موضوع: كيف تكون عصاميا وناجحا السبت 07 يوليو 2012, 2:25 pm
كيف تكون عصاميا وناجحا
تأملات صامته ..
لم نكن مناضلين , ولم نكن أصحاب حزب , وكذلك لم نكن أصحاب نظريات ووعود , لقد عشنا حياتنا كفلاح يحرث أرضه ويستقي منها وجع السنين ... وفي ذات يوم سألت أبي عن ذاته , فقال :
أترى سنبلة القمح هذه ؟ قد تيبست بعد خُضرة , وأهلكت نفسها في سبيل إطعامنا وإسعادنا , وهي الوحيدة القادرة على ملىء جوفنا بفتات خبزٍ كي نعيش الحياة بحلوها ومرها ..
فلتكن روحك كسنبلة القمح معطاءةً , وكـ همة النملة جمعاً , وكسعادة الفقير عندما يسد رمقه , فليكن عودك يابسا لا يُقهر في وجه الريح , ولتكن نفسك حاوية لخصلات النجاح والثبات كما تحوي سنبلة القمح في طياتها بذار الحياة ....
أنا لا أرى بعينيك , ولكن الحياة رحلة في المجهول , فلا تنظر للطريق تحت أقدام المارّة , بل اجعلها دائماً نصْب عينيك , وأمام السهلِ كن ممتنعاً , وانثر من أعماق روحك المتحركة رحيقا عابرا يشتمُّهُ كل مفلس في الحياة ...
لنكن كالأديب الذي قطعوا ذراعيه وما زال يكتب , فالكلمات تولد من أقلام صامته , فالقلم المشلول يكتب أجمل القصص ..
كيف تكون عصاميا في زمن يغتال التوثّب والأمل ؟
- أغلَقوا فم البركان دون أن يعرفوا أن بداخله طاقة خفيّة , فلتكن في نفسك طاقة كالبركان , تتوقد حمماً , تتوقد ضوءاً تتوقد نوراً يضيء عتمة الآخرين .. - لا تستسلم لموت عميق كل ليلة , ولا تستسلم في النهار لموت الحياة , ففي أيام الشتاء أرى السماء تبكي علينا , لأننا نفرح عند سقوط الثلج وتغلق الطريق .. كي نتوقف عن العمل .. - يستحيل على الأشجار أن تغيّر ذاتها , ولكنها تستطيع أن تجدد ثمارها كل عام , ففي التجد دوام الحياة , وفي التوثب جلب للرزق , فلتكن متوثباً صادق العزيمة ... - لتكن بذرة الخير التي يصنع منها الرغيف - ما دمت ترتقي بالكلمات دون أن تعمل فأنت مُنظّر , فإن المبادىْ السامية لا تدوس بأقدامها على أسراب النمل ... - لا تكن فكرة صامته حتى لا تتسبب بالتشويش على عقول الآخرين ..
كيف يكون الناجح في نظر الفاشلين محترماً ..؟؟
- إذا آمن أن في قلبه قوة خفية قادرة على قهر الظلم والفشل فإنه يعلو ويعلو - إذا عرف أن ما بداخله أقوى من أن يستطيع الفاشلون التأثير عليه - إذا عرف أن أعماقه المتوهجة قادرة على تحويل نفوس الفاشلين الظامئة إلى أرض جرداء - إذا آمن أن حياته ليس هروبا من الموت بل صانعه للأمل ... - إذا استطاع استخدام عقله حتى في ساعات التخيل ..
أين حرية النفوس التي لا تلامس أغلال المقيدين ...؟؟؟ أين هي الحياة التي أضعناها في المأكل والملبس بغير معرفة الله ...؟؟ إن لعدالة القوة في مجتمعنا ما يفوق شريعة الغاب , فليس للضعفاء من عدالة الأرض نصيب .. فكن فوق الزهر مثل ذكر النحل وأما الملكة فلا تدخل خدرها ...
كيف تكون النهاية ..؟؟؟
لن ينبت الزهر من عود يابس , ولن تضيء الحياة من عقل خاملٍ , فلتكن كحبة القمح , وكعود البخور , يحرق نفسه في سبيل بث العطر لغيره .. كن كالشمعة تذوب وتنصهر في سبيل إنارة درب الناجحين ..