موضوع: " خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل " الجمعة 07 سبتمبر 2012, 10:55 am
مقال رقم (1) [ إعمار غزة !! ]
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه * * * إذا كُنت تبنيه وغيرك يهدمُ ؟!
بلغ مقدار التبرعات إلى قطاع غزة في آخر مؤتمر عقد في ( شرم الشيخ ) ما يقارب خمس مليارات دولار وكان على رأس المانحين والمتبرعين للقطاع المملكة العربية السعودية بمبلغ وقدره مليار دولار ثم دولة قطر بـمبلغ 250 مليون دولار ثم دولة الكويت بمبلغ 200 مليون دولار ثم الإمارات العربية بـ 174 مليون دولار ثم الجزائر بـ 100 مليون دولار ... إلخ . أسئلة تطرح نفسها : هذه المليارات من الدولارات حينما يُبنى بها قطاع غزة ما هو الضامن أن إسرائيل لن تستهدف القطاع مرة أخرى ؟ ثم إذا أعادة إسرائيل الكرة من جديد على القطاع وقصفته ودمرته وقتلت من قتلت وشردت من شردت هل سيكون هناك تبرعات بخمس مليارات مرة أخرى ؟! ثم إلى متى هم يدمرون ويقتلون الأطفال والشيوخ والنساء والرجال ونحن نبني ؟ أليس هناك حل آخر ؟ أليس من الأولى والأحرى أن يؤمن القطاع بالسلاح حتى يحمي نفسه من الغارات والقصف الإسرائيلي ؟ أليس من الأقل تكلفه على المانحين أن يُدفعوا ما يقارب مثلاً 50 مليون دولار قيمة لأسلحة يتم إدخالها عن طريق معبر رفح إلى غزة من أجل أن يتمكن أهل القطاع من حماية أنفسهم ومنشأتهم وممتلكاتهم ؟ أليس الحكمة ضالة المؤمن ؟ لقد استفاد كل البشر من الحكمة إلا نحن !! ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يلدغ المؤمن من جحرٍ واحد مرتين ) ؟ فلماذا نلدغ كل يوم ولا نتعض ولا نعتبر ؟ نعم ليس عيباً ولا حراماً أن نمد أخواننا المعتدى عليهم في دينهم وأعراضهم وأموالهم في أي مكان بالمال والسلاح والرجال فهذا واجب علينا نحن معشر المسلمين فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذِبُهُ و ولا يخذلهُ .. ) فلله در الإمام الترمذي حينما بوب على هذا الحديث بقوله : " باب شفقة المسلم على المسلم " .
مقال رقم (2) [ التوقعات بعد معركة يوم البقيع ]
منذ جاء الخميني إلى سُدّة الحكم في خُراسان – إيران المحتلة من قبل الصفويين - والدول العربية وخاصة دول الخليج العربي تضطرب من حين إلى حين بسبب هذه الرجل وثورته الضالة . فمن القلاقل والأحداث لهذه الثورة على سبيل المثال : 1/ الحرب العراقية الإيرانية . 2/ تفجيرات الحرم المكي أيام الحج . 3/ المظاهرات بالسلاح الأبيض - السكاكين - في الحج أيضاً . 4/ التدخل في العراق بعد سقوط نظام صدام . 5/ إمداد كتائب الموت وجيش المهدي بالسلاح لقتال وإبادة أهل السنة في العراق تحت مسمى الحرب على القاعدة ونظام البعث والوهابية ! 6/ تعزيز نفوذ ما يسمى بحزب الله في لبنان من خلال تقديم المساعدات العسكرية لهذا الحزب الذي يُظهر كذباً وزوراً مناصرته لقضية فلسطين . 7/ إنشاء مفاعلات نووية حربية لتهديد المنطقة . 8/ المطالبة بضم دولة البحرين السنية العربية . 9/ تحريك عناصر وخلايا في جميع الدول الإسلامية إما من أجل إثارة الفوضى أو من اجل الدعوة للتشيع . 10/ مظاهرات وعِراك أمام مقبرة البقيع . كل هذا يعطي دلائل على أطماع النفوذ الإيراني الصفوي الفارسي في المنطقة العربية وخاصة بلاد الحرمين . إذاً من المتوقع – والله أعلم - حدوث شيء جديد وتكرر لإعمال الشغب مرة أخرى وخاصة بعد فتح باب العمرة وقدوم المعتمرين الإيرانيين لأن إيران وأنصارُها في المنطقة يصعدون مواقفهم مع تقدم برنامجهم النووي .. والمهم ماذا سوف يحدث عند امتلاك أول قنبلة نووية رافضية ؟!!
مقال رقم (3) [ السعودية في عصرها الذهبي للتنمية ]
عندما خرج البترول ( الذهب الأسود ) تغير أحوال الناس في المملكة العربية السعودية من حياة البداوة والبساطة في القرى والمدن إلى الحضارة والتمدن والتطور بعد عشرات القرون من الفاقة والحياة البدائية . هذه الثروة النفطية التي ننعم بها اليوم والتي ريعها يعود إلى بيت مال المسلمين ويستفيد منه الناس يجب ترشيد إنفاقها بما يخدم الشعب حتى يستفيد منها الأجيال القادمة ( أبنائنا وأبناء أبنائنا ومن بعدهم ) ولذا ينبغي صرف هذه الأموال بما قرره العلماء في كتبهم المؤلفة في السياسة الشرعية ككتاب " السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية " لشيخ الإسلام ابن تيمية وكتاب " الأحكام السلطانية " للقاضي أبي يعلى وغيرهما ولا تصرف بطريقه ارتجاليه غير مدروسة بحيث تذهب إلى غير مستحقيها من مشاريع غير مثمرة أو أشخاص ليسوا أكفاء . ومن الطرق التي تستحق الصرف فيها - على سبيل المثال وخاصة في هذه الأزمة الاقتصادية العالمية وشح الوظائف – أن تقوم الدولة بإنشاء مصانع تخدم حاجة البلد والعباد في جميع الأمور وتؤمن الاكتفاء الذاتي من الصناعات الضرورية بحيث ينخرط أغلب الشباب في هذه المصانع الضخمة فيستفيدوا ويفيدوا . لاسيما أن البلد اليوم يعاني من نقص كبير في المياه مما يجعل العمل في الاستثمار الزراعي في خطر وتلاشي فنكون عند ذلك بين مخاطر كثيرة وكبيرة اقتصادية وصناعية وزراعية واجتماعية . وعلى العموم فالناس والدولة لابد أن يُعدوا العدة لليوم الذي تزول فيه هذه الثروة النفطية ولا يعيشوا يومهم هذا فقط فالتحول من القصور والبيوت الجميلة إلى الخيام والبيوت الشعبية المتهالكة ومن السيارات المُريحة والفخمة إلى الدواب والدراجات الهوائية ومن الكهرباء والتبريد إلى السُرج وماء الزير أمر غير مستساغ وثقيل على النفوس وفي هذا يقول الشاعر الجاهلي المُلتمَّس الضَّبعي :
قليلُ المالِ تُصلحه فيبقى * * * ولا يبقى الكثيرُ مع الفسادِ
مقال رقم (4) [ تزييف كتاب الجاسوس البريطاني مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب ]
في زمان الحافظ الخطيب البغدادي صاحب كتاب " تاريخ بغداد " ادَّعى بعض اليهود أن لديهم صحيفة قد توارثوها منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم فيها إسقاط الجزية عن أهل خيبر وهي مكتوبة بخط علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وفيها أيضاً شهادة بعض الصحابة ! فعرضت الصحيفة على الخطيب البغدادي - من أجل التحقق من صحتها - فقال بعد أن تأملها : " هذا مُزور " فقيل له : من أين قلت ؟ قال : " فيها شهادة مُعاوية وهو أسلم عام الفتح وفتحت خيبر سنة سبع وفيه شهادة سعد بن معاذ ومات يوم بني قُريظة قبل خيبر بسنتين " فأنكشف بذلك كذب هؤلاء اليهود وتزويرهم للصحيفة . كتاب " اعترافات الجاسوس الإنكليزي وعداوتهم للإسلام " الذي يروج له المبتدعة من الرافضة والصوفية وغيرهم من الضلال هو من هذا القبيل . فالجاسوس البريطاني – الأسطورة - " همفر " الذي يزعم أنه قام بتجنيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في البصرة عام ( 1125 هـ ) من أجل تأسيس فرقة " الوهابية " حتى يزعزع الإسلام ويدمر الخلافة العثمانية في اسطنبول ! قد كذب في دعواه وافترى فالشيخ محمد – رحمه الله – في السنة المذكورة كان ابن عشر سنين ولم يخرج من بلده العيينة إلى طلب العلم لأن الشيخ عند أغلب من ترجم له هو من مواليد ( 1115 هـ ) !. فكيف يقول هذا الجاسوس البريطاني أنه قابل الشيخ في البصرة بهذا التاريخ ؟!. ثم هل يُعقل أن تُجند بريطانيا الشيخ محمد بن عبد الوهاب كي يدعو إلى الكتاب والسنة وعقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين ويحارب الشركيات والبدع والخرافة والجهل ؟!! وأيضاً جميع الدول الإسلامية والعربية التي استعمرتها بريطاني لم تخرج منها حتى حولت المحاكم الإسلامية الشرعية إلى محاكم تُطبق القوانين الوضعية المكونة من حماقات عُقول الأمم الكافرة من الغرب وغيرهم . إذاً هذا الكتاب مكذوب ومزور وقد لا يكون هناك شخص أصلاً أسمه " همفر " اُستخدم من قِبل الجاسوسية البريطانية في العراق ! وفي ظني – والله أعلم – أن الشخص المُزور لهذا الكتاب هو من أصحاب العمائم السوداء أو البيضاء الذين قال فيهم الشافعي – رضي الله عنه - : " لم أرى أحداً أشهد بالزور من الرافضة " فكيف لا ؟ وقد زوروا وكذبوا على فاطمة - رضي الله عنها – ونسبوا لها كتاب " مصحف فاطمة " وزوروا أيضاً لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه – كتاب " نهج البلاغة " وافتروا على بقية آل البيت بعشرات الأحاديث المكذوبة الموضوعة !
مقال رقم (5) [عقيدة أهل السنة بين الخوارج والجامية ]
من عقيدة أهل السنة والجماعة في ولاة الأمور أنهم لا يرون الخروج عليهم بالسلاح كالخوارج ماداموا على الإسلام دليلهم في ذلك الحديث الصحيح : ( أسمعوا وأطيعوا إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم عليه من الله برهان ) وفي نفس الوقت لا يداهنوهم ويتركون الإنكار عليهم كالجامية ودليلهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يرضى لكم ثلاثاً : أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ) .
هذا الاعتدال في المنهج أشار إليه الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - في المسألة الثالثة من " مسائل الجاهلية " فقال بعد ذكر الحديث الأخير : " ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال في هذه الثلاث أو بعضها " وهذا صحيح ويشهد له واقع جميع الدول الإسلامية . ولذا فإن منهج أهل السنة والجماعة وسط في هذا الباب وموافق للقرآن الكريم في قوله تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً .. }[البقرة143] . فأهل السنة من خصائصهم الفريدة أنهم يجمعون بين النصوص الشرعية بخلاف أهل البدع الذين يتمسكون بنصوص دون نصوص ويتشبهون ببني إسرائيل الذين ذمهم الله في قول تعالى : { .. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }[البقرة85] . ومن المناسب هاهنا أن نلفت الانتباه إلى أن أغلب من ألف في العقائد من أهل السنة والجماعة يجمع في باب الولاة بين عدم الخروج عليهم بدون برهان من الله وبين الإنكار عليهم بالحسنى فراجع إن شئت ما كتبه ابن أبي عاصم في كتاب " السنة " وغيره ثم أنظر إلى سيرة الأئمة الأعلام الربانيون كالإمام أحمد بن حنبل وسفيان الثوري والأوزاعي وأبو إسماعيل الأنصاري وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم كيف طبقوا ما فهموه من نصوص هذا الباب . تنبيـه هــام : الإنكار على الولاة الأصل فيه أن يكون في السر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح : ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يُبدِه علانية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه ) ويجوز الإنكار عليهم علناً في مواطن ذكرها ابن مفلح في كتاب " الآداب الشرعية " وغيره فلتُراجع لمن شاء . مقارنه وتشابه : هناك وجه تشابه بين الجامية وبين الخوارج " القعدة " هو أن الجامية قاعدون عن الدعوة والإنكار على الولاة بل وينكرون على من ينكر على الولاة من العلماء والدعاة ! والقعدة الخوارج قاعدون عن الخروج ويأمرون الناس بالخروج ! فالجميع يجمعهم مسمى واحد وهو القعود .
مقال رقم (6) [ سرايا التبشيريين اللبراليين السعوديين ]
كان مقصود الدولة حينما بدأت بإرسال الشباب السعودي خارج البلد إلى الدراسة في الجامعات الأمريكية والأوروبية وغيرها في التسعينات الهجرية السبعينات الميلادي أن ينقلوا العلم والتقنية والثقافة المفيدة إلى البلد ويعملوا في نهضة المجتمع السعودي في جميع المجالات من أجل مواكبة الأمم الأخرى وإعادة الازدهار العلمي والصناعي للأمة الإسلامية . ولكن عندما عاد بعض هؤلاء من الخارج تفاجأ المجتمع وصُدم بأن هناك مجموعة لايُستهان بها رجعوا وهم محملين مع شهادتهم بزبالة وترهات أذهان الغرب من الفكر الليبرالي والعلماني والحداثي ويريدون أن يبثوه في المجتمع السعودي بكل الوسائل المتاحة لهم إما عن طريق الصحافة أو من خلال المناصب الدنيوية التي نالوها بعد عودتهم مثل التدريس في الجامعات و المعاهد أو من خلال المناصب العسكرية التي تقلدوها إلى غير ذلك مما هو معروف ومشاهد لكل شخص .
ومن قناعات هؤلاء المبشرين اللبراليين الراسخة في أذهانهم أن الشعب السعودي متخلف وجاهل ولا يفهم شيء وفي رجعية مطبقة بسبب التدين الذي سوف يسوق المجتمع إلى محاكم تفتيش كما حدث عند نصارى أوروبا في القرون الوسطى وأنهم هم المخلصون الوحيدون الذين سينقذون البلاد والمجتمع من براثن رجال الدين ( المطاوعة ) وأن لديهم الحل لكل مشكلة وكل نازلة ومعضلة !. بمعنى أنهم هم المجددون – كما يتصورون في أنفسهم – وبمقدورهم أن يتكلموا حتى بما هو في معزل عن دراساتهم وتخصصاتهم العلمية مثل إقحام أنفسهم في المسائل الدينية بدون علم وبصيرة كخوضهم في مسائل العقائد والتوحيد والإيمان والقدر والآداب والسلوك والفقه وغير ذلك مما هو مشاهد ومسموع ومعروف عنهم من خلال ندواتهم وكتاباتهم ومجالسهم ونقاشاتهم وأشعارهم .
ثم إذا تكلموا في مثل هذه الأمور وهذه المسائل الشرعية وجدت أن أغلب معتقداتهم هي بمنزلة معتقدات كبار الزنادقة كالجعد بن درهم والجهم بن صفوان وبشر المريسي والحلاج والفلاسفة بل هي أخطر وأشنع في بعض الأحيان فمثلاً :
1/ في باب الأسماء والصفات : هم اقرب إلى الإلحاد . 2/ في باب القدر : هم ( جبرية ) عند فعل المعصية و( قدرية ) عند ترك الطاعة والعبادة . 3/ في باب الإيمان : يقولون بقول غلاة ( المرجئة ) لأن الإيمان عندهم فقط في القلب ولا يلزمه قول ولا عمل . 4/ في باب الفرق والمذاهب : يعتقدون أن الكل يجمعهم الحب والأخوة الإنسانية والمواطنة وكل شخص له الحرية في معتقده ولا يوجد هناك شيء أسمه مبتدعة أو أهل أهواء ضُلال !. 5/ في باب الاقتصاد والتجارة ومعاش العباد : يرون أن فتح باب الربا على مصراعيه هو الحل لكل مشكلة مالية . 6/ في باب الأديان الأخرى الكافرة كاليهود والنصارى : يعتقدون أنهم مؤمنون وأن الإبراهيمية تجمع الإسلام واليهودية والنصرانية !. إلى غير ذلك من الترهات والزندقة الواضحة لكل ذي عينين يُمز بين الشجر والحجر . والحق والحق أقول أن من تأمل حقيقة دعواهم الضالة وجد أنهم يسعون إلى نشر الفوضى الخُلقية والعقائدية والإلحاد والزندقة والرذيلة والخمور والفجور وتغريب المرأة وأمركة المجتمع ومسخه من هويته الدينية والعربية كل هذا تحت شعارهم المعسول والمكذوب ( الإصلاح ) الذي قال الله عز وجل في أصحابه ودعاته : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ{11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ{12} [البقرة] .
مقال رقم (7) [ يهود الدول العربية ]
هل هذا جهل ؟.. أم خيانة ؟.. أم زندقة ؟.. كُلها واردة ! لا يكاد يُصدق الإنسان المسلم أن اليهود العرب , في الدول العربية كاليمن وتونس والمغرب وغيرها من البلدان العربية , يعيشون بصفتهم مواطنين لهم كامل الحقوق المدنية , من تعليم ووظائف ورعاية صحية وحماية أمنية حتى على معابدهم ! بينما يعيش أهل الإسلام أصحاب هذه البلدان في بعض الأحيان , أقل حقوق ورعاية ! وإن شئت قُلّ : أقل احترام ! بلا شك هذا شيء غريب ومحزن ومؤسف , .. ولكن الأدهى والأمرّ والمؤلم هو أن هؤلاء اليهود بعد كل هذه الرعاية , يذهبون إلى إسرائيل فيعملون إما في التجسس ( الموساد ) على المسلمين - بصفتهم يعرفون اللغة العربية - , أو في الجيش الإسرائيلي الذي يقتل السكان الفلسطينيين المسلمين ! وقد يستغرب البعض أيضاً أن بعض الأُسر والعوائل اليهودية , تذهب من مواطنها العربية إلى إسرائيل من أجل أن تحضر وتشارك في حفلات تخرّج أبنائها في دورات الجيش الإسرائيلي , الذي قد تم تجهيزه لقتال المسلمين ! – كما هو معروف ومنشور في الصحف الفلسطينية - ثم بعد ذلك يعود هؤلاء اليهود إلى بلدانهم وكأن الحكومات العربية باستخباراتها وقُدراتها الضخمة لا تعرف شيء . ولذا نصيح بهذه الحكومات العربية المتورطة والمتواطئة , والجامعة العربية بقيادة عمرو موسى , ونقول لهم : يكفي استغفال للأمة الإسلامية فقد انكشف الغطاء وظهر المستور .
مقال رقم (8) [ الإجازة على الأبواب وأهل الفجور يستعدون ]
لا تكاد تبدأ الإجازة الصيفية حتى ينطلق الناس في كل حدبٍ وصوب , فمنهم إلى المصايف السعودية بقصد التسلية والمتعة بالأجواء الباردة , ومنهم إلى الأقارب في المدن والقرى والهِجر منهم الى .. الخ . والغالب عليهم – والحمد لله – المحافظة على الصلوات والحشمة والتسلية المباحة في حِلهم وترحالهم . ولكن هناك فئة من الناس , وللأسف الشديد يستعدون للإجازة الصيفية للفجور والزنا ومعاقرة الخمور والمتعة المحرمة شرعاً , فيذهبون إلى البلاد التي لا تُحرم أنواع الفساد , فينفقون الأموال الطائلة التي حصلوا عليها خلال كدهم من وظائفهم أو تجارتهم , في كبائر الذنوب والمعاصي بدون خوف من الله ولا حياء من الناس , ثم بعد عودتهم إلى البلاد والوطن عند انتهاء الإجازة , يُجالسون ضِعاف الإيمان من الشباب ممن لم تتح لهم فرصة الخروج والسفر إلى خارج المملكة , فيقصون عليهم عجائب مغامراتهم ومشاهدتهم , وهم يتأسفون ويتأوهون على تلك الأيام الخوالي التي قضوها مع فلانة العاهرة وفلانة الفاجرة , والسهرات التي تدور فيها أقداح الخمور – والعياذ بالله – كأنهم لا يعنيهم الحساب والعقاب !
جاء عن أبى العيناء - كما في كتاب " جمع الجواهر " لأبي إسحاق الحُصري - أنه قال في شخصين شاهدهما على المحرمات والموبقات : " تعجَّلا الجنة في الدنيا يشربان الخمر ولا يصليان ! " . نعم هذا الأمر أصبح معروف في المجتمع عند القاصي والداني , عن هؤلاء الفئة الفاسقة المتعجلة لطيبتها , ولكن القليل من الناس يتكلم عنهم وينتقدهم حميةً وغضباً لمحارم الله . والسؤال : أين هؤلاء الكُتّاب الذين أرهفوا واستنزفوا أقلامهم في الصحف السعودية , بنقد كل ما يمت إلى الدعوة , بينما سكتوا عن هذه السياحة الفاجرة المحرمة ؟
مقال رقم (9) [ ماذا خسر المسلمون بترك الجهاد ؟ ]
الجميع يعرف قصة طارق بن زياد – رحمه الله - , فاتح الأندلس سنة ( 92 هـ ) حينما استعد للقتال وجهز الجيش وركب البحر على ظهور السُفن بقصد اقتحام وفتح الجزء الغربي من أوروبا , من اجل نشر الإسلام بين الشعوب النصرانية المتخلفة . وأظن أيضاً أن الجميع يعرف ما تنشره القنوات الفضائية , عن أخبار الذين ركبوا البحر في تلك القوارب المتهالكة من شمال أفريقيا إلى أوروبا , ليس بقص الجهاد ونشر الإسلام وإعلاء كلمة الله , بل بقصد أن يعملوا بأجور زهيدة في جمع القمامة والنفايات , والعمل في المطاعم وغسل السيارات وغير ذلك من الأعمال الدنيئة والحقيرة ! هذا إذا قدّر الله لهم النجاة ولم تنكسر بهم السفن فيغرقوا .
ذكر صاحب كتاب " رياض النفوس " أبي بكر المالكي في ترجمة أسد بن الفرات – رحمه الله - , فاتح " جزيرة صقلية " أنه قال لجنوده لما استقر على شاطئ الجزيرة : " هؤلاء عجم الساحل هؤلاء عبيدكم .. لاتهابوهم " ثم حمل اللواء وحمل الجيش معه فهزم الله النصارى وجنودهم , واستولى المسلمون على البلاد وغنموا الأموال والعبيد والجواري . ومن العجب العجاب في هذا الزمان أن تبدلت الأمور إلى العكس , بحيث أصبح السيد المسلم أشبه بـ( العبد ) والعبد النصراني أشبه بـ( السيد ), لأن أغلب العبيد والجواري كانوا عند المسلمين قديماً من النصارى , واليوم يعمل هؤلاء الشباب والنساء من المسلمين الأفارقة أشبه بالعبيد عند نصارى أوروبا ! قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في رسالته إلى السلطان الملك الناصر في شأن التتار : " فمن ترك الجهاد عذّبه الله عذاباً أليماً بالذل وغيره " وهذا صحيح فما اسُتعمرت البلدان الإسلامية وسلبت بعض أراضيها وذل أهلها , إلا بترك الجهاد والركون إلى الدنيا وملذاتها الفانية .
مقال رقم (10) [ في مجال الدعوة ]
لايشك مسلم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الإمام الأول في الدعوة إلى الله , لأن أقواله وأفعاله ميزان للاستقامة , ولكونه المعصوم الوحيد في الأمة الإسلامية , قال تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }[الأحزاب21] . وعن ابن عُيينه قال : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر , فعليه تُعرض الأشياء , على خلقه وسيرته وهديه , فما وفقها فهو الحق , وما خالفها فهو الباطل " . ومع هذا فقد وجد كثير من المشركين ممن دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام , لم يستجيبوا للدعوة , .. لا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ في دعوتهم , وتعامل معهم بطريقة قاسية أو فضّة أو بزعارة أخلاق .. حاشاه من ذلك , وقد قال الله تعالى فيه : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }[القلم4] .. بل لكونهم حقت عليهم الضلالة فلا يرغبون في الاستجابة للحق . وهذا يعطي قناعة عند الداعية إلى الله , أن أكثير من لايستجيب لدعوته ليس بسبب سوء تعامله معهم – إذا كان ملتزم بالسنة - ، بل لكونهم متمردون يخترعون الأساليب الغريبة والقذرة للتخلص من الإنكار عليهم . وأكثر من يعاني من هؤلاء الفسقة اليوم هم رجال الهيئة ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . فتفطن يا أخي لهذا فأكثر من ترك أو تهاون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الزمان من طلبة العلم والشباب المستقيم , هو بسبب جهلهم بهذه الحقيقة .
مقال رقم (11) [ حول البناء والتخطيط العمراني ]
كتب ابن خلدون في مقدمته المشهورة فصلاً سماه ( في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب ) وقال في ضمن ما قال : " وانظر إلى ما ملكوهُ وتغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة كيف تقوّض عُمرانه , وأقفر سكانه وبُدلت الأرض فيها غير الأرض " ثم مثل بحال اليمن والمغرب والشام والعراق في زمانه , مما أصابها من خراب بعد حضارة الأمم السالفة . وفي ظني أن ابن خلدون كان مُتحامل على العرب في مقدمه بعض الشيء , حتى يظن الظان أن لديه نزعة شُعوبية , والحق أن العرب قد يحسنون في أوطان دون أوطان بحسب توسع مداركهم وعلومهم , فالأندلس مثلاً فيها من العِمارة والفن الهندسي الشيء الجميل والبديع الذي يبهر عقل كل زائر , وكذلك الدولة العثمانية كانت على مستوى جيد في التطور العمراني وخاصةً في بناء المساجد . أما عمارة اليوم فلو تكلمنا مثلاً على " الرياض " , فسوف نجد أنها تجمع بين المحاسن والمساوئ في وقت واحد , فالبيوت من محاسنها جمال الشكل في الأبواب والشبابيك والألوان والأحجار الرخامية إلى غير ذلك . وأما عن مساوئها فمنها أن فناء البيت ( الحوش ) خارجي , بحيث يكون مكشوف للجيران بكل سهولة , فإذا كان مثلاً لديك جار سوء – والعياذ بالله – ولديه أبناء ممن قل دينهم وأدبهم , فسوف تكون أنت وأهل بيته تحت المراقبة بحيث لا تشعر ! وهذا بالتأكيد أمر مزعج وقد يحملك على الرحيل , لأن هذا التصميم مخالف للتصميم العمراني الإسلامي القديم , الذي تكون فيها البيوت مربع الشكل والفناء داخلي في الوسط مستور عن أعين الجيران , مع أمان أكثر من اللصوص والسُّراق بسبب طول الجدران الخارجية . ومن مساوئها أيضاً أن مادة الاسمنت شديدة الحرارة في الصيف , بحيث يصعب فيها العيش بدون تبريد , وهذا يجعل أعمار هذه البيوت , مرتبط بالطاقة الكهربائية المستمدة من البترول المهدد بالنضوب خلال السنوات القادمة , بينما نجد بعض البيوت القديمة في الدول الإسلامية صالحة للسُكنى وهي مبنية منذ مئات السنين . إذاً بيوتنا اليوم مهددة بالخراب - كما قال ابن خلدون – بسبب قصر النظر عند من شيّد المُدن , فهم يخططون لسنوات قليلة والدليل على ذلك أيضاً تخطيط الشوارع المقتضة اليوم بالزحام .