كلمة اللوفر تعني " قصر الذئب" ، نجد أن فرنسا وملوكها كانوا من اوائل الدول التي اهتمت بالفنون والآداب ورعايتها فى البلاد ، وذلك منذ عهد الملك " فرانسوا الأول" الذي كان أول محب وجامع له بالمعنى المفهوم الذي يقودنا إلى فكرة المتحف ، ونجد أن قصر الملك " فرانسوا الأول " الذي سُمّي بـ " Fontainebleau"حوى الكثير من التحف والدرر التي كانت النواة الأولى للمجموعة التي قام عليها متحف اللوفر ، وفى عهد هذا الملك بدأ المشروع الضخم الذي سوف يصبح فيما بعد اللوفر الفسيح ، وكان الذي أكمل فيه بعد موته الملك "هنري الثاني" ، وأكمل الملوك فيه من بعده ، حتى أنّ مباني اللوفر ذاتها استغرقت قرابة الثلاثة قرون أو يزيد.
وفى النصف الثاني من القرن السابع عشر تزدهر الفنون وتزدهر تبعاً لذلك تجارة التحف والروائع ، وفى أيام الملك "لويس الرابع عشر" يأخذ اللوفر فى التوسع ويأخذ حيزاً كبيراً من إهتمام الملك ونجد أن اللوفر فى عهد الملك لويس تحول من قصر ملكي للسكنى إلى مخزن ومستودع لكل ما هو نفيس فى مجموعة الملك الخاصة، ونجد أن من أشهر رجالات عهد الملك لويس المدعو " جولبرت " مدير الأعمال الإنشائية الذي حاول عمل إضافت وتكملات فى متحف اللوفر عام 1663 ، وزاد فى مجموعات متحف اللوفر عن طريق اصطياد المجموعات الفنية من رجال البنوك ومحبي الفنون.
وشهد عصر الملك "لويس الرابع عشر" كذلك السماح للجماهير العادية بالدخول للمجموعات الملكية بعد الحصول على تصريح والتمتع برؤيتها فى أولى بادرات العرض المتحفي للعامة فى ذلك الوقت.
ونجد أنه فى أيام الملك " لويس السادس عشر" كانت الأعمال تجري على قدم وساق من أجل جعل الدهليز الكبير فى قصر اللوفر متحفاً قومياً ، وكان ذلك أواخر عهد الملكية الفرنسية مما أدى لتأخر العمل عاماص بعد عام حتى جاءت الثورة مؤممة كافة تلك الأعمال الفنية الملكية.
وبعد قيام الثورة كان أن نقلت الحكومة وقتذاك كافة المجموعات الملكية من فرساي وغيره من القصور لقصر اللوفر ، واستمرت الإستعدادات لإفتتاحه متحفاً قومياً لفرنسا.
وفى 27 يوليو من عام 1793 صدر قرار يقضي بإفتتاح " المتحف المركزي للفنون" فى 10 أغسطس من العام نفسه وذلك الرواق الكبير بقصر اللوفر وتم افتتاحه وإغلاقه لمشاكل تتعلق بالإضاءة ، ثم أعيد افتتاحه فى نوفمبر من العام نفسه وللجمهور بصفة دائمة كأحد إنجازات الثورة.
ونجد أنه فى عهد "بونابرت" اذدادت المجموعات الفنية الخاصة بمتحف اللوفر ثراءاً، وكان أن سُمّي متحف اللوفر فى عام 1803 بإسم " المتحف النابليوني" ، ونذكر من أهم الشخصيات وقتذاك البارون "denon" مدير اللوفر الأشهر فى عهد بونابرت والذي جعل منه نموذجاً يحتذى به فى العمل المتحفي المتكامل .
وشهد القرن التاسع عشر فك الغموض عن لغة المصريين القدماء عام 1822 على يد الأثري "شامبليون"، وقبلها بحوالي عشرين عاماً كانت رموز الكتابة المسمارية قد فسرت كذلك ، وينشظ أثريو فرنسا فى مجالي المصريات والآشوريات ،ويزخر متحف اللوفر بالآثار القديمة.
ونجد أن اللوفر بصفة عامة قد انشأ قسماً للآثار القديمة بصفة عامة عام 1800 ،ثم افتتح فيه قسماً للآثار المصرية عام 1826 ، وكان المعد له هو الأثري الأشهر "شامبليون" ، ونجد أن شامبليون رحل لمصر عام 1828 وعاد منها بمجموعة قيمة من المصريات لمتحف اللوفر ، ثم تبعه فى النهب العالم الفرنسي " مارييت" وأرسل عام 1853 بعدد 440 صندوق من الآثار المصرية من مختلف العصور ومن أشهرها تمثال الكاتب الجالس "كاي" .