موضوع: الاستغفار سبب من أسباب حياة القلب السبت 21 فبراير 2015, 11:55 pm
الاستغفار سبب من أسباب حياة القلب وهدايته ونوره ، ذلك أنه سبب لرحمة الله ، قال الله تعالى : ( لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[size=18] النمل/ 46. وقال بعض السلف : " ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه " . انتهى من " إحياء علوم الدين " (1/ 313) . والاستغفار من ذكر الله ، والذكر تحيا به القلوب . قال ابن القيم رحمه الله : " الذِّكْرُ يُثْمِرُ حَيَاةَ الْقَلْبِ " انتهى من "مدارج السالكين" (2/ 29) . والاستغفار دواء القلوب من الذنب ، الذي هو أساس كل بلية ؛ قال قَتَادَةَ: " إِنَّ الْقُرْآنَ يَدُلُّكُمْ عَلَى دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ ، أَمَّا دَاؤُكُمْ فَذُنُوبُكُمْ ، وَأَمَّا دَوَاؤُكُمْ فَالِاسْتِغْفَارُ " . انتهى من "شعب الإيمان" (9/ 347) . والاستغفار من أعظم أسباب جلاء القلب وصقله ، وتنظيفه من الرين والوسخ ، والغفلة والسهو . قال ابن القيم رحمه الله : " قلت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يوماً: سئل بعض أهل العلم أيهما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار؟ فقال : إذا كان الثوب نقياً : فالبخور وماء الورد أنفع له ، وإذا كان دنساً : فالصابون والماء الحار أنفع له . فقال لي رحمه الله تعالى : فكيف والثياب لا تزال دنسة ؟ " . انتهى من "الوابل الصيب" (ص: 92). والمراد بالبخور وماء الورد في هذا المثل : التسبيح ونحوه . والمراد بالصابون : الاستغفار ، لأنه يطهر من الذنب ، كما ينظف الصابون البدن والثوب . [/size] وروى مسلم (2702) عَنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي ، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ ) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "والغين حجاب رقيق أرق من الغيم ، فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه يستغفر الله استغفارا يزيل الغين عن القلب " انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/283) . وروى أحمد (8792) ، والترمذي (3334) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ، فَذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ [ كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ] ) . حسنه الألباني في " صحيح الترمذي "(2654) . فالاستغفار يعيد إلى القلب حياته وبياضه الذي قد يكون فقد شيئا منه بسبب الذنوب .