند غيرها، وعلاجها يحتاج إلى أسلوب معين منها الهدية.
9- من الأهمية بمكان الاهتمام بالجانب العقلي، والإقناع بأدلة حياتية ملموسة، وهذا ما يتوفر في بيان الإعجاز العلمي في جوانبه المتعددة؛ فقد لوحظ أنهم يروق لهم هذا الجانب، وينصتون له.
10- في الدروس الملقاة في المسجد وغيره من الأنشطة يحبذ أن تكون في جانب تصحيح المفاهيم، وتكوين مفاهيم جديدة صحيحة نقية؛ لأن الإعلام هو المائدة الرئيسية لهذه الطبقة، واستخدام العلم في الدعوة فمثلاً: الطبيب تذكره بما يحصل في غرف العمليات، وأروقة الطوارئ من قصص ومواعظ.
11- كذلك استخدم الإعجاز العلمي في القرآن فهو مهم ومفيد، وقد يلفت انتباههم.
12- وقبل ذلك احترمهم، وأعلمهم بشكل غير مباشر؛ بأنهم قدوة للكثير من الشباب المسلم".