موضوع: تقرير عن عوامل التلف بمعبد حتشبسوت الأحد 18 ديسمبر 2011, 5:13 pm
تقرير عن عوامل التلف بمعبد حتشبسوت
تختلف عوامل او اسباب تلف المباني الاثرية باختلاف الظروف التي توجد فيها او التي تقع تحت تأثيرها هذه المباني ، وتتنوع هذه الظروف تنوعا كبيرا الا انه يمكن القول بان معبد حتشبسوت يقع في بيئة صحراوية وخاصة في المناطق المرتفعة والبعيدة من المياه الجوفية او السطحية ( مياه الرشح والنشع ). وتحت هذه الظروف تتلف المباني الاثرية بوجه عام والصور الجدارية بوجه خاص بفعل عوامل تلف فيزيائية physical deterioration factors منها التفاوت الكبير في درجات الحرارة والرطوبة النسبية اثناء ساعات الليل والنهار وفي فصول السنة المختلفة وعامل اخر ميكانيكي وهو العواصف والرياح كما توجد عوامل تلف اخري منها التلف البشري واعمال التدمير والتخريب، حيث تظهر هذه العوامل في الصور والنقوش الجدارية الموجودة في المعبد . اولا الرياح والعواصف :- تعتبر الرياح والعواصف من اهم عوامل التعرية وهي من الاسباب الرئيسية في عمليات هدم ونحر جميع المواد الموجودة علي سطح القشرة الارضية ومنها بطبيعة الحال الصور والنقوش الجدارية . ويزداد فعل الرياح والعواصف ضررا اذا حملت معها اثناء مرورها علي سطح الارض حبيبات رمال ذات الصلابة العالية وتقدر سرعة الرياح بمدي مقدرتها علي حمل حبيبات من الرمال اكثر واكبر حجما ، وفي الحالات القصوي فانه يمكن النظر الي الرياح المحملة بالرمال علي انها مناشير متحركة ذات صلابة عالية تعمل في المباني الاثرية هدما ونحرا بدرجات تتفاوت حسب صلابة المواد المستخدمة في البناء ، وتكون الرياح والعواصف في قمة نشاطها وعدوانيتها في حالة مواد البناء الحجرية الرسوبية كما هو الحال في معبد حتشبسوت . والواقع ان معدل تاكل ونحر اسطح الجدران الاثرية بفعل الرياح والعواصف يزداد بدرجة ملحوظة اذا تعرضت ازمان طويلة تحت تأثير التغيرات الكبيرة في درجات الحرارة في ساعات الليل والنهار وفي فصول السنة المختلفة او نتيجة للتحولات الكيميائية والمعدنية التي تصاحب تعرضها لدرجات الحرارة فعندما تهب الرياح فأنها تكون محملة بالرمال والاتربة حيث تهاجم هذه الرمال والاتربة الاسطح المصورة مسببة تلفها بالنحر مما يؤدي الي تلف المناظر او عمل فجوات في السطح او بقع كما تحمل الرياح ايضا السناج ومخلفات المصانع مما يسبب غمقان او اسوداد للسطح فلذلك يصعب ازالته بالاضافة الي ذلك فانه في وجود الرطوبة تتكون البقع الحمضية او القلوية التي تساعد علي صدا الاسطح وهو ما يسمي بالتلف المزدوج حيث انه بالاضافة الي تبقع السطح فان الاحماض والقلويات تساعد علي تاكل السطح بل تساعد ايضا علي تكوين مركبات صلبة مثل كربونات الكالسيوم . كما تساعد الرياح في عملية تبلور الاملاح داخل الحوائط اكثر منها علي السطح وعندما تهب الرياح بسرعة متجه نحو الحوائط فان ذلك يولد ضغطا عموديا عليه، وتكون الرياح اكثر عدوانية في حالة المباني المشيدة من الصخور الرسوبية مثل الحجر الجيري المشيد منه المعبد . وقد فطن المصري القديم لتاثير الرياح وماتسببة من عملية نحر في النقوش في المداخل الخاصة بالمقابر والمعابد فاستخدم اسلوب النقش الغائر في التصوير علي مدخل ابواب المعابد والمقابر وذلك لانه يصعب تاثره بعملية النحر التي تسببها الرياح كم قام بزرع العديد من الاشجار امام المعابد والمقابر في اتجاه هبوب الرياح .
ثانيا التفاوت في درجات الحرارة:
عندما ترتفع درجة الحرارة في الجو اثناء النهارفان ذلك يؤدي الي تجفيف الحوائط مما يفسد المادة الرابطة الداخلة في تركيب طبقة اللون وهناك العديد من اللواصق تتلف وتفقد خاصية اللصق بالجفاف مثل الغراء والصمغ العربي كما ان تشبع الحوائط بالرطوبة اثناء الليل ثم جفافها نتيجة لارتفاع درجة الحرارة خلال النهار يؤدي الي زيادة معدلات نمو بلورات الاملاح كذلك يؤدي الي تفتت الطبقة المصورة علي السطح ويحدث ذلك بكثرة في المناطق الصحراوية نتيجة لتباين درجات الحرارة اثناء الليل والنهار . ومن البديهي ان تكون الاسطح الخارجية للجدران وهي الاسطح المعرضة للجو ولاشعة الشمس المباشرة اكثر تأثرا لهذا العامل من الاسطح الداخلية فعندما تتعرض الطبقات الخارجية للاسطح المكشوفة لاشعة الشمس المباشرة فانها تمتص وتختزن طاقة حرارية عالية بفعل الاشعة تحت الحمراء نتيجة لعجز مواد البناء بصفة عامة عن التوصيل الحراري . ويؤدي اختزان هذه الطاقة الحرارية العالية الي ارتفاع ملحوظ في درجة حرارتها ،غير انه وعلي مدار ساعات النهار يتسرب جزء كبير من الحرارة المختزنة بالطبقات الخارجية لهذه الاسطح وببطء الي الداخل وعندما ياتي الليل وينقطع المصدر الحراري وهو الشمس تنخفض درجة الحرارة وتصبح الطبقات الخارجية ابرد من الداخل لكونها تفقد حرارتها سريعا نتيجة لاتصالها المباشر بالهواء البارد ومن هذا يتضح لنا ان معدل تعامل الطبقات الخارجية من الاسطح المكشوفة مع التغير الكبير في درجة حرارة الجو المحيط يختلف تمام الاختلاف عن الطبقات الداخلية ويترتب علي تعرض الاسطح والنقوش الجدارية فترات طويلة الي هذا العامل الي انهيار الترابط والتعاشق بين الحبيبات المعدنية المكونة للطبقات الخارجية . بفعل التمدد والانكماش الذي يصاحب الارتفاع والانخفاض في درجات الحرارة ثم سقوطها بفعل عوامل اخري كالرياح والعواصف . كما تؤدي الي الانهيار بين ملاط الحوائط وخاصة اذا كان من النوع المصقول والملون قليل المسامية وبين اسطح الجدران المكشوفة نتيجة لاختزانة لطاقة حرارية عالية ويترتب علي ذلك انفصال طبقات الملاط عن الجدار وسقوطها اما علي هيئة كتل كبيرة الحجم او علي هيئة قشور تنفصل تباعا مع مرور الزمن .
ثالثا الاتلاف البشري:
ويظهر ذلك في معبد حتشبسوت في الفترة التي اتخذ فيها كدير للمسيحيين في فترة اضطهاد العصرالروماني مما جعل المسيحيين يتخذون المعابد كمسكن لهم ويظهر ذلك في تسمية المعبد بالدير البحري كما تظهر العديد من المشاكل ومظاهر التلف الناتجة عن ذلك وفي تلك الفترة قام سكني المعبد باضاءة الشموع او القناديل للاضاءة والانارة كما اشعلوا النيران للطهي مما ادي الي تكوين السناج علي اسطح الصور الجدارية كذلك اسقف المباني الاثرية . كما يظهر تاثير الحرائق في الاماكن التي كان يستخدم فيها قناديل للاضاءة قريبة جدا من الاسطح المصورة وذلك في صورة بقع حمراء او سوداء قاتمة وقد وجد ايضا ان الحرائق تساعد علي ارجاع كربونات الكالسيوم الداخلة في تركيب ارضية التصوير الي الجير الحي مما يؤدي الي تشقق الارضية ثم انفصالها كذلك فان الحرائق والنيران تسبب تغير في الالوان وتنتج الحرائق اما بفعل بعض الايدي العابثة او نتيجة لاخطاء غير مقصودة او نتيجة للعواصف التي تؤدي الي حدوث صواعق كهربائية . اعمال الهدم والتخريب : وقد وجدت اعمال الهدم والتخريب في هذا المعبد منذ اقدم العصور حيث دار العداء السياسي بين حتشبسوت وتحتمس الثالث علي الحكم حيث قام تحتمس الثالث بعد وفاة حتشبسوت بتشويه المناظر والنقوش الخاصة بالملكة وقام بتدمير كل ما يخص الملكة في ذلك المعبد .
اما عن العداء الديني حيث قام اعوان اخناتون بتدمير وتشويه النقوش والرسوم والتماثيل الخاصة بالاله امون . وقد تواجد الهدم والتدمير منذ القدم حيث اعتبره الانسان نوع من تفضيل النفس علي الاخرين او قد يكون بسبب العنصرية والطائفية وكان يتم اسلوب التدمير قديما بشطب اسم المتوفي والقابه ومحو كل المناظر التي تمثله وذلك حتي لا تتمكن الروح من الاهتداء اليه في العالم الاخر وبالتالي لاينعم بالحياة الاخري . اما صور التدمير الحالي فتحدث من قبل دول تجاه دول اخري اثناء الحروب او نتيجة لتدمير من قبل اشخاص لا يقدرون قيمة الاثار فيظهر التدمير في محاولة الزوار كتابة اسمائهم علي الجدران بما تحمله من مناظر ويتم ذلك اما بالاقلام او باله حاده كذلك قيام الزوار بلمس الحوائط بالايدي او الاستناد عليها مما يسبب اسوداد الاسطح المصورة ويظهر التدمير ايضا في صوره قشط لطبقات اللون او قطع اجزاء من الجدار بهدف السرقة . رابعا الحيوانات والطيور :
وتشمل الوطاويط والخفافيش والعصافير والحمام ويظهر تاثير هذه الكائنات علي اسطح المباني الاثرية وعلي الجدران وتكمن خطورة هذه الكائنات في فضلاتها واعشاشها التي تشوه الاسطح المصوره كما انه في وجود الرطوبة تتكون نتيجة لهذه الفضلات احماض تساعد علي تاكل السطح نتيجة لتفاعلها معه . كما تسبب الوطاويط ايضا تبقع الحوائط المصوره بفضلاتها وتكون فضلاتها في صورة بقع حمراء بنسبة داكنة علي السطح يصعب ازالتها خاصة اذا كانت هناك طبقة من الشيد الملون كما ينتج عن هذه الفضلات روائح كريهة يصعب التخلص منها .