9]تجمع السيرة النبوية عدة مزايا تجعل دراستها متعة روحية وعقلية وتاريخية ، كما تجعل هذه الدراسة ضرورية لعلماء الشريعة والدعاة إلى الله والمهتمين بالإصلاح الاجتماعي ، ليضمنوا إبلاغ الشريعة إلى الناس بأسلوب يجعلهم يرون فيها المُعتصَم الذي يلوذون به عند اضطراب السبل واشتداد العواصف ، ولتتفتح أمام الدعاة قلوب الناس وأفئدتهم ، ويكون الإصلاح الذي يدعو إليه المصلحون ، وأقرب نجحاً وأكثر سدادا . ونجمل فيما يلي أبرز مزايا
السيرة النبويه
] أولاً ـ إنها أصح سيرة لتاريخ نبي مرسل ، أو عظيم مُصلح فقد وصلت إلينا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصح الطرق العلمية وأقواها ثبوتا ـ كما سنرى في بحث مصادر السيرة ـ مما لا يترك مجالاً للشك في وقائعها البارزة وأحداثها الكبرى ، ومما ييسر لنا معرفة ما أضيف إليها في العصور المتأخرة من أحداث أو معجزات أو وقائع أو حى بها العقل الجاهل الراغب في زيادة إضفاء الصفة المدهشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما أراد الله لرسوله أن يكون عليه من جلال المقام وقدسية الرسالة ، وعظمة السيرة .
إن الميزة من صحة السيرة صحة لا يتطرق إليها شك لا توجد في سيرة رسول الله السابقين ، فموسى عليه السلام قد اختلطت عندنا وقائع سيرته الصحيحة بما أدخل عليه اليهود من زيف وتحريف ، ولا نستطيع أن نركن إلى التوراة الحاضرة لنستخرج مها سيرة صادقة لموسى عليه السلام ، فقد أخذ كثير من النقاد الغربيين يشكون في بعض أسفارها ، وبعضهم يجزم بأن بعض أسفارها لهم يكتب في حياة موسى عليه السلام كما وردت في التوراة ، ولذلك ليس أمام المسلم أن يؤمن بشيء من صحة سيرته إلا ما جاء في القرآن الكريم والسنة الصحيحة ، ومثل ذلك يقال في سيرة عيسى عليه السلام ، فهذه الاناجيل المعترف بها بين المسيحين منذ مئات السنين ، وقد اختيرت ـ بدون مسوغ علمي ـ من بين مئات الأناجيل التي كانت منتشرة في أيدي المسيحيين يومئذ . ثم إن نسبة هذه الأناجيل لكاتبيها لم يثبت عن طريق علمي تطمئن النفس إليه ، فهي لم تروى بسند متصل إلى كاتبيها ، على أن الخلاف قد وقع أيضاً بين النقاد الغربيين في أسماء بعض هؤلاء الكاتبين من يكونون ؟
وفي أي عصر كانوا ؟
[SIZE=5] وإذا كان هذا شأن سِيَر الرسل أصحاب الديانات المنتشرة في العالم ، كان الشك أقوى في سيرة أصحاب الديانات والفلاسفة الآخرين الذين يعد أتباعهم بمئات الملايين في العالم ، كبوذا وكونفوشيوس ، فإن الروايات التي يتناقلها أتباعهم عن سيرتهم ليس لها أصل معتبر في نظر البحث العلمي ، وإنما يتلقفها الكهان فيما بينهم ، ويزيد فيها كل جبل عن سابقة بما هو من قبيل الأساطير والخرافات التي لا يصدقها العقل النيَّر المتحرر من التعصب لتلك الديانات .
وهكذا نجد أن أصح سيرة وأقواها ثبوتاً متواترا هي سيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
]ثانياً ـ إن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحة كل الوضوح في جميع مراحلها ، منذ زواج أبيه عبد الله بامه آمنة إلى وفاته صلى الله عليه وسلم ، فنحن نعرف الشيء الكثير عن ولادته ، وطفولته وشبابه ، ومكسبه قبل النبوة ، ورحلاته خارج مكة ، إلى أن بعثه الله وسولا كريماً ، ثم نعرف بشكل أدق وأوضح وأكمل كل أحواله بعد ذلك سنة فسنة ، مما يجعل سيرته عليه الصلاة والسلام واضحة وضوح الشمس ، كما قال بعض النقاد الغربيين : إن محمداً صلى الله عليه وسلم هو الوحيد الذي ولد على ضوء الشمس .
وهذا ما لم يتيسر مثله ولا قريب منه لرسول الله من رسل السابقين ، فموسى عليه السلام لا نعرف شيئاً قط عن طفولته وشبابه وطرف معيشته قبل النبوة ، نعرف الشيء القليل عن حياته بعد النبوة ، مما لا يعطينا صورة مكتملة لشخصيته ، ومثل ذلك يقال في عيسى عليه السلام ، فنحن لا نعرف شيئاً عن طفولته إلا ما تذكره الأناجيل الحاضرة ، من أنه دخل هيكل اليهود ، وناقش أحبارهم ، فهذه هي الحادثة الوحيدة التي يذكرونها عن طفولته ، ثم نحن لا نعرف من أحواله بعد النبوة إلا ما يتصل بدعوته ، وقليلاً من أسلوب معيشته ، وما عدا ذلك فأمر يغطيه الضباب الكثير .
فأين هذا مما تذكره مصادر السيرة الصحيحة من أدق التفاصيل في حياة رسولنا الشخصية ، كأكله ، وقيامه ،وقعوده ، ولباسه ، وشكله ، وهيئته ، ومنطقة ،ومعاملته لأسرته ، وتعبده ، وصلاته ، ومعاشرته لأصحابه ، بل بلغت الدقة في رواة سيرته أن يذكروا لنا عدد الشعرات البيض في رأسه ولحيته صلى الله عليه وسلم .
ثالثاً ـ إن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحكي سيرة انسان أكرمه الله بالرسالة ، فلم تخرجه عن انسانيته ، ولم تلحق حياته بالأساطير ، ولم تضف عليه الألوهية قليلاً ولا كثيراً ، واذا قارننا هذا بما يرويه المسيحيون عن سيرة عيسى عليه السلام ، وما يرويه البوذيون عن بوذا والوثنيون عن آلهتم المعبودة ، اتضح لنا الفرق جلياً بين سيرته عليه السلام وسيرة هؤلاء ، ولذلك أثر بعيد المدى في السلوك الإنساني والاجتماعي لأتباعهم ، فادعاء الألوهية لعيسى عليه السلام ولبوذا جعلهما أبعد منالا من أن يكونا قدوة نموذجية للإنسان في حياته الشخصية والاجتماعية ، بينما ظل وسيظل محمد صلى الله عليه وسلم المثل النموذجي الإنساني الكامل لكل من أراد أن يعيش سعيداً كريماً في نفسه وأسرته وبيئته ، ومن هنا يقول الله تعالى في كتابة الكريم :
]رابعاً : أن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم شاملة لكل النواحي الإنسانية في الإنسان ، فهي تحكي لنا سيرة محمد الشاب الأمين المستقيم قبل أن يكرمه الله بالرسالة ، كما تحكي لنا سيرة رسول الله الداعية إلى الله المتلمس أجدى الوسائل لقبول دعوته ، الباذل منتهى طاقته وجهده في أبلاغ رسالته ، كما تحكي لنا سيرته كرئيس دولة يضع لدولته أقوى النظم وأصحها ، ويحميها بيقظته وإخلاصه وصدقة بما يكفل لها النجاح ، كما تحكي لنا سيرة الرسول الزوج والأب في حنو العاطفة ، وحسن المعاملة ، والتمييز الواضح بين الحقوق والواجبات لكل من الزوج والزوجة والأولاد ن كما تحكي لنا سيرة الرسول المربي المرشد الذي يشرف على تربية أصحابه تربية مثالية ينقل فيها من روحه إلى أرواحهم ، ومن نفسه إلى نفوسهم ، ما يجعلهم يحاولون الاقتداء به في دقيق الأمور وكبيرها . كما تحكي لنا سيرة الرسول الصديق الذي يقوم بواجبات الصحبة ، ويفي بالتزاماتها وآدابها ، مما يجعل أصحابه يحبونه كحبهم لأنفسهم وأكثر من حبهم لأهليهم وأقربائهم ، وسيرته تحكي لنا سيرة المحارب الشجاع ، والقائد المنتصر ، والسياسي الناجح ، والجار الأمين ، والمعاهد الصادق .
] إن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم شاملة لجميع النواحي الإنسانية في المجتمع ، مما يجعله القدرة الصالحة لكل داعية ، وكل فائد ، وكل أب وكل زوج ، وكل صديق ، وكل مربي ، وكل سياسي ، وكل رئيس دولة ، وهكذا .
t]ونحن لا نجد مثل هذا الشمول ولا قريباً منه فيما بقي لنا من سير الرسل السابقين ، ومؤسسي الديانات والفلاسفة المتقدمين والمتأخرين ، فموسى يمثل زعيم الأمة الذي أنفذ أمته من العبودية ، ووضح لها من القواعد والمبادئ ما يصلح لها وحدها ، ولكنا لا نجد في سيرته ما يجعله قدوة للمحاربين ، أو المربين أو السياسيين ، أو رؤساء الدول ، أو الآباء ، أو الأزواج مثلا ، وعيسى عليه السلام يمثل الداعية الزاهد الذي غادر الدنيا وهو لا يملك مالا ،ولا دارا ، ولا متاعاً ، ولكنه في سيرته الموجودة بين ايد المسيحيين ـ لا يمثل القائد المغوار ، ولا رئيس الدولة ، ولا الأب ، ولا الزوح ـ لأنه لم يتزوج ـ ولا المشرع ،ولا غير ذلك مما تمثله سيرة محمد صلى الله عليه وسلم . وقل مثل ذلك في بوذا ، وكونفوشيوس ، وأرسطو ، وأفلاطون ، ونابليون ، وغيرهم من عظماء التاريخ ، فإنهم لا يصلحون للقدوة ـ إن صلحوا ـ إلا لناحية واحدة من نواحي الحياة برزوا فيها واشتهروا بها ، والإنسان الوحيد في التاريخ الذي يصلح أن يكون قدوة لجميع الفئات وجميع ذوي المواهب وجميع الناس هو محمد صلى الله عليه وسلم
]خامساً ـ إن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وحدها تعطينا الدليل الذي لا ريب فيه على صدق رسالته ونبوته ، إنها سيرة إنسان كامل سار بدعوته من نصر إلى نصر ، لا على طريق الخوارق والمعجزات ، بل عن طريق طبيعي بحت ، فلقد دعا فأوذي ، وبلغ فأصبح له الأنصار ، وأضطر إلى الحرب فحارب ، وكان حكيماً ، موفقاً في قيادته ، فما أزفت ساعة وفاته إلا كانت دعوته تلف الجزيرة العربية كلها عن طريق الإيمان ، لا عن طريق القهر والغلبة ، ومن عرف ما كان عليه العرب من عادات وعقائد وما قاوموا به دعوته من شتى أنواع المقاومة حتى تدير اغتياله ، ومن عرف عدم التكافؤ بينه وبين محاربيه في كل معركة انتصر فيها، ومن عرف قصر المدة التي استغرقتها رسالته حتى وفاته ، وهي ثلاث وعشرون سنة ، أيقن أن محمداً رسول الله حقاً ، وأن ما كان يمنحه الله من ثبات وقوة وتأثير ونصر ليس إلا لأنه نبي حقاً ، وما كان الله أن يؤيد من يكذب عليه هذا التأييد الفريد في التاريخ ، فسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تثبت لنا صدق رسالته عن طريق عقلي بحت ، وما وقع له صلى الله عليه وسلم من المعجزات لم يكن الأساس الأول في إيمان العرب بدعوته ، بل إنا لا نجد له معجزة آمن معها الكفار المعاندون ، على أن المعجزات المادية إنما تكون حجة على من شاهدها ، ومن المؤكد أن المسلمين الذين لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يشاهدوا معجزاته ، إنما آمنوا بصدق رسالته للأدلة العقلية القاطعة على صدق دعوة النبوة ، ومن هذه الأدلة العقلية : القرآن الكريم ، فإنه معجزة عقلية ، تلزم كل عاقل منصف أن يؤمن بصدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعوى الرسالة .
] وهذا يختلف تماماً عن سير الأنبياء السابقين المحفوظة لدى أتباعهم ، فهي تدلنا على أن الناس إنما آمنوا بهم لما رأوا على أيديهم من معجزات وخوارق ، دون أن يحكموا عقولهم في مبادئ دعواهم فتذعن لها ، وأوضح مثل لذلك السيد المسيح عليه السلام ، فان الله حكى لنا في القرآن الكريم أنه جعل الدعامة الأولى في إقناع اليهود بصدق رسالته أنه يبرئ الأكمه والأبرص ، ويشفي المرضى ، ويحيي الموتى ، وينبئهم بما يأكلون ويدخرون في بيوتهم ، كل ذلك بإذن الله جل شأنه ، والأناجيل الحاضرة تروي لنا أن هذا المعجزات هي وحدها التي كانت سبباً في إيمان الجماهير دفعة واحدة به ، لا على أنه رسول كما يحكي القرآن الكريم ، بل على أنه إله وابن إله ـ وحاشا لله من ذلك ـ والمسيحية بعد المسيح انتشرت بالمعجزات وخوارق العادات ـ وفي سفر أعمال الرسل أكبر دليل على ذلك ـ حتى ليصح لنا أن نطلق على المسيحية التي يؤمن بها أتباعها أنها دين قام على المعجزات والخوارق لا على الإقناع العقلي ، ومن هنا نرى هذه الميزة الواضحة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه ما آمن به واحد عن طريق مشاهدته لمعجزة خارقة ، بل عن اقتناع عقلي و وجداني ، وإذا كان الله قد أكرم رسوله بالمعجزات الخارقة ، فما ذلك إلا إكرام له صلى الله عليه وسلم وإفحام لمعانديه المكابرين ومن تتبع القرآن الكريم وجد أنه اعتمد في الاقناع على المحاكمة العقلية ، والمشاهدة المحسوسة لعظيم صنع الله ، والمعرفة التامة بما كان عليه الرسول من أمية تجعل إتيانه بالقرآن الكريم دليلا على صدق رسالته[/s
] صلى الله عليه وسلم ، يقول الله تعالى في سورة العنكبوت : ( وَقَالُوا لَولا أُنزِلَ عَلَيهِ آيَاتٍ مِن رَبِّهِ ، قُلْ إِنَّمَا الآياتُ عِندَ اللهِ ، وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِين ، أَوْ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيهِمْ ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَومٍ يُؤْمِنُون ) [ العنكبوت : 50 ، 51 ٍ] ، ولما أشتد طلب كفار قريش للمعجزات ، أمره الله أن يجيبهم بقوله : ( سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلا بَشَرَاً رَسُولا ؟ ) الاسراء : 93 ] استمع إلى ذلك في قوله تعالى في سورة الاسراء ( وَقَالُوا لَن نُّؤمِنَ لَكَ حَتَّى تُفَجِّرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعَاًً أَو تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً ، أَوتُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَينَا كِسَفاً أَو تَأْتِي بِالله وَالمَلائِكَةِ قَبِيلاً ، أَو يَكُونَ لكَ بَيتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَو تَرْقَى فِي السَّمَاءِ، وَلِن نُؤْمنَ ِلرُقِيكَ حَتَّى تُنَزَّلَ عَلينَا كِتَاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبّي هَلْ كُنتُ إِلا بَشَراً رَسُولاً ) [ الإسراء :
[ هكذا يقرر القرآن بصراحة ووضوح أن محمداً صلى الله عليه وسلم إنسان رسول ،وأنه لا يعتمد في دعوى الرسالة على الخوراق والمعجزات ، وإنما يخاطب العقول والقلوب ، ( فَمَن يُرِدِ الله أَن يَهْدِيهِ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلام
قصة اصحـــــــــــــــــــــــــــــــــاب الفيــــــــــــــــــــــل
ماهي قصة اصحاب الفيل .. ومن هم اهل الفيل ولماذا أراد اهل الفيل هدم الكعبه ..
كما يعلم الجميع ان الكعبه هي بيت الله العزيز والشريف والذي زاد من تعظيم المسلمين بأن هذه الكعبه المشرفه شرف العز والمكانه لدي الكثير من الناس عامه من المسلمين وخاصه لأصحاب اهل مكه .. ؟
ولما كانت هذه لكعبه هي ساس البيوت في الارض .. لقول الله عز وجل .. ( ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا )
اذا هذا اول بيت وضع في الارض وهو بيت الله الشريف الكعبه المشرفه ..
والكعبه هي التي يحج اليها الناس من جميع الارض .. وهي التي في الحديث الصحيح ان جميع الأنبياء قد زاروا هذه الكعبه الشريفه .. ؟
ونأتي الى بعض المحاور والنقاط قبل دخولنا الى القصه وهي قصة اصحاب الفيل ..؟
كما نعلم جميعا ان اول من كسى الكعبه المشرفه في التاريخ هو ملك اليمن او كما في الاصح تبع اليمن وهو ( تبان اسعد ابن ابي الكر )
وكان هذا الشخص على النصرانيه وقد حقد على اليهود ولما سافر الى المدينه لكي يقاتل اليهود وصل اولا الى مكه ونام بجوار الكعبه وحلم في المنام انه يكسوا الكعبه فستيقظ وكسا الكعبه الشريفه بصوف
ونام في الليله الأخرى وتحلم بانه يكسوها بأفضل من ذالك فطلب من اليمن حرير خالص وغالي وكسا الكعبه الشريفه وكانت العرب تضع كسوة فوق كسوة الى زمن عبدالمطلب جد النبي الكريم صلى الله علية وسلم .. فرأوا العرب ان الكعبه ستنهدم بسبب ثقل الكسوة عليها فنزعها عبدالمطلب وامر ان تضع كسوة في كل عام ..
نأتي الى صلب الموضوع كما تعلمون ان تبان اسعد صارت له هدنه مع اليهود ولم يقالتهم ورجع الى اليمن في قصة طويله ..
مات تبان اسعد وخلف من بعده ذو نواس ابن تبان اسعد وكان ضالما جبارا على اليهوديه .
وكما نعلم انه هو الذي قام بحرق الناس في الاخدود في قصة اصحاب الأخدود وهي قصة طويله خلاصتها ان الناس آمنوا بدين الغلام الذي كان على النصرانيه فعجز ذو نواس على قتله وقال له الغلام لن تقتلني الا بعد ان تسمي بلله وتأخذ قوسي ونبلي وتقتلني .. ففعلا فعل ذالك وقتل الغلام ودخل 20,000 الف من اهل اليمن في النصرانيه فأمر بقتلهم جميعا في النار بحرقهم في الاخدود الا رجل فر من بينهم ..
فهذا الرجل وصل الى الرومان بقيادة قيصر وقيصر كان على النصرانيه ومتعصب بعد .. فوصل اليه الرجل لكي يثأر الى اهله وقومه .. فأخبره الرجل فغضب قيصر وقال كيف يقتل ذو نواس من هم على ديني ولكن قال قيصر اليمن بعيده من هنا لتحريك جيش للقتال .. ولكن انا اقلك انا سأرسل معك رساله الى النجاشي ملك الحبشه فهو على النصرانيه وحتما سيساعدك .. وفعلا اخذ الرجل الرساله وذهب بها الى النجاشي ..
وصل الرجل الى الحبشه الحبشه قريبه من اليمن .. فغضب النجاشي وقال كيف يتجرء على قتل من كان على ديني فجهز جيشا كبير معد وقوي جدا .. وكان من بين القاده في الجيش رجلان
الاول وهو قائد الجيش هو ارياض ومن بين القاده في الجيش رجل اسمه أبرهه الحبشي .
قاد الجيش ارياض ووصل الى اليمن وحصل القتال وانتصر جيش النجاشي في المعركه .. واصبح ارياض هو حاكم اليمن والي النجاشي في اليمن ..؟ واصبحت اليمن تابعه للنجاشي .
مرت السنين واصبح ارياض يضلم الناس ضلما شديدا حتى صار يضلم اهل الحبشه الي معاه .
فقام جماعة من الجيش الحبشي بقياده ابرهه وقالوا لا بد من ازاحة الحكم عن ارياض فجمعوا هؤلاء جماعة كبيرة من الذين يعارضون ارياض وحصلت المعركه بين الجيشان جيش اهل الحبشه نفسه .
فبينما تواجه الجيشان للقتال أستأذن أبرهه من ارياض في كلام فوافق وقال له لما نهلك جيش الحبشه اذا احنا تقاتلنا وفنا الجيش من سيحكم اليمن .. فقال ما رأي قال انا وانت نتقاتل فقال نعم
فتقاتلا الرجلان فضرب ارياض ابرهه على خشمه فقطع نصف انفه ولذالك كان يسمى ابرهه الأشرم
ولكن ابرهه قتل أرياض .. واصبح هو الحاكم .
فسمع بذالك النجاشي فغضب فقال كيف يتقاتل الأحباش مع بعضهم البعض وكيف يتجرأ ان يقتل أبرهه ارياض والي على اليمن .. والله لن أرجع حتى ادوس بقدمي اليمن وأجز شعر ابرهه أذلال له
فسمع بذالك ابرهه فقام وحلق شعر نفسه واخذ تراب وارسله مع رسول الى الحبشه وقال يا نجاشي هذا تراب اليمن دوس عليه وهذا شعري جزيناه لك وما فعلت اذا فعلت الا لما ضلمنا ارياض فقال اذا كان هذا ما حصل فلا بأس وقال ابرهه انا خادمك وانا مطيعك وانا واليك في اليمن ..
مرت الايام ففكر ابرهه كيف يرضي النجاشي وكيف يضهر ولائه له .. فأمر ببناء كنسيه عظيمه في اليمن وسماها ( القليس ) وامر الناس بلحج اليها بدل الحج الى الكعبه .. ولكن الناس لم تاتي .
فسمع رجل من الذي يعضمون الكعبه بهذا الامر فقال ماهي هذه االقليس ايردون ان تكون مثل الكعبه كيف فسافر الى اليمن ودخل القليس وقضاء حاجته فيها ولطخ جدرانها بعذرته .. وخرج
فسمع بذالك أبرهه فقال من فعل ذالك قالواهذا رجل من اهل النسي قال ما النسي قالوا من الذين يعضمون الكعبه قال ماهي الكعبه فأخبوره بذالك فعرف ان الناس لن تحج اليه الى بعد ان يهدم الكعبه
ففعلا جهز جيش كبيرا للذهاب الى مكه وجعل الذي يقود الجيش فيلا عظيما اسمه محمود لهدم الكعبه .
وصل أبره الى تخوم الحجاز فخرجت قبيلتان لمحاربته وانتصر عليهم ابرهه واسر كل من حكامهم وصل ابرهه الى مشارف الطائف الطائف لا خير فيهم قالوا احنا مالنا شغل تبي تهدم الكعبه روح اهدمها وعشان نثبت انا صادقين معك نرسل معك رجل يدلك وين الكعبه لأنه ما يعرف الكعبه هو اصلا .. ابرهه .
فتطوع رجل اسمه ذو رغال وتحرك الجيش, بين مكه والطائف مات ذو رغال واتخذت العرب قبره مرجما له بسبب خيانته للعرب ..
وصل ابرهه الى مكه .. استسلمت مكه له وامر الفيل محمود بتوجه الى الكعبه وهدمها ولكن الفيل برك على الارض وجهوه الى جهة اليمن قام ومشى وجهوهه الى الكعبه يبرك .
فبينما هم يعالجون مشكلة الفيل اذا اقبلت غيمة سوداء من بعيد فلما اقتربت فأذا هي الطير الأبابيل
عصافير كل عصفور معه ثلاث احجار من سجيل في المنقار واحده وفي الرجل اليمين واحده واليسار واحده .
فكانت ترميهم فتصيب الرجل منهم مع راسه وتخرج مع دبره فيسيح الرجل .. فمات كل جيش ابرهه لذالك يقول الله تبارك وتعالى ( الم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل . الم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيراً ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصفٍ مأكول )
ولذالك سمى العرب ذالك العام عام الفيل الذي ولد فيه نبي الامه وخير البشر واصفها محمد ابن عبدالله القرشي الهاشمي . صلى الله علية وسلم .. خمسين يوماً بعد حادث الفيل ..
لنسب النبي ثلاثة أجزاء : جزء اتفق على صحته أهل السير وهو إلى عدنان وجزء اختلفوا فيه مابين متوقف فيه وقائل به ، وهو ما فوق عدنان إلى إبراهيم عليه السلام ، وجزء لا نشك أن فيه أموراً غير صحيحة ، وهو ما فوق إبراهيم إلى آدم عليهما السلام ، وهاك تفصيل تلك الأجزاء الثلاثة :
الجزء الأول
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب _ واسمه شيبة _ بن هاشم _ واسمه عمرو_ بن عبد مناف _ واسمه المغيرة _ بن قصي _ واسمه زيد_ بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر _ وهو الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة _ بن مالك بن النضر _ واسمه قيس _ بن كنانة بن خزيمة بن مدركة _ واسمه عامر_ بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
الجزء الثاني
ما فوق عدنان وعدنان هو ابن أد بن هميسع بن سلامان بن عوص بن بوز بن قموال بن أبي عوام بن ناشد بن حزا بن بلداس بن يدلاف بن طابخ بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن أرعوي بن عيض بن ديشان بن عيصر بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضة بن عرام بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام .
]الجزء الثالث]
ما فوق إبراهيم عليه السلام ، وهو ابن تارح _ واسمه آزر _ بن ناحور بن ساروع _أو ساروغ _ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح _ عليه السلام _ بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ _ يقال هو إدريس عليه السلام _ ابن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيث بن آدم عليهما السلام .
المولد النبوي
ولد سيد المرسلين بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول ، لأول عام من حادثة الفيل ، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان ويوافق ذلك العشرين أو الثاني وعشرين من شهر أبريل سنة 571 حسبما حققه العالم الكبير محمد سليمان المنصور فوري والمحقق الفلكي محمود باشا .
وروى ابن سعد أن أم رسول الله قالت: لما ولدته خرج من فرجي نور أضاءت له قصور الشام .
وروى أحمد عن العرباض بن سارية ما يقارب ذلك .
وقد روي أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد ، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس ، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت ، روي ذلك البيهقي ولا يقره محمد الغزالي .
ولما ولدته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده ، فجاء مستبشراً ودخل به الكعبة ، ودعا الله وشكر له ، واختار له اسم محمد _ وهذا الاسم لم يكن معروفاً في العرب _ وختنه يوم سابعه كما كان العرب يفعلون ، وأول من أرضعته من المراضع _ بعد أمه _ ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال له مسروح ، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب ، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي .
في بني سعد
كانت العادة عند العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعاداً لهم عن أمراض الحواضر ، لتقوى أجسامهم وتشتد أعصابهم ، ويتقنوا اللسان العربي في مهدهم ، فالتمس عبد المطلب لرسول الله الرضعاء ، واسترضع له امرأة من (بني سعد) ابن بكر_ وهي حليمة بنت أبي ذؤيب _ وزوجها الحارث بن عبد العزى المكنى بأبي كبشة من نفس القبيلة وأخوته هناك من الرضاعة عبد الله بن الحارث ، وأنيسة بنت الحارث ، وحذافة أو جذامة بنت الحارث ( وهي الشماء _ لقب غلب على اسمها ) وكانت تحضن رسول الله وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، ابن عم الرسول .
وكان عمه حمزة بن عبد المطلب مسترضعاً في بني سعد بن بكر فأرضعت أمه رسول الله يوماً وهو عند أمه حليمة ، فكان حمزة رضيع رسول الله من وجهين من وجهة ثويبة ومن جهة السعدية .
ورأت حليمة من بركته ما قصت منه العجب ، ولنتركها تروي ذلك مفصلاً : قال ابن إسحاق : كانت حليمة تحدث : أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه ، في نسوة من بني سعد بن بكر تلتمس الرضعاء قالت : وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شئياً قالت : فخرجت على أتان لي قمراء معنا شارف لنا والله ما تبض بقطرة وما ننام ليلنا أجمع صبينا الذي معنا ، من بكائه من الجوع ما في ثديي ما يغنيه وما في شارفنا ما يغذيه ولكن كنا نرجو الغيث والفرج ، فخرجت على أتاني تلك فلقد أدمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفاً وعجفاً حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها
رسول الله فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم وذلك أنا كنا نرجو المعروف من ابي الصبي فكنا نقول : يتيم! وما عسى أن تصنع أمه وجده ! فكنا نكرهه لذلك فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعاً غيري فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي : والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعاً والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه قال : لا عليك أن تفعلي عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة . قالت : فذهبت إليه فأخذته ، وما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غيره، قالت : فلما أخذته رجعت به إلى رحلي فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي ، وشرب معه أخوه حتى روي ثم نام ، وما كنا ننام معه قبل ذلك ، وقام زوجي إلى شارفنا تلك فإذا هي حافل ، فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا رياً وشبعاً ، فبتنا بخير ليلة ،قالت : يقول صاحبي حين أصبحنا : تعلمي والله يا حليمة ! لقد أخذت نسمة مباركة ، قالت : فقلت : والله إني لأرجو ذلك ، قالت : ثم خرجنا وركبت أنا أتاني ، وحملته عليها معي ، فو الله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شئ من حمرهم ، حتى إن صواحبي ليقلن لي : يا ابنة أبي ذؤيب ، ويحك ! أربعي علينا ، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها ؟ فأقول لهن : بلى والله ! إنها لهي هي ، فيقلن : والله إن لها شأناً ، قالت: ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد وما أعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها ، فكانت غنمي تروح على حين قدمنا به معنا شباعاً لبناً ، فنحلب ونشرب ، وما يحلب إنسان قطرة لبن ، ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم : ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب ، فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بقطـــرة لبن، وتروح غنمي شباعاً لبناً، فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته وكان يشب شباباً لا يشبه الغلمان ، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاماً جفراً ، قالت : فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا ، لما كنا نرى من بركته ، فكلمنا أمه ، وقلت لها : لو تركت ابني عندي حتى يغلظ ، فإني أخشى عليه وباء مكة ، قالت : فلم نزل بها حتى ردته معنا .
وهكذا بقي رسول الله في بني سعد حتى إذا كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده وقع حادث شق صدره ، روى مسلم عن أنس أن رسول الله أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه ، فشق عن قلبه ، فاستخرج القلب ، فا ستخرج منه علقة ، فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لأمه ، ثم أعاده إلى مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه _ يعني ظئره _ فقالوا : إن محمداً قد قتل ، فا ستقبلوه وهو منتقع االلون
إلى أمه الحنون وخشيت عليه حليمة بعد هذه الوقعة وهى واقعة شك صدره حتى ردته إلى أمه ، فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين .
ورأت آمنه وفاء لذكرى زوجها الراحل أن تزور قبره بيثرب فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ خمسمائة كيلومتراً ومعها ولدها اليتيم _ محمد وخادمتها أم أيمن وقيمها عبد المطلب ، فمكث شهراً، ثم قفلت ، وبينما هي راجعة إذ يلاحقها المرض ويلح عليها في أوائل الطريق ، فماتت بالأبواء بين مكة والمدينة .
]إلى جده العطوف
وعاد به عبد المطلب إلى مكة ، وكانت مشاعر الحنو في فؤاده تربو نحو حفيده اليتيم الذي أصيب بمصاب جديد نكأ الجروح القديمة ، فرق عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده فكان لا يدعه لوحدته المفروضة ، بل يؤثر على أولاده ، قال ابن هشام : كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة ، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه ، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له ، فكان رسول الله يأتي وهو غلام جفر حتى يجلس عليه ، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه ، فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم : دعوا ابني هذا فو الله إن له لشأناً ، ثم يجلس معه على فراشه ، ويمسح ظهره بيده ويسره ما يراه يصنع .
ولثماني سنوات وشهرين وعشرة أيام من عمره توفي جده عبد المطلب بمكة ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيدة إلى عمه أبي طالب شقيق أبيه .
إلى عمه الشفيق
ونهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه ، وضمه إلى ولده ، وقدمه عليهم واختصه بفضل احترام وتقدير ، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه ويبسط عليه حمايته ويصادق ويخاصم من أجله ، وستأتي نبذ من ذلك في مواضعها.
حديث تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها
سنه صلى الله عليه وسلم حين زواجه
قال ابن هشام : فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة ، تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ، فيما حدثني غير واحد من أهل العلم عن أبي عمرو المدني .
خروجه صلى الله عليه وسلم إلى التجارة بمال خديجة
قال ابن إسحاق : وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه ، بشيء تجعله لهم ، وكانت قريش قوما تجارا ؛ فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها ، من صدق حديثه ، وعظم أمانته ، وكرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا ، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار ، مع غلام لها يقال له ميسرة ، فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ، وخرج في مالها ذلك ، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام .
حديثه صلى الله عليه وسلم مع الراهب
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان ، فاطلع الراهب إلى ميسرة ، فقال له : من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟ قال له ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم ؛ فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي .
ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها ، واشترى ما أراد أن يشتري ، ثم أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة . فكان ميسرة - فيما يزعمون - إذا كانت الهاجرة واشتد الحر ، يرى ملكين يظلانه من الشمس - وهو يسير على بعيره - فلما قدم مكة على خديجة بمالها ، باعت ما جاء به ، فأضعف أو قريبا . وحدثها ميسرة عن قول الراهب ، وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه .
خديجة ترغب في الزواج منه صلى الله عليه وسلم
وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة ، مع ما أراد الله بها من كرامته ، فلما أخبرها ميسرة مما أخبرها به بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت له - فيما يزعمون - : يا ابن عم ، إني قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك ، وصدق حديثك ، ثم عرضت عليه نفسها .
وكانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا ، وأعظمهن شرفا ، وأكثرهن مالا ؛ كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه .
نسب خديجة رضي الله عنها
وهي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر .
وأمها : فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر .
وأم فاطمة : هالة بنت عبد مناف بن الحارث بن عمرو بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عمر بن لؤي بن غالب بن فهر .
وأم هالة : قلابة بنت سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر .
الرسول صلى الله عليه وسلم يتزوج من خديجة بعد استشارة أعمامه
فلما قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه عمه حمزة بن عبدالمطلب ، رحمه الله ، حتى دخل على خويلد ابن أسد ، فخطبها إليه ، فتزوجها .
صداق خديجة
قال ابن هشام : وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين بكرة ، وكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت ، رضي الله عنها .
أولاده صلى الله عليه وسلم من خديجة
قال ابن إسحاق : فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولده كلهم - إلا إبراهيم - القاسمَ ، وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم ، والطاهر ، والطيب ، وزينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، عليهم السلام .
ترتيب ولادتهم
قال ابن هشام : أكبر بنيه القاسم ، ثم الطيب ، ثم الطاهر ؛ وأكبر بناته رقية ، ثم زينب ، ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة .
قال ابن إسحاق : فأما القاسم ، والطيب ، والطاهر ، فهلكوا في الجاهلية ؛ وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام ، فأسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم .
إبراهيم وأمه
قال ابن هشام : وأما إبراهيم فأمه مارية القبطية .
حدثنا عبدالله بن وهب عن ابن لهيعة ، قال : أم إبراهيم : مارية سرية النبي صلى الله عليه وسلم التي أهداها إليه المقوقس من حفن من كورة أنصنا