اأبٌ فلسطيني يرثي ابنته التي قُتلت يوم زفافها ! منتديات القناص
كاتب الموضوع
رسالة
MR.GHoST .:: عضو متميز ::.
معلومات العضو
موضوع: اأبٌ فلسطيني يرثي ابنته التي قُتلت يوم زفافها ! منتديات القناص الجمعة 13 أغسطس 2010, 4:37 pm
أبٌ فلسطيني يرثي ابنته التي قُتلت يوم زفافها ! منتديات القناص
أبٌ فلسطيني يرثي ابنته التي قُتلت يوم زفافها ! منتديات القناص
أبٌ فلسطيني يرثي ابنته التي قُتلت يوم زفافها ! منتديات القناص
﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ فهذه قصيدة كتبتها بمداد أشجاني ، وسطرتُ حروفها بدموع أحزاني ، وجعلتُ منطقها على لسان أبٍ فلسطيني بائسٍ ، يرْثي ابنته الصغيرة التي قُتِلتْ يوم زِفَافِها ، وذُبِحتْ فرْحتُها وهي في ربيع عمرها ، أمام عين أبيها وهو واجم القلب محسور ، لم يملك إلا أن يقول وصدره بالحزن مغمور :
إنْ جاء فرحٌ أو ألَمَّ سرور *** فالدمع باقٍ في العيون بحور ياعين هاتِ الدمع بل هاتِ الدِّما *** هذا دواء القلب وهو كسير نيران جرحِ لم تزل بين الحشا *** تغلي مراجلها بها وتفور يا لوعة النفس التي قد جُرِّعتْ *** كأسَ العذاب وشانها التكدير دعْ عنك لومي في مصابي لائمي *** ما كلُّ مكلوم الضمير يثور واسمع مصيباتٍ حللْن بساحتي *** كاد الفؤاد لِهَوْلِهِنَّ يطير يا ناعيَ الإسلام أقبلْ باكيا *** قد حان وقت النعْي والتَّغْبِير زفراتُ حسْرة أمتي أمستْ لها *** نَفْسُ الرحيم من البكاء تخور ناحتْ على الأيْكُ الحمائم بعدما *** كانت لها فوق الغصون هدير وتحجَّبتْ شمس الحياة بنورها *** واستوحشتْ بعد الأمان صدور فاسأل دياراً بالدماء تخضَّبتْ *** جدرانها وظلامُها منشور ما حالها .. عمَّ الأنينُ بِدُورِها *** والفرح فيها ميِّتٌ مقْبور تلك المساكن إنْ تَسَلْ عن شأنها *** تُخْبِرْك أحجارٌ لها وصخور في أرضها سالتْ مدامعُ أهلها *** وصُراخُ صوتِ نسائها مَهْدور أوَمَا ترى ثكْلىَ هناك وقلْبُها *** مِنْ فرْطِ كثرة حزنها مفطور تلك المآسي قد ذَهَبْنَ بفرحتي *** فنهارُ أملي في الحياة قصير
*** *** *** *** *** *** دارتْ بأرض القدس كاساتُ الرَّدَىَ *** ليلا .. وغاراتُ الزمان تُغيرُ في غزَّةِ الأوطان كان مُصَابُنَا *** جَرَّاءَ قَصْفٍ شأنُهُ التدميرُ عصفتْ رياح القهر غدْراً بابْنتي *** في يوم عُرْسٍ والشموعُ تدور كانت كَبَدْرٍ أشْرقتْ أنواره *** ليلَ الزِّفافِ وقد علاها النور فالثَّغْرُ منها باسمٌ مُتَلأْلأٌِ *** والوجه منها مُشرقٌُ ونضير والكون يضحك والسماء مُضيئةٌ *** والفرح في مُقَلِ العيون غزير لكنَّ أفراح القلوب تبدَّلتْ *** حُزْناً .. وأظلم ربْعُنا والدُّور وتكدَّرتْ بعد السرور نفوسُنا *** وتمزَّقتْ بعد الوصال ستور لَمَّا أصاب صغيرتي سهمُ العِدَا *** وتغَيَّبتْ شمسٌ بها وبُدُور
*** *** *** *** *** *** لهفي على الجسد الْمُضَرَّجِ بالدِّما *** بين الحجارة قد علاه زفير نادى بصوتٍ خافتٍ كادتْ له *** نفْسي تذوب بلوعة وتمور فَهَوَيْتُ نحو الصوت ألتمس النِّدا *** والطرفُ مِنْ هوْل المصاب حسير فإذا دماء صغيرتي خَضَبَتْ يداً *** كانتْ تُداعبُني بها وتُشير قد غيَّب القصْفُ الرهيب جمالها *** فالنحرُ منها نازفٌ مَنْحور فَطَفِقْتُ أصرخ مِلْءَ صوتي : ويْلتي *** هل من مُغيثٍ فالدماء كثير هل من طبيبٍ مُنْقِذي من نَكْبَتي *** عصفورُ قلبي مِنْ يدي سَيَطير
*** *** *** *** *** *** فإذا الطبيب وقد أتَى مُتلهِّفاً *** نحو ابنتي قد ساءه التأخير فأصاب منها مدمعاً فاضت له *** عينُ الطبيب وشَانَهُ التغيير فأشار من غَرْبِ العيون إشارةً *** : فاتَ الأوانُ وخاننا التقدير عَجَزَ الدواء عن الشفاء وما لنا *** فيما قضاه إلِهُنا تخَيْير إني أرى نَحْبَ الفتاة قد انْقَضَى *** وأنا بهذا عارفٌ وخبير ثمَّ انْزوى عنا الطبيب وحُزْنُه *** لِمُصابِنا في وجهه مسطور فَسَقَطْتُّ مُنْتَحِباً على جسد ابنتي *** أبكي وأنْعي حالنا وأثور
*** *** *** *** *** *** فَتَنَهَّدَتْ والدمعُ دون جُفونها *** دُرٌّ على وجَناتها منثور وتنفَّستْ للموت قائلةً وقد *** قُصِمتْ بِزفرتها هناك ظُهُور أوَّاهُ يا أبتاهُ من جرحٍ لنا *** نِيرانُه بين الضلوع سعير قد برَّح الألمُ العقيم بمهجتي *** وأذاب قلبي : حسرةٌ وثبور أحلامنا قُتِلتْ بغير جريرة *** وجَوَادُ فرحتنا هناك عقير ما ذنبُنا كيما تسيل دماؤُنا *** وكأنها بحرٌ بنا مَسْجور أبتاه لا تزْرِفْ دموعك واصْطبر *** عمَّا قليلٍ يَنْتهي المقدور عمَّا قليلٍ تنْقضي أحلامنا *** ويغيضُ ماء حياتنا ويغور ما ساءني ألمي .. ولكن ساءني *** زفراتُ حُزْنك في الهواء تطير بالله مهلا .. ما لِقَلْبي أن يرى *** منك المدامعَ في العيون تثور إني أرى دون السحاب بشائراً *** قد أقبلتْ بين الغمام تسير تلك الملائكُ لا تَسَلْ عن حُسْنها *** جاءتْ ركائبُها بها والحور فكأنهم لِزِفاف روحي قد أتوا *** والحور فوقي كالبدور تدور معهم لِتجْهيزي : ثيابٌ سندسٌ *** ولِغسْلِ دمعي : عنْبرٌ وكفور أبتاه لا تغْفلْ زيارةَ مرقدي *** يوماً لئلاَّ يجزعَ المقبور فأنا الوحيدة رَهْنَ قبرٍ مظلمٍ *** أمسيتُ فيه .. وخاطري مقهور أبتاه قد حان الفراق فليْتنا *** وَافىََ بنا قبل الرحيل : نذير
*** *** *** *** *** *** فأجبْتُها والدمع يَحْرقُ مُقْلتي *** والقلب ينزفُ والمصاب كبير بِنْتاه يا روحي ومُقْلةَ ناظري *** وجمالَ نفْسي إنْ عَراهُ فُتور يا زهرة البستان يا قَطْْرَ النَّدى *** يا جنةً فيكِ النجومُ تُنير يا بُلْبُلاً غَنَّى على غُصْن الْجَوَىَ *** وشَدَا بِصوتٍ زانهُ التأثير وَسَطَ المروج وبين ساحات الفضا *** قد راح يلهو تارةً ويطير يا بسْمةً كانتْ على الثَّغْر الذي *** ما إنْ بدا فاحتْ هناك عُطور قد كنتِ لي نور الحياة وشمسها *** فغدوتُ أعمى في الظلام يسير ضحكاتُ فرحُكِ لا تزال تهزُّني *** وتُطيلُ أنَّاتِ الْجَوَىَ وتُثِير دقَّاتُ قلبُكِ في الفؤاد طوارقٌ *** يصْدعْنَ نفسي والإلهُ خبير تلك المحاسن في التراب تغيَّبتْ *** وجمالها في قبرها مَدْثور بنتاهُ قد عظم المصاب وإنني *** أبداً على العهد القديم أسير كأسُ المنيَّةِ قد أصابكِ بغْتةً *** فَشَرَبْتِ ماء الموتِ وهْو مرير قد كان لا يحلو غيابُكٍ ساعةً *** كيف التَسَلِّي والغيابُ دهور يا ليتني قد كنتُ قبلكِ ثاوياً *** حُفَرَ الترابِ فَيَشْتفي المصْدُور ما طاب عيشي في الحياة صغيرتي *** مُذْ غاب بدرُ جمالكِ المستور كبدي يسيل مرارة أبداً وإنْ *** مرَّتْ عليَّ صوارفٌ وعُصور إنْ قيل صبراً .. قلتُ قد غربتْ له *** شمسي وغاب ضياؤها والنور أو قيل رفْقاً .. قلتُ كيف وهذه *** أمواتُ فرْحِي ما لهنَّ نشور فإلى اللِّقاء صغيرتي في عالمٍ *** ما فيه حُزْنٌ بل هناك سرور في جنَّةٍ فيها الأحبَّةُ تلْتقي *** والرَّبُّ راضٍ .. والشَّرابُ طَهُور
اأبٌ فلسطيني يرثي ابنته التي قُتلت يوم زفافها ! منتديات القناص