موضوع: مدارس التصوير الزيتى واشهر الرسامين الجمعة 22 فبراير 2013, 1:22 pm
مدارس التصوير الزيتى واشهر الرسامين
يعتبر فن التصوير الزيتي واحداً من الفنون الهامه التي تبرز امكانيات الفنانين المصورين ....في كل بلد من بلدان العالم ، وأصبح لكل دوله أو حضاره مدرسه خاصة بها ، تميزها عن سائر المدارس الأخرى .
وحينما نتناول دراسة التصوير الزيتي على الكانفاس نجد أنه قد عرف في أواخر العصر القوتي حيث كانت الكنيسه والكاتدرائيه هما المركز الرئيسي للمجتمع المسيحي ، وفي تلك الفتره (1150- 1400) وقد انتشرت المسيحية انتشارا واسعا بين دول منذ القرن الحادي عشر واستمر انتشارها حتى القرن الثالث عشر حيث أحدثت ازدهاراً حضارياً عظيماً أدى إلى خلق كيان ثقافي ، وعلمي متماسك بين البلدان الأوروبية ، ولقد تجلى ذلك بوضوح على ميدان التصوير . وبحلول القرن الثالث عشر كانت فرنسا تمثل محوراً من محاور تلك الحضارة المسيحية ولقد كان ازدهار الفن القوطي Gothic Art في فرنسا من أهم عوامل بلوغها ذلك المركز الريادي بين سائر الدول الأوربية ، ولقد تميزت بهذا الفن ، ومن خصائص هذا الفن معالجة لفنون العصور الوسطي ، والفن الروماني ، نحو الطبيعة من حيث خطوطه وأشكاله ، ومواضيعه ، ولقد تطبعت معظم البلاد الأوربية الأخرى بالطابع القوطي الفرنسي [1] بينما يلاق الطراز القوطي لأمن الإيطالية حيث لعبت إيطاليا دورا قياديا في فن التصوير منذ أواخر القرن الثالث عشر ، وذلك بفضل المصورين الذين قاموا باكتشافات جديدة ثورية حررت من التصوير من سيطرة التقاليد القديمة . فإذا بحثنا في منابع الفن الإيطالي في القرن الثالث عشر نجد انه كان متأثر بتقاليد الفن البيزنطي ، الذي جاء من الشرق بعد فتح الصليبيون للقسطنطينية . وساهم في هذا التطور عدد من المصورين الموهوبين أمثال جوفان تشيمابوي في الفترة 1240 – 1302 و"دي ندونجا " في الفترة ما بين 1266-1337 و"سيمون " مارتني من 1284- 1344 ، واستمر تطور الفن في عصر النهضة ، فنجد إيطاليا ، وعلى رأسها فلوزنا فابتكرا جديدا في مجال التصوير حيث ابتعد عن الطراز القوطي الدولي وعرف باسم عصر النهضة المبكرة ، بينما ظهر في بلاد الأراضي المنخفضة في الشمال طراز فني جديد به ملامح من الطراز القوطي الدولي . وكان اكتشافات العلمية والواقعية التي تميز بها مصورو الشمال اثر في تقوم من عصر النهضة . عصر النهضة kenaisanse يعتبر عصر النهضة هو الاساس الذي قامت عليه المدينة الحديثة ، وهو يمتد بصفة عامة من سنة 1400 إلى سنة 1600 .[1] حيث بدأت بشائر حركة حضارية جديدة تنتشر خبر بلدان أوربا خلال القرن الخامس عشر الميلادي ، تستهدف الاستفادة من التراث القديم ، عرفت باسم حركة الاحياء ، او النهضة the Renaisanse وسمي العصر باسمها . [2] وارتبطت هذه الحركة بازدهار عظيم في جميع مجالات الفكر ، والفن وانتشرت عبر جميع بلاد أوربا ، غير انم بدايتها قد ارتبطت بايطاليا ، فاعتبرت هي المنبع الرئيسي لانبثاق تلك النهضة [3] التييعتبرها المحللون نثاجا من اختزال عدة حضارات ، وهي حضارة العصور الوسطي ،وحضارة الإغريق ، والرومان ، والحضارة الإسلامية . وقد وصف عصر النهضة بعصر النظام في الفكر ويتميز هذا العصر بالعودة إلى الحياة ، والعلم ، واكتشاف الكون ، والإنسان والتطلع إلى أسرار الطبيعة ، حيث ابتعدت عن الاستغراق في الرموز الكهنوتية والأشكال التجريدية ، واخذ يقترب من الطابع الدثيوي الحسي ، حتى في تناوله للموضوعات الدينية . وهكذا عاد الفنان الأوربي إلى محاكاة مخلوقات الأرض وصابر من اجل الوصول إلى التقارب المنشود فاهتم بالكتلة والتجسيم والإلهام بالتطور وساعدت في ذلك ابتكار الألوان الزيتية وتميزها بطبيعتها اللينة الطبيعية . ويهدف فن عصر النهضة في جميع بلدان أوروبا إلى أحياء الفن الإغريقي القديم الذي يؤمن بان الإنسان هو محور الكون ، وكان علم التطور الهندسي ،هو دعامة البناء لديهم لتحقيق البعد الثالث ، وتحديد المسافات ، والأحجام ، والنسب ، ومنذ ذلك الحين تمكن الفنان الغربي من نقل الطبيعة ثلاثية الأبعاد إلى المسطح التصويري ذي البعدين ، وحرص على مظهرها الواقعي كما تبدو في الحقيقة . حيث شيدت اللوحة بالنافذة التي تطل على الحياة بكل أشكالها ونماذجها ، وقد ظلت هذه القاعدة متداولة في فنون عصر النهضة الإيطالية الذي كان بمثابة احياء للأمجاد الإغريقية .[4] فقد تميزت أعمال الفنانين بالرؤية المتحررة ، حيث أدخلو في أول الأمر إلى جانب الموضوعات الدينية موضوعات جديدة من المناظر الطبيعية ومشاهد الحياة اليومية ، واتسع مجال الفن في التعبير . فقد كان المصورون الأوائل في تلك الفترة يستخدمون طبقات رقيقة من الألوان فرشاه رقيقة ،ومرهفة التي كانت في كثير من الأحيان تختفي عن النظر . [1]ولقد امتاز عصر النهضة بعدد عظيم من الفنانين ويعتبر " جيوفاني تشيمابوي " بحق هو صلة الوصل بين التقاليد الفنية البيزنطية ، وثورة الفن في بداية عصر النهضة ، حيث امتازت أعماله بعمق الإحساس العاطفي ، الذي يظهر في الخطوط المحيطة بأشكاله ، وتعبيرات الوجوه ،فلقد توصل الفنان " تشيمابون في أعماله إلى تحقيق قيمة التجسيد الدرامي. طراز الباروك Baroque style استمرت المحاولات ،والتجارب التي بدأت في عصر النهضة حتي القرن السابع عشر الميلادي والذي يمكن أن يطلق عليه صفة التجريبية ، نظرا لتجلي روح التجريب على جميع مجالات الحياة ، والعلوم. فنجد أن فن الباروك دار في دائرة التقاليد التي بدأها عصر النهضة من مشابهة للواقع المرئي إلا أن طراز الباروك اتسم بقوة اكبر في التعبير ، وحرية الصياغة الفنية ، نجحت أحيانا إلى المبالغة في إظهار الانفعالات العاطفية ،[2] ومن هنا تخطي فن التصوير البار وكي الحدود التي فرضها عصر النهضة ، وتخلي عن قواعد التعبير لمألوف المتمثلة في الحفاظ على استقامة الخطوط ، وهيبة المواضيع [3] لذلك يرجح بعض المؤرخون أن كلمة باروك Baroque اصلها روماني . ويقصد بها كل ما هو منافي للقواعد والنسق العام ، الذي أحتاط الناس عليه ، والبعض الآخر يرجح ان مصدرها أسباني Barrack وتصف اللؤلؤ غير المنظم في شكله [4] أي ان الخروج عن المألوف وعدم الانتظام هو سبب اطلاق ذلك الاسم على فنون الفترة ما بين 1600 م إلى 1750 م المسماري بالباروك والمتأخر لطراز الباروك يلاحظ ان يجمع بين النزعة الدونية ، مع الاهتمام المتزايد بالفرد كنواه للمجتمع .[5] وتتجلي العبقرية التشكيلية في فرنسا خلال هذا القرن ، في فن التصوير على الاخص وتمكن تلك العبقرية في توافر مجموعة من المصورين الفرنسيين المتميزين ، ومن أهم المصورين الفرنسيين " نيكولا بوسان " (1594 –1669 ) ، وكذلك من ابرز مصورين طراز الباروك في بلاد الشمال في اقليم الفلمنك بول روبنز (1577-1640 ) وفي اقليم هولندا الفنان رمبرانت . طراز الروكوكو Rococo style كلمة روكوكو مستحدثة من كلمة الصدفةRocaile الغير منتظمة الشكل ذات الخطوت المنحنية ، التي ساعدت على تشكيل الزخارف الشائعة العصر .
ولقد ظهرت ملامح طراز الروكوكو في اواخر القرن السابع عشر ، وتميز بطابعة اللطيف الناعم ذي الزخارف العديدة ، وحلاوة الشكل ، لذلك نلاحظ ان القيم الدرامية التي ميزت التصوير في عصر الباروك شكلا ومضمونا ، قد تلاشت في الروكوكو واستبدلت بمثاليات جمالية خاصة تتسم الرؤية فيها بالتركيز على الامتاع البصري العابر ، والنزح إلى الحسية والترف الزائد ، وادخال السرور على النفوس [1]فأخذ المصورون يرسمون صورا للحياة الحافلة بالمسرات ، والمظاهر المتأنقة التي غلبت عليها مواضيع المرأة العاطفية الرقيقة في مشاهد مغمورة بالسعادة والالوان المبهجة ، وقد انحسر هذا الطراز بقيام الثورة الفرنسية عام 1789 م ، وحلت محله الكلاسيكية الحديثة كرد فعل لهذه الرقة المفرطة اتتمد مقوماتها من الفنون الاغريقية الرومانية عرف باسم الكلاسيكية الجديدة ، وكان يمثل فن الروكوكو المرحلة الاخيرة من التصوير ، الذي بدأ بعصر النهضة وهذه المرحلة الأخيرة كان فيها مازال مسيطرا على نحو مطلق .[2] ومن اشهر فنانين طراز الروكوكو المصور " انطوان واتو " فراتوا بوشية " و " هوزية مزاجونارد" . الحركات الفنية الحديثة الكلاسيكية الجديدة New classical الكلاسيكية الجديدة ، هي حركة فنية تعبر عن تحول طبيعي إلى فنون الاغريق القديمة لمواجهة مطالب النظام الجمهوري بعد قيام الثورة الفرنسية [1] حيث ظهر الفن الكلاسيكي الجديد وتعتبر بدياته رد فعل لتلقائية الروكوكو .[2] ومن أهم القواعد ، والقيود التي تعرضها الكلاسيكية الجديدة على اتباعها ، وتلزمهم تطبيقها هي ما يلي :- (1) نبل الموضوع :
يكون الموضوع نبيلا خاليا من العواطف ، حيث يتنازل الموضوع موقفا أسطوريا او يصور الالهه الاغريقية ، او الابطال القدامي ، او الملوك ، غير ان الواقع ، وحياة الناس العاديين البسطاء تمثل خروجا عن نبل الموضوع الكلاسيكي . (2) تجنيب الجانب العاطفي :
فالكلاسيكية القديمة كالكلاسيكية الجديدة يجب الا تظهر العواطف والانفعالات العنيفة ولا يجوز ان تظهر الوجوه ، وحليها تغيرات الخوف او الفرح أو الجزع أو النشوة ،وانما لابد أن تكون رصينة وقورة هادئة ، وهما يكن تعبير الأجسام عنيفا كما في مشاهدة الحرب ويمنع التصوير مشاهدة العنف ، او القتل ، فلا يجب ان توجد ذراع متبرورة او راس مفصولة عن الجسد ، وما إلى ذلك . (3) مثالية الهدف :-
وهي تعتبر من الاعمال الفنية من الخلال او العظمة او الجمال ، وفي سبيل ذلك يتم تحوير الطبيعة ، وتحسينها حتى تبدو مثالية ، وقد اتخذوا [3] من مقاييس جسم الإنسان الرياضة فمثل في التماثيل الاغريقية ، والرومانية مثلا اعلي للجمال. طريقة الرسم لابد الالتزام بقواعد علم المتطور الهندسي ، التي تجعل الاشياء ، والاشخاص في الصورة بعضها وراء بعض بمنطق سليم فيظهر الكبيرة في المقدمة ، والصغيرة في الخلفية ، وتتجمع الخطوط المحورية للمباني في نقطة زوال الافق .
الظلال والتظليل الالتزام بالتظليل الذي يعطي الاجسام استدارتها وكتلتها ، وذلك من خلال مصدر ضوئي محدد يدخل على عناصر الصور من احد الجانبين عادة بزاوية قدرها 45 فيضئ الاشكال ويلقي ظلا معتما على نصفها الاخر ، ويتم التظليل بالدرجات الداكنة من نفس اللون . الاهتمام بالخطوط فلابد ان يكون الفنان بارعا في الرسم بالخطوط باختبارها اساسا للفن ، اما الالوان فهي امر ثانوي في الدرجة الثانية من الاهمية ، على حين الخطوط المحددة للاشخاص والاشكال يجب ان تكون واضحة ، فهي التي يقوم عليها الفن ، واي خلل فيها يدل على ان الفنان لم يتخطي مرحلة التعليم بعد .[4] الالتزام بالمنظر المغلق وهذا يبدو بوضوح في التصوير الكلاسيكي للمناظر الطبيعية ، حيث يتم احترام خطوط الرسم المحدد للاشكال ، والعناصر في العمل الفني على ان تظهر هذه العناصر كاملة داخل اطار الصورة ، ولا يختفي جزء من شجرة او سحابة في السماء ، او أي عنصر مهما يكن الاطبقا لمتطلبات التكوين الخطي الذي يكون مجتمعا كله داخل الاطار وتستمر القيود والتقاليد التي تناول ادق التفاصيل حتى تصل إلى تحديد مجموعة الالوان التي تستخدم في التصوير ، وطريقة وضعها على اللوحة ، وايهما يجوز استخدامه في مقدمة اللوحة وايهما الذي يستخدم في خلفيتها ،ثم طرق توزيع العناصر الرئيسية والعناصر الثانوية وما إلى ذلك . وتزعم هذه المدرسة الفنان " جاك لويس وافيد " ومن بعده " جرو " ثم " انجر " الذي كان يؤمن بالحط ايمانا راسخا ، ويعتبره قادرا وحده [5]على اخطاء الاحساس بالاستدارة والحجم دون افراط في التظليل او التلوين . الروماتيكية Romanantic نشأ الفن الروماتيكي للتأكد على التعبير من العاطفة ، والمشاعر والخيال والشورة على الكلاسيكية الجديدة في شكل الرومانيتكية وتميزت الرومانسية بظهور نوع من الانفعالات لم تظهر في الترعة الكلاسيكية الجديدة ، التي تجد انعدام الحركة في تعبيراتها بينما نلاحظ ان الفن الرومانيتكي ملئ بالخطوط المنحنية [6] فضلا عن تناول الموضوعات ولقد انتشرت تلك الحركة الفنية بسرعة مذهلة في ميدان التصوير في البلاد الأوروبية التي قل فيها سطوة الفن الكلاسيكي ، وتجنب الجانب العاطفي ، والاهتمام بالتعبير عن العواطف واصبحت الحركات اشد عنفا والابطال اعظم بطولة والنساء اروع فتنة وجمالا حيث انها المدرسة التي تنالغ في اظهار العواطف والانفعالات والمواقف الجانبية وفيما يتعلق بالشكل فقد استبدلت طرق الخطوط ورصانتها بالالوان الزاهية الواقعية .[7] وقد تزمم هذه الثورة الاولي الفنان " جيرويكو " فهاجمه النقاد ، وضيقوا عليه الخناق حتى اجبروه على الاختزال ، والهجرة إلى انجلترا ، بينما نجد " اوجين ديلاكروا "يمثل النزعة الروماتيكية في فرنسا بلا منازع [8] وهو احد الرواد اللذين حرروا الحركة الفنية من جمود الكلاسيكية ، وسار بها إلى الامام شوطا ، وجعل اللون ادته المباشرة في خلق الشكل الفني واختار بطولات من احداث عصره فكانت لوحاته تكتظ بالحياة الزاهية بالالوان والاشخاص وتمتلئ بالحركة والعواطف [9] ومن اهم لوحاته لوحة الحرية تقود الشعب 1830 ولوحة نساء الجزائر وغيرها . وف هذه الحركة الفنية ، بدأ المصورون يخرجون إلى الخلاء وينقلون ما يشاهدون بالدقة الاكاديمية ، منفعلين بما في الطبيعة من سحر وجمال . الواقعية :
ظهر المذهب الواقعي في منتصف القرن التاسع عشر كرد فعل للمذهب الروماني الذي ناهضة المذهب الكلاسيكي الجديد [10] حيث انتهجت الواقعية إلى الابتعاد عن جماعة "الكلاسيكية الجديدة " وخشونتها ، لذلك فان من التصوير في فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر اقترب من الواقعية كتطور منطقي للتجارب ، والاتجاهات التي سارت لصفة الاول ، والتي سبق توضيحها حيث ادي تطور الوسائل العلمية في دراسة الطبيعة إلى تطور الوسائل العلمية الحديثة في دراسة الطبيعة إلى تطور في الاتجاه الواقعي في مجال التصوير [11] وقد\ استناد الاتجاه الواقعي بدون شك من الرومانتيكية حيث الالوان القوية ، ولكنهم اختاروا الالوان البارزة التي تميل إلى الالوان الفضية على خلاف " ديلالاوا " الذي استخدم الالوان الدافئة بمشتقاتها [12] ويعتبر المذهب الواقعي في التصوير هو حلقة الوصل بين الرومانتيكية ، والتأثيرية ، ذلك لان التأثيريين اتخذوا من الواقعية مبدأ لهم في الملحمة الفنية لاعمالهم ومن قبلها كانت تجارب مصوري الطبيعة الرومانتيكية اساسا ، ومنهجا قامت تلك الاعمال التأثيرية مستفيدة من تجديد في اساليب التلوين والصباغة . والفن الواقعي يتمثل في ان الفن يعبر عن الاشياء الواقعية الموجودة بالفعل على اختبار ان كل ما نراه في الواقع جميل [13] ولقد تجنبت الفن الواقعي الخيال ، والابتكار في موضوعاته ، كما ابتعدت الواقعية عن التعبيرات ، والاراء الرومانسية ، وقد لاقت هذه الافكار استحسان ، واعجاب الطبقة المتوسطة . ومن اشهر فناني الواقعية " جو ستاف كوربية " 1819 – 1877 ، و " هرتورية دومين " 1808 – 1879 و" جان فرانسواميلية ". التأثيرية Impressionism لقد كانت الواقعية هي المعبر الذي انتقل من فوقه فن التصوير من داخل المرسم إلى الطبيعة والخلاء . ويلاحظ ان كلمةImpressionism تترجم احيانا إلى لغتنا العربية بكلمة (الانطباعية ) ويطلق على اتباعها اسم " الانطباعيون" كما يمكن ان تطبق على المذهب الفني الذي كانوا اصحابه يملئون عيونهم بالمنظر الذي يشاهدونه ويسجلوه في ذاكرتهم دقائق حتى " ينطبع في اذهانهم " ثم يعودون إلى مرسمهم ليسجلوا " الانطباع "المتبقي لديهم ، ولكنهم سلكوا هذه الاتجاه من حيث انهم يسجلون الاثر المباشر للمنظر على شبكة عيونهم في لحظة خاطفة بذاتها ، ولهذا فان اصطلاح الانطباعية لا يطابق حقيقة هذا الفن ، اما كلمة التأثيرية جاءت نتيجة لاسم لوحة صورها " كلودمونية " لشروق الشمس على صفحة الماء ، وسماها " تأثير " ورحب الفنانون بهذه التسمية [14] ومن اعماله ايضا لوحة " القوارب الحمراء " . ولقد بدأ مجموعة من هولاء الشباب التأثيريين يهتمون بتأثير العوامل الطبيعية على المرئيات كالضوء ، بعد ان مهدت لهم الاكتشافات العلمية عمليات تحليل الضوء وقد انحصرت طرق الاداء في الحركة التأثيرية بثلاث اساليب هي:- (1) الطريقة التقسيمية Divisionism وهي تعني تقسيم الالوان الثلاثية على اللوحة إلى عناصرها الاولية من الاحمر ، والاصفر والازرق على هيئة بقع لونية ، ولا بأس باستعمال الالوان الثانوية .
(2) الطريقة النقطية pointillism وهى التي تقع بوضع هذه الالوان المنشورية التي نشاهدها قوس قزح إلى جانب بعضها في مساحات الاشكال على هيئة نقط متجاورة ، ويتضح هذا الاسلوب بوضوح في اعمال جورج سواره وبيارو . (3) الطريقة الضوئية lumierism تعني دراسة الضوء في اوقات مختلفة لمنظر واحد كما هو قائم بذلك الفنان " مونية " [15] والواقع ان التأثيرين كانوا يهدفون إلى البحث عن الحقيقة الغير مرئية باسلوب علمي ،وذلك عن طريقة تحليل ضوء الشمس ، والوان الطيف فتوصلوا إلى ان الوان فهي من نتائجهم ، فالوان المتداخلة والمترجة في تدرج . كانت هي الدليل على مهارة الفنان ، وبراعته ، ولكن اسلوب التأثيرين في وضع الالوان دون مزجها أي منفصلة ، ادي إلى ظهور اثار الفرشاه واضحة على سطح اللوحة ، ومن ثم تنبه بعض الفنانين إلى القيمة التعبيرية التي يمكن ان تتحقق من مجرد التعمد لاظهار اثار حركة الفرشاه ، واتجاهاتها ، فيما يشبة النسيج ، ثم تطور الامر إلى انشاء مستويات (تضاريس ) على سطح اللوحة باستعمال عجائب اللون الغليظة القوام عند استخدام السكين الذي كان مخصصا فيما سبق لتنظيف الالوان ، وكذلك في وضع الالوان على اللوحة بدلا من الفرشاه ، واصبحت هذه التضاريس من العناصر الجمالية التي يهتم بتحقيقها الفنان وتسمي Texture وقد بالغ بعض الفنانيين في استخدام لمسات الفرشاه حتى جعلوها تأخذ شكلا بارزا مثل اعمال الفنان " فنست فان جوخ " [16] ومن أشهر المصورين التأثيرين هم : 1- كلودمونية ( 1840- 1926 ) cloud monet 2- ادوارد مانية ( 1883 -1932 ) Edouard Manet 3-اوحست رنيوار (1841 -1919 ) Augst Renoir 4- كامي بيارو (1903 –camille pissaro ( 1830 5- الفريد سيزي (1839-1899 ) Alfred sisley 6- بول سيزان (1839-1906 )paul cezon 7- ادجارديجا (1834- 1917 ) Edgar Degas 8- فنست فان جوخ ( 1890- 1853 ) Vincent van gogh التعبيرية Expressionism من اهم الحركات التحريرية وهي احدي دعائم التي قام عليها الفن الحديث في القرن العشرين وبدأ ظهور التعبيرية كرد فعل لكل من التأثيرية ، والاتجاه الموضعي . [17] وكانت التعبيرية التي ظهرت في التصوير لونا من الفن يعبر فيه الفنان عن مشاعره الداخلية ، والقيم الروحية [18] عن طريق تحريف الاشكال ، او التأكد على اللون وبذلك تعتبر اللوحة رمزية لتجارب شخصية ، وترجع أهمية الحركة التعبيرية إلى أنها كانت هي الدافعة لكل الاتجاهات الحديثة التي ظهرت في القرن العشرين ، من حيث الوحشية إلى التكعيبية ، وكانت فلسفة التعبيرية ، هي التعبير عن الأشياء بصيغة عاطفية أي تمثيل الواقع ، وليس نقله ، ومن هنا تجسد الفن في اختيار الاتجاه التعبيري بأنه ليس تمثيل الطبيعة المرئية كما هي ، ولكن تمثيل الانفعالات ، والأحاسيس التي تنبعث من الشاهدة [19] ومن ثم يمكن القول ان التعبرية هي الفن الذي يقوم على الحد من واقعية الاشكال وذلك بتجريفها عن أوضاعها الطبيعية [20] كما تقوم على الالوان التكاملية ، مما يساعد على تألق الفكرة في العمل الفني ، والتعبير عن القوي الانفعالية التي تناسب الالوان التي تساعد على البراز الطابع الانفعالي للصورة . من اهم مصوري التعبيرية 1- جيمس انور 2- ادوارد مونخ 3- جورج ردوه 4- اميل نولد 5- اوسكار كولوشكا الوحشية Fauvism (1900- 1910 م) اشتقت اسم هذه الجماعة من كلمة fauvesلفرنسية ، ومعناها (المتوحشة) ويعبر فنانوا هذه المجموعة من الفرنسيين التابعين للحركة التأثيرية ، وتميزوا بالتطرف في استخدام الالوان متجاوزين في ذلك جميع التقاليد الفنية المتعارف عليها ، [21] وقد اعتبر مجموعة من الشبان ان هذه الحركة هي البداية الحقيقة للفن الحديث ، ولقد تم نضج هذه المدرسة كما يري بعض النقاد عام 1908 ، ولقد تأثرت هذه المدرسة بالفنون الشرقية الاسلامية [22]وتعد زيارة " ماينس " لها تأثيرا مباشرا على فنه ، حيث شاهد مجالس الحرث والجواري بالسراويل ، والاقمشة ، والسجاجيد ذات الرسوم الهندسية ، والمتميزة بالوانها الزاهية ، ويعتبر "مانيس " فرغم هذه الحركة الوحشية ،ويتميز اسلوب " مانيس " باستخدام الفرشاه التي تمثل اصابة هدف التعبير ، والاسلوب التعبيري عند مانيس لا يتمثل في العاطفة المتوهجة على الوجه ، والملامح ، أو في الحركة [23] وانما في التكوين الكلي للصورة ، حيث ان لكل شكل في التكوين الفني دور يؤديه ، بحيث ان العمل الفني ينطوي على انسجام جميع العناصر مع بعضها البعض حيث ان الجزء مرتبط بالكل والكل مكون من اجزاء ومن اعماله لوحة " النافذة المفتوحة " . ومن مصوري هذا الاتجاه " مانيس "، دبراك " ،فلامنيك " ،أندرية ديران راؤول دوفي ، البرت ماركية : التكعيبية :- Culism ( 1908- 1914 م).
ان كلمة التكعيبية هي الاصطلاح الذي اطلق على الثورة الادائية ، والجمالية التي قام بها " بكياسو " و "براك " ولقد تبعتها عدد من الفنانتين المصورين . [24] ويقال ان " ماتيس " هو الذي اطلق هذه التسمية ، عندما شاهد صورا لمكعبات كان يصورها " براك " حديثا ، حيث ظهرت بعض المنازل للفلاحين بشكل مكعبات بسيطة صاح قائلا : انظروا إلى المكعبات الصغيرة ، وكان من طبيعة " ماتيس " اثيار الخطوط اللينة ، وبعده عن الزوايا الحادة .والتكعيبية من تجريدي ناشئ او مشتقة من الطبيعة بشكل ما ، ولا يحبذ الالوان المتباينة ويحبذا اختيار الزوايا الحادة ، والخطوط المستقيمة بدلا من الخطوط المستديرة التي كانت مرغوبة في فن الوحشية ، ولا شك ان " سيزان " كان له اثر واضح كرائد للمدرسة التكعيبية [25] ومن اهم مصوري التكعبية . 1- بايلوبيكاسو ( 1881-1973 ) poulo Picasso 2- جورج براك ( 1882-1963 ) Georges Braque 3- جوان جري (1887- 1927 ) Juan Gris 4- فرناندليجية (1881-1955) Frenand Leager 5- مارسيك دي شامب ( 1887-1968 ) Marchel duchamp الحركة المستقبلية Futurism (1909 – 1916 ) . ظهرت الحركة المستقبلية في ايطاليا قبل الحرب العالمية الاولى بفترة وجيزة ، وكانت متأثرة بالنزعة التكعيبية ( الباريسية ) في بدايتها ، وكانت تهدف إلى رغبة المتقلبون تحت زعامة الشاعر " ماريني " Martene بالا يرتبطوا بأي نوع من التقاليد فقد ثاروا بعنف ضد كل انجاه انتج في الماضي . ومن ابرز مصوريها ( امبرتوبو تشيوني – جينو سيفزيني – جياكومو بالا ). فن الدار Dadaism ( 1921-1916 ) . ظهرت الحركة الدادية " Dadaism" في عدة جماعات – حيث بدأ ظهورها اولا في زيورخ بسويسرا ،في نيويورك ، وباريس ثم استقرت اخيرا في باريس [26] ولدت الحركة الدادية في فبراير عام 1916 في مدينة زيورخ المحايدة حيث كونت جماعة من الادباء ، والفنانين الذين هاجروا إلى سويسرا بسبب قيام الحرب العالمية الاولي ، حركة ثورية فنية مضادة للفن التقليدي المعروف الذي يتميز بالقيم الجمالية فأخرجو أعمال عرفت باسم الداد [27] ومن اهم المصورون الباديون هما 1- مارسيادي شامب (1887-1968) Marcel Duchamp 2- ماكس ارنست (1897-1876)Max Ernst ومن أعمال الفنان " ماكس أرنست " لوحة (Lange De foyer ) ومن هذه الحركة الطارئة بدأت أول ملامح الفن البرنامجي [28] الفن التجريدي (1910 -1920 ) Abstract painting لفظ تجريدي في الفن التشكيلي المعاصر هي صفة استخلاص الجوهر من الشكل الطبيعي وعرضه في شكل جديد [29]وكان التصوير الحديث في القرن العشرين يتقدم بخطوات ثابتة نحو التجريد منذ مطلع القرن العشرين [30] ولقد بدأت ذلك التغيير منذ عهد سيزان ثم اكمل التجربة التكعيبيون الذين فككوا الاشكال الطبيعية ليعيدوا صياغتها ثانية في اسلوب هندسي جديد ، ومن ذلك نستطيع القول ان كلمة " تجريد التي اطلقت على هذا النوع من الفن هي لا تعني تمثيل الاشياء كما هي في الطبيعية ولكنه يستخلص عناصر المرئيات ليصور منها شيئا جديدا لا يكاد يميت بصلة إلى الاصل الواقعي [31] ولذلك أطلق تعبير لا موضوعي Nonobjective على الفن الذي لا يعتمد على الطبيعة وينقسم الفن التجريدي إلى قسمين : - التعبيرية التجريدية Abstract Expressionism وتزعمها " كاندنكسي " في أوروبا . - التجريدية الهندسية Geametric Abstraction وتزعمها " مالفيتش " في روسيا و "موندريان " في هولندا . * الفن البرنامجي Surrealism ( 1939-1924 ) هي حركة أدبية ، وفنية ، وقد بدأت ملامح هذه الحركة تظهر منذ 1914 ، وأكد ملامحها أبحاث " فرويد " في العقل الباطنة ، اما حدودها ومعالمها فقد حددها الاديب الناقد " برينون " في بيانه الذي أصدره 1924 من انها تعبر عن خواطر النفس في مجراها الحقيقي دون حجاب من الواقع الاجتماعي ، أو رقابته ومعني ذلك العودة على استعمال الاشكال الطبيعية في ضياغة غير منطقية بالنسبة للعقل الواعي [32] حيث نادوا السر باليون بالتحرر من سيطرة العقل على الخيال ويمكن القول ان الخيال الجامح هو نقطة البداية في السرياليين ، حيث وجد ما في ذلك سلاحا للاحتجاج على المنطقة والواقع [33] ولكي يتمكن هؤلاء من التحرر التام كام عليهم ان يتخلو مرة أخري عن الواقع ، وأن يتخلصوا من رقابة العقل ومن جميع الاوامر الاخلاقية والدينية والجمالية . وان يلجئوا إلى غموض الخيال . وسحر العالم بعيد ومن ذلك نري ان البرنامجية نجح بين خروج الدادية على حدود المنطقة ، ونزعات العقل الباطنة الكشف عن خبايا وأسرار اللاشعور [34] وقد اتبع البرنامجيين طريقتين في الاداء : الاولي : تعتمد على التجسيم الواقعي الفوتوغرافيا . الثانية : أشبه بالاسلوب التكعيبي المسطح ذي البعدين ، والاسلوب التجريدي . وقد كانت هذه الحركة نهائية المطاف للافكار الخلاقة في الفن الحديث [35] ومن أشهر فناني البرنامجية : 1- جورجيوني دي شريكو ( 1888-1952) Giorgos De chirico 2- سلفادور دالى (1904-1989) Salvador Dali ومن أعمال الفنان سلفادور دالى "Galatea of the spheres
محمد صدقي ، فنون التصوير المعاصرة ، سلسلة المكتبة الثقافية والارشاد القومي ، الادارة العامة للثقافة 15 فبراير 1961 ، دار القلم ص 22 . صبحي الشاروني : الفن التأثيري ، سلسلة كتابك العدد 139 ، دار المعارف بمصر ،1977 م ص 10 . محمد صدقي ، فنون التصوير المعاصرة ، المرجع السابق ص 18 ،19 صبحي الشاروني : الفن التأثيري ، سلسلة كتابك العدد 139 ، سلسلة كتابك 1970 ص 14 ،15 . (1) جمال قطب ، فلسفة الرؤية في التأثيرية والفن الحديث ، المرجع السابق ص 124 ( (5) محسن محمد عطية ، اتجاهات في الفن الحديث (6) محمد صدقي ،فنون التصوير المعاصرة (1) محسن محمد عطية ، تذوق الفن (الاساليب- التقنيات –المذاهب ) ،المرجع السابق ص 22 (3) حسن محمد حسن ، مذاهب الفن المعاصر ، دار الفكر العربي 1966م ( بدر الدين ابو غازي ، محيط الفنون ، الجزء الاول الان ترجمة : فخري خليل الفن الاوروبي الحديث ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، ببيروت ص 114 محيط الفنون : المرجع السابق ص 422 جورج افلانجان ، الفن الحديث ، دار المعارف القاهرة 1962 م ، ص 245 –247 محسن محمد عطية ،تذوق الفن (الاساليب – التقنيات – المذاهب ) كامل زهيري ، مذاهب غربية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1995 ص 10،11