يميل الآباء في الغالب إلى القلق حيال حماية أطفالهم من الغرباء والتهديدات الخارجية، ولكن العديد منهم يغفل عن الخطر الأكبر الكامن داخل بيوتهم. حيث يؤكّد الخبراء بأن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنة وأربع سنوات هم غالباً ما يتعرضون للإصابة داخل منازلهم بسبب الحريق أو الغرق أو الاختناق أو التسمم أو السقوط.

كي لا تتحول الأدوية إلى حلوى:
هناك العديد من الطرق لتحصين البيت ضد المخاطر التي يتعرض لها الأطفال في البيت، والتي من شأنها أن تؤدي إلى الإعاقة أو حتى الموت لا سمح الله.
إن الواقع يفرض عليك كأم أن تفكري تماماً بنفس الطريقة التي يفكر بها الطفل، حتى تتمكني من تحديد مناطق الخطر، مثل دواليب الملابس والأدراج والفضيات (السكاكين والشوك وغيرهما)، والسموم الكامنة في مواد التنظيف والأدوية وغيرها.
ويجب عليك أخذ الاحتياطات الكافية عندما يكون لديك زوار ممن قد يحملون أدوية في حقائبهم. إذ يحب الأطفال أن يستكشفوا ما بداخل الأشياء، ويمكن أن يضعوا الأدوية في أفواههم على أنها قطع من الحلوى.
هواية التسلق لدى الأطفال:
عندما يبدأ الأطفال في الحبو، يمكنهم تعلم كيف يتسلقون الطاولات وأرفف المكتبات وأي شي آخر يمكن أن يصلوا إليه، لذا فمن الضروري تركيب أبواب سلامة تمكّنك من فتح الأبواب الخارجية للتهوية بينما يكون الطفل في أمان داخل البيت، أو وضع الطفل في غرفة معينة مع وضع عوائق تمنع وصوله إلى الأدراج الخطيرة والغرف الأخرى.
ابحثي عن الأبواب التي يمكن فتحها وقفلها بسهولة ولا يمكن لطفلك تحريكها. أما بالنسبة للدرج، فعليك أن تركبي باباً يتم تثبيته في الجدار بشكل ثابت.
الدخان الصامت:
المادة الضرورية الأخرى في البيت هي جهاز كشف الدخان المركب في كل غرفة، بما في ذلك المطبخ، ولطالما أنقذت مثل هذه الأجهزة الكثير من العائلات من خطر الموت اختناقاً أو حرقاً، خاصة خلال النوم في الليل أو وقت القيلولة. احرصي على الكشف على هذه الأجهزة بشكل دوري للتأكد من عملها بشكل سليم. يمكن لهذه الأجهزة حماية طفلك من استنشاق الدخان الذي يسبب التلف الدماغي للطفل، أو يعرضه للوفاة، إضافة إلى ذلك، يجب مراعاة أن تكون طفايات الحريق على مقربة منك، ويجب تحذير طفلك بالتوجه إلى المخرج المناسب للهروب. خاصة وأن الدخان يعتبر قاتلاً صامتاً، لا يثير ضجة عند انتشاره في المنزل.
مخاوف كبيرة من الغرق:
استناداً إلى ما توصلت إليه الحملة الوطنية لسلامة الأطفال في السعودية، فإن العديد من الأطفال والرضع يغرقون كل عام في سطول تحتوي على سائل يستعمل لمسح وغسيل الأرضيات والأعمال المنزلية الأخرى، وكان معظم الضحايا بأعمار ما بين 8 إلى 14 شهراً.
تجنبي ترك الماء في سطول كبيرة أو حاويات حتى ولو لدقيقة أو دقيقتين، فيمكن أن يغرق الطفل في عمق 5 سم من الماء أو أي سائل آخر. وهو ما يحصل عندما يحدق الطفل في حوض ماء أو سطل ماء ورأسه مندفع إلى الأمام، مما يؤدي إلى فقدان توازنه، وسقوطه ووجهه إلى أسفل.
إضافة إلى المناطق المنزلية الخطرة آنفة الذكر، يمكن أن تكون برك السباحة الموجود أمام أو خلف المنزل مصدر خطر كبير للأطفال. لذلك لا تتركي طفلك وحده حتى ولو لبضع دقائق، فيمكن للطفل أن يغرق أو يتعرض لمشاكل خلال ثوان.
مخاطر الشبابيك:
ومن المخاطر المنزلية الأخرى، الحبل الذي يستعمل في ستائر الشبابيك، والذي قد يؤدي إلى اختناق الأطفال بعمر دون الخمس سنوات. ومن الأفضل هنا قص الحبل أو استعمال حبل قصير جداً بحيث يمكن فقط للبالغين الوصول إليه.
وبالتطرق إلى المخاطر الإضافية المرتبطة بالشبابيك، خصوصاً تلك الموجودة في الشقق والبيوت المكونة من دورين أو أكثر، يعتقد الناس بأن شبك حماية الشبابيك تكفي لكنه بالتأكيد على عكس ذلك، إذ يمكن أن يتم ثقبه بسهولة، أو يتشقق بفعل مرور الوقت، ومن الأفضل لك تركيب أقفال على الشبابيك المنخفضة التي يمكن فتحها، أو تركيب قضبان حماية.
الرصاص في الدهان:
ومن المخاطر التي يمكن للأطفال التعرض لها، الدهان. فإذا كنت تسكنين في بيت شيّد قبل 25 سنة، فيمكن أن يشتمل الدهان على نسب عالية من الرصاص، واعلمي أن الدهان المتشقق أو المكشوط يمكن أن يطلق بخاراً ساماً قد يتسبب في وقوع الإعاقات التعليمية والمشاكل العصبية الأخرى. لذلك يفضل تغيير الدهان بنوع آخر جديد أقل خطورة.
حافظي على وجود أرقام الاتصال الخاصة بالإسعاف والطوارئ قريبة من هاتفك، وتذكري دائماً أن البيت السليم الآمن يمكن أن يمنع العديد من الإعاقات التي يعاني منها الكثير من الأطفال اليوم.