أهم عوامل تلف الصور والنقوش الجدارية

غالبا ما تنفذ الصور الجدارين مباشرة على نسيج بنائي يتكون من حامل للتصوير
قد يكون حجري أو من الطوب اللبن أو الآجر (الطوب الأحمر المحروق) أو من
القوالب الطينية غير منتظمة الشكل ...... وأرضيات التصوير أما تكون طينية
أو جيرية أو جبسيه أو خليط من بعض المكونات السابقة مع مواد مالئة إما
عضـوية أو غير عضـوية ولهذا فان أي مظاهر تلف لطبقات اللون تكون مرتبطة
بعوامل تلف النسيج البائي نفسه ,ومظاهر تلف الصـور الجدارين متعددة ولا
يوجد عامل تلف بمفرده مسئولا عن مظـهر بل تتفاعل عومل التلف جميعا أو على
الأقل أكثر من عامل ما لم يكن الإنسان أو تدمير الطبيعة هما المتسببان في
تدمير الأثر .


وسوف نتناول عوامل تلف الصور الجدارية على النحو التالي:


1- عوامل تلف خارجية :

وتشمل اختلاف درجات الحرارة Changes of Temperatune والرطوبة
النسبية ونحر الرياحWind errosion والكـوارث الطبيعة Natural Disasters
والسيول والأمطار والتلوث الجوى Air Pollution .


2- عوامل تلف داخلية:

وتشمل اختلاف طبيعة وخواص مكونات النسيج الجدارى للنقوش (حامل
التصوير- الطبقات التحضيرية- طبقة اللون) وجود الأملاح في مواد البنـاء
عيوب في التكنيك أثناء عمـلية التنفيذ , تأثير المياه الأرضية ومياه الرشـح
والنشع , التلف البشرى والبيولوجي.

أولا العوامل الخارجية:

ويعتبر من أهم العوامل الخارجية المؤثرة على الصور الجدارية بوجه العموم
هي الرطوبة ولقد ذكر اكثر من بحث ومرجع على أهمية الرطوبة وتأثيرها المتلف
الشديد على الصور واللوحات الجدارية وهنا طرق كثيرة للرطوبة سوف نستعرضها
فيما يلي:
الرطوبة وتأثيرها على التركيب الطبقي للنقوش والصور الجدارية:
تلعب الرطوبة دورا رئيسيا ومساعدا لمعظم عوامل التلف , وتعتبر المياه التي
تتغلغل داخل المباني الأثرية وغيرها من المواد النباء ذو المسامية العالية
من أخطر العوامل التي تتسبب في تلف هذه المواد سواء كانت مياه أرضية وبخار
جوى أو أمطار أو قطرات المياه الموجودة على أسطح مواد البناء الناشئة عن
ظاهرة التكاثف.

مصادر الأملاح وميكانيكية تواجده بالتركيب الطبقي للصور والنقوش الجدارية:

ومن المعروف أن مصادر الأملاح المتزهرة داخل النسيج الجدارى للنقوش والصور
الجدارية أو فوق أسطحها الملونة عديدة ومتنوعة حيث يمكن الإشارة أليها كما
يلي:

• أملاح موجودة أصلا في تركيب حوامل التصوير الحجرية أو المونات وطبقات
الشيد التحضيرية كشوائب طبيعية مثل أملاح كبريتات الكالسيوم المائية أو
كلور يد الصوديوم الموجود بصورة طبيعة في الصخور الرسوبية.

• كما أن التربة المتواجد بها الأثر تحتوى على الكثير من الأملاح بصورة
طبيعية , أو من مواد الصرف الصحي أو من الأسمدة المستخدم في الأراضي
الزراعية المجاورة للبناء الأثرى ....كما أن المياه الجوفية نفسها قريبة من
الأساسات تحتوى على أحماض من جراء الصرف الصحي أهمها حمض الكبريتيك H2So4
الذي يتفاعل بدوره مع حوامل التصوير الجيرية لترسيب بلورات جبسيه بزيادة
10% في الحجم.

• بعض أنواع الأملاح تظهر على أسطح النقوش الملونة نتجه لنمو وتكاثر
الكائنات الحية الدقيقة Micro-Organisms لتكون مستعمرات تحجب المناظر
المنقوشة ويعتمد نمو وكثافة هذه الكائنات على نوعية المواد الداخلة في
التركيب النسيج الجدارى للصور والنقوش المنفذة ( بعض أنواع من هذه الكائنات
يمكنها النمو على المركبات المعدنية للأثر ) وجود نسبة عالية من الرطوبة
فوق 65% , درجة حرارة الجو والمحتوى المائي في النسيج الجدارى للنقوش ,
المواد والمركبات العضوية المستخدم أما كوسيط أو كمواد مالئة.

فبعض أنواع البكتريا مثل Sulphur Oxuidizing Bacteria تستخدم غاز
الكبريت الموجود في الجو الملوث في المناطق الصناعية مثل كبريتد الهيدروجين
H2S وغاز ثاني وثالث أكسيد الكبريت So2 , So3 لإفراز حمض الكبريتيك H2So4
الذي بدوره يتفاعل مع حوامل التصوير الجيرية كالجحر الجيري أو شيد الجير
المكون لطبقة التحضير ويحولها لأملاح كبريتات الكالسيوم (الجبس) Ca So4
2H2O .

وتعتبر بكتريا الـ Thiobacillus, Thioxidans من أخطر أنواع البكتريا الكبريتية المسببة للتلف المذكور.
أن البكتريا النتروجينية Nitrifying Bacteria أيضا تحول الامونيا إلى
أحماض النيتروز HNO2 والنتريك HNO3 التي بدورها تتفاعل مع كربونات
الكالسيوم وهى مادة حامل التصوير وشيد الجير لتكوين أملاح نترات الكالسيوم.

وتتواجد الأملاح نتجه التلوث الجوى ببعض الغازات مثل غاز أكسيد الكربون
Co2 الذي يتفاعل مع الرطوبة الجوية وينتج عن هذا التفاعل حمض الكربونيك
المخفف والذي بدوره يؤثر على الأحجار الجيرية وأرضيات التصوير ويحولها على
بيكربونات قابله للذوبان في الماء وبالتالي تهاجر ناحية أسطح البخر
الخارجية لتترسيب فوقها في صورة طبقة رقيقة بيضاء تتحول بالجفاف إلي
كربونات كالسيوم غير قابلة للذوبان.
Ca Co2 + Co2 + HsO  Ca (Hco3) 2
كذلك فأن غاز ثاني أكسيد الكربون يتأكسد في المناطق الملوثة إلى ثالث
أكسيد الكبريت 2So2 +O22So3 الذي بدوره يذوب في وجود الرطوبة النسبية
عالية لإعطاء حمض الكبريت المخفف , حيث تتأثر النقوش الجدارية بهذا الحمض
وتتحول كربونات الكالسيوم إلى الأملاح كبريتات الكالسيوم (الجبس) وبالتالي
إلى مادة ضعيفة مفككه So3 + H2OH2So3 .(1)

تبلور الأملاح :
غالبا ما تتواجد الأملاح أما على أسطح النقوش والصور الجدارية أو
اسفل طبقة التلوين مباشرة آو بين طبقات الشيد التحضيرية (بطانة داخلية , أو
البطانة الخارجية) أو بين طبقة الشيد وحامل التصوير حيث يتحكم في ذلك عدة
عوامل:
درجه تماسك الطبقات المختلفة بعضها ببعض , مسامية كل طبقة الظروف الداخلية
والخارجية المحيطة ,أسلوب تنفيذ النقش والتصوير ,نوعية الأملاح وتركيزها.


التلف الناتج عن التلوث الجوى:
يعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون وثالث أكسيد الكبريت من الغازات التي
يتسبب عنها تلف الصور الجدارية خاصا الصور المنفذة على أرضيات جيرية أو
حوامل من الأحجار الجيرية.
ويزداد غاز ثاني أكسيد الكربون في المدن الصناعية وذلك نتجه لعمليات
الاحتراق ونفايات وغازات المصانع ... وقد تغسل مياه الأمطار غاز Co2 لتكوين
حمض الكربونيك المخفف وهو يسبب تلف كبير لمواد البناء الداخلي في النسيج
البنائى للصور والنقوش الجدارية خاصة حوامل التصوير كالأحجار الجيرية أو
أرضيات التصوير الجيرية , حيث يتفاعل الحمض مع مادة الأثر مكونا بيكربونات
الكالسيوم القابلة للذوبان في الماء حيث تحمل للمناطق المجاورة ثم يعاد
ترسيبه على هيئة كربونات الكالسيوم بعد الجفاف .
أما في حالة ثالث أكسيد الكبريت يتحول الغاز مع وجود الرطوبة إلى حوض
الكبريتيك المخفف ويؤثر على النقوش وحامل التصوير وخاصة الأرضيات الجيرية
حيث يتحول كربونات الكالسيوم الموجودة في تركيب الحامل وأرضيات التصوير إلى
كبريتات الكالسيوم حيث نجد أن كبريتات الكالسيوم تزيد في الحجم عن
كربونات الكالسيوم مرتين تقريبا وهذا يسبب عدم التماسك لطبقة اللون وتكون
قشرة سطحية غير مستحبة على سطح الطبقة الملونة (1)


الضوء والتغير في درجات الحرارة :
الضوء العادي يحتوى على نسبة عالية من الأشعة الفوق بنفسجية والتي يتسبب
عنها بهتان وضعف لبعض الألوان (خاصة الألوان العضوية) أو الألوان المنفذة
على أسطح الصـور الجدارية كطبقـة واحدة بالفرشـاة كما يؤثر على الوسيط
العضوي للتصوير ليصبح مادة هشة حيث تتكسر وتفقد قوتها الرابطة اللاصقة,
وبدورها فأن الصور الجدارية تخضع للتغير اليومي والموسمي لدرجات الحرارة
وبذلك تخضع إلى معدلات من التمدد والانكماش النسبي.


التلف الناتج عم النشاط البيولوجي :
يظهر تأثير نمو الكائنات الحية الدقيقة بصورة كبيرة حيث تشوه وتتلف الصور والنقوش الجدارية.
ويعتبر بصفة عامه أن ارتفاع الرطوبة مع وجود المركبات العضوية المختلفة بيئة مناسبة لنمو الكائنات الحية الدقيقة (كما سبق الذكر)


وأهم الكائنات الحية التي تصيب الصور الجدارية:
• الكائنات الحية الدقيقة غير ذاتية التغذية
• الكائنات الحية الدقيقة ذاتية التغذية
7. ا- البكتريا الكبريتية
ب‌- البكتريا النتروجينية
*الطحالب :
تحتاج لرطوبة عالية مع الفطريات والبكتريا وتسبب الطحالب تلف للصور الجدارية عن طريق الإفرازات الحمضية.