موضوع: ( الرجّال ) قَوّامُونَ على النّسَاءْ السبت 11 أغسطس 2012, 2:31 am
من لطائف وروائع آية ( القوامة ) أنها بدأت بصفة ( الرجولة ) . . قال الله تعالى " الرّجالُ قوّامُونَ عَلى النّسَاءْ " لم يقل ( الذّكور ) . . وإنما قال ( الرّجال ) وهو ابتداء لطيف بديع بين يدي مسؤوليّة عظيمة هي مسؤوليّة ( الأسرة ) و ( البيت المسلم ) ..
لنتأمّل صفات ( الرجولة ) في القرآن . . فإنّ كل ( زوج ) جدير بأن يعرف ماهي ( الرّجولة ) التي تجعله على عتبة ( المسؤوليّة )
الصفة الأولى من صفات الرجولة : الحرص الدائم على تهذيب المشاعر والسلوك والأخلاق ومراقبتها ( التنمية الذاتيّة )
قال الله تعالى : " لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ " إنه يقول : " رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا " ولم يقل : رجال متطهرين .. هم يسعون دائماً إلى ما يطهّر أبدانهم وقلوبهم . . والمسجد والصلاة .. رمز ( الطهارة ) الحسيّة والمعنويّة . إذن ( مسؤوليّة القوامة ) تحتّم على كل ( رجل ) أن يكون بهذه الروح . . الطهارة والتطهّر . . تطهير القلب من الأضغان والأحقاد والغضب والانتقام والتسلّط . إنهم لا يكتفون بما هم عليه .. بل يسعون بـ ( رغبة ) مدفوعة بـ ( الحب ) لتهذيب وتطهير أنفسهم في كل لحظة وآن . . . هم بحاجة إلى هذا التطهير و ( التطهّر ) لأنهم يتعاملون مع الخلق . . وحاجة الخلق من الخلق ( حسن المعاملة )
الصفة الثانية من صفات ( الرجولة ) : ترتيب الأولويات . . وإعطاء كل وقت وحال وظرف واجبه .
قال الله تعالى : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار " فوقت الصلاة للصلاة لا يلتهون عنها بأي أمر كان . . وحين تجب الزكاة فهي أولى النفقات بالنفقة . . هذه الروح روح ( الجمال ) في الرجل . . حين يحرص ويجتهد أن يعطي لكل وقت وحال واجبه . إن كل زوج يحتاج أن يعرف جيداً ما هو واجبه تجاه ( زوجته ) و ( أبنائه ) .. ما هو واجب الوقت حين يكون بين أهله وابنائه . . ما هو واجب الحال حين يكون وزوجته على سرير واحد أو طعام واحد . . تقول عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في بيته يكون في مهنة أهله .
الصفة الثالثة : الصّدق . قال الله تعالى : " منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُوَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً " . وهذه من أنبل صفات ( الرجولة ) . . الصدق مع الله . . والصّدق في العقود . . والصّدق في الوعود . . وإنه ليس عقد وثّقه الله ووصفه بالميثاق الغليظ أعظم من عقد الزوجيّة فقال : " وأَخَذْنَ مِنْكُمْ ميثَاقاً غَلِيظاً " وهي صفة مهمّة في رجولة الرجل ( القوّأم ) على زوجته وأهل بيته . . يعد فلا يخلف . . ومهما كانت الظروف ( مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) .