موضوع: عندما يلعب الأطفال بالنار في العيد! الجمعة 10 أغسطس 2012, 5:25 pm
ارتبط العيد عند كثير من الأطفال بالألعاب النارية، حيث يهرع الكثير منهم إلى شرائها بعد أن يأخذوا عيديتهم من آبائهم وأقاربهم غير عارفين بالضرر الكبير الذي يمكن أن تخلفه عليهم. إذ أكد الكثير من الأطباء أن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات، تؤدي إلى أضرار جسيمة بالجسم، خاصة منطقة العين الحساسة. والرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، إذ تصاب العين بحروق في الجفن والملتحمة. و قد يحصل تمزق في الجفن أوقد يؤدي اللعب بهذه الألعاب النارية إلى دخول أجسام غريبة في العين مما يتسبب في انفصال في الشبكية وربما يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين. كما يسبب اللعب بها إلى إصابة الأطفال بالحروق وتعتبر الحروق من أكثر الحوادث التي يتعرض لها الأطفال و أكثرها إيلاما، و لا يقتصر ضررها على تهتك الجلد، بل تسبب أيضا في فقدان السوائل و عناصر مهمة من الجسم مما يؤدي إلى الصدمة و قد يترك اثارا و ندبا مشوهه قد تستمر مدى الحياة إذ لا تلتئم هذه الحروق إلا بعملية ترقيع للجلد و تترك أثرا أو ندبة مكان الحروق. وباتت هذه المواد تشكل خطرا ليس على مستخدميها فقط بل كذلك على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها لما تسببه أحيانا من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة، كما تحدث أضرارا في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق، إضافة إلى التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين كما يقول الدكتور محمد سمير أستاذ طب الأطفال في جامعة عين شمس. كما تؤدي إلى ترهيب الأطفال النائمين الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات التي تسبب لهم الهلع والخوف والانزعاج وبالتالي تترك آثارا نفسية عليهم. و تعتبر الألعاب النارية من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة، بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجار الألعاب النارية اذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة. ويحذر الدكتور ياسر بن عبد الرحمن السدحان نائب رئيس لجنة التوعية الصحية بالجمعية السعودية لطب العيون واستشاري طب العيون بالرياض؛ الأهالي من مغبة إهمال ظاهرة عودة الألعاب النارية وعودتها لأيدي الأبناء رغم تحذيرات المسئولين ومنع بيعها وتحذيرات الدفاع المدني أيضا منها؛ ولكن بغياب ترشيد الأسرة لما يشتريه الأبناء من ألعاب العيد ومدى سلامتها، كما أن هناك من الآباء من يشتري لأبنائه تلك الألعاب وهو غافل عن خطورتها بل وقد يشعل فتيلها لأبنائه بنفسه.. سواء الشراريات أو النوافير أو الصواريخ مع اختلاف مسمياتها. والنتيجة كما يقول الدكتور السدحان ورغم تحذيرات الجمعية السعودية لطب العيون باستمرار؛ فإن العديد من الحوادث تقع طوال أيام العيد لعيون الأبناء بعضها إصابات خطيرة بالعين يؤدي بعضها لفقدان البصر سواء بأجزاء العين الخارجية كالقرنية أو النفاذ للأجزاء الداخلية من العين محدثة نزيفا بالعين أو جروحا بالشبكية تتلوها تكون مياه بيضاء أو مياه زرقاء أو غيرها من المضاعفات. لذا يناشد الدكتور ياسر السدحان كافة الآباء والأمهات الاهتمام بعدم لعب أبنائهم بمثل تلك الأنواع من اللعب الخطرة وتنبيههم لعدم الاقتراب منها وقت اشتعالها لعدم تطاير أجزائها للعين ؛ وينبه لضرورة استبدال تلك الألعاب بأنواع أخرى أكثر أمنا وسلامة للأبناء وتوفير الحماية للعيون حتى مع الأنواع الأخرى الآمنة بارتداء نظارات واقية. أما إذا وقع المحظور لا سمح الله فينصح بعدم لمس عين المصاب وتركها كما هي لحين الوصول بالمصاب لطبيب العيون أو لأقسام طوارئ المستشفيات للقيام بالإسعاف اللازم. وللأسف لا تخلو صحيفة يومية في العالم من حوادث حرائق وانفجارات سببها ألعاب نارية راح ضحيتها مئات الشباب والأطفال، وقع في الصين التي اخترعت البارود الأسود- الذي هو مزيج من الفحم والسولفر ونترات البوتاسيوم المعروف أحيانا بملح البارود- في القرن الثامن عرف العالم الألعاب النارية، وانتشرت أفكار صناعتها في دول شرق آسيا، 98 حادثة انفجار بسبب الألعاب النارية في الشهور التسعة الأولى من عام 2003 أدت إلى مصرع 209 أشخاص بزيادة 24% على الفترة المماثلة من عام 2000. كما أشار تقرير منظمة العمل الدولية إلى عمالة الأطفال في العام نفسه إلى مصرع عدد كبير من الأطفال في الصين عندما كانوا يصنعون الألعاب النارية، لذا وضعت الحكومة الصينية إجراءات صارمة لتقييد إنتاج هذه الألعاب بهدف كبح التفجيرات الناجمة عنها. وفي فلسطين أعلنت وزارة الصحة إحصائية عن مستشفى العيون في غزة، أن إجمالي الحالات التي وصلت للمستشفى خلال شهر رمضان الماضي 1424 ه، وعيد الفطر بلغت 119 إصابة، نتيجة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات، وجميع الإصابات من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من عام الى 15 عاماً. وأكدت مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون و مصادر صحية أخرى بأن عدداً كبيراً من الأطفال قد تعرضوا لإصابات مباشرة للعين ، منهم من فقد عينه ومنهم من فقد البصر، والبعض كان أحسن حظاً وتم إنقاذ بصره. لذا لابد من بث التوعية الاجتماعية في الأسرة بمخاطر الألعاب النارية على أبنائها، وتوضيح ذلك لهم، وتوجيه الأطفال بالابتعاد عن استخدامها وعدم تداولها كما انه يقع على الأسرة دور متابعة أبنائهم وردعهم عن استخدام هذه الألعاب ومحاسبتهم على كيفية إنفاق النقود التي تعطى لهم والمراقبة الدائمة على مشترياتهم. ومن واجب الأسرة تبليغ الجهات المعنية عن الأشخاص الذين يقومون ببيع وترويج هذه المواد الضارة بالوطن والمواطن. إذ تعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا، رغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة هذه الألعاب فإن بيعها ما زال منتشرا بلا رقيب، حيث يقوم بائعوها بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فيها، خاصة مع الاحتفال بالعيد المبارك.
Mai .:: عضو متميز ::.
معلومات العضو
موضوع: رد: عندما يلعب الأطفال بالنار في العيد! الثلاثاء 06 أغسطس 2013, 1:20 pm