يعشق مواليد الدلو التحرر من القيود ويجدون أنفسهم في الوظائف التي لا تتطلب التزاما أو تقيدا بمواعيد محددة. يميل مواليد الدلو إلى الاستقلالية ويحجمون عن الوظائف التي تستدعي خضوعهم لتحكم المدراء وتدخل الزملاء، فهم لا يضحون بحرية التصرف مهما كانت الظروف. مواليد الدلو من طبعهم النزوع إلى الابتكار وتصميم المشروعات الخاصة، ولا تبرز قدراتهم على الإبداع إلا في بيئة عمل تنأى عن الشدة وفرض السيطرة على العاملين. يبدع مواليد الدلو إذا ما أُسندت إليهم المهام القيادية كونهم أقدر من غيرهم على التواصل مع مختلف النماذج البشرية من العاملين واستغلال مواهبهم المميزة لصالح العمل.
قلما يقبل مواليد الدلو العمل داخل مكاتب مغلقة، فهذا يتنافى مع طبيعتهم الميالة للحرية والانطلاق، ولا يمانعون احتراف مهنة متواضعة تسمح لهم بالتنقل والسفر بين المدن في سبيل الاحتفاظ بحريتهم. ينجح مواليد الدلو عند العمل في مجال الإعلام نظرا لقدرتهم الفائقة على التواصل مع الآخرين ودفعهم للتحدث بقلب مفتوح والتطرق إلى تجاربهم الشخصية بوضوح وصراحة، ومن أبرز الأمثلة التي تؤكد ذلك المذيعة الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري التي تأسر هواة البرامج الحوارية في جميع أنحاء العالم بخفة ظلها وسرعة بديهتها.
سرعان ما يكون لمواليد الدلو علاقات صداقة مع العملاء، فإذا كنت صاحب عمل فلا تتردد في إسناد وظائف التعاملات الخارجية إليهم، وكلما أغريتهم بنسبة من الأرباح، زادت حماستهم وتضاعفت قدرتهم على العطاء. يبرع مواليد الدلو أيضا في الوظائف التي تتطلب مهارات في التعامل مع الحاسوب، وأبرز هذه الوظائف إعداد البرامج وتصميم الألعاب وحيل الجرافكس والإشراف الإلكتروني على شبكة الإنترنت، وغيرها من الوظائف التي تتطلب التعامل المباشر مع التقنيات، وذلك لما تتيحه من سبل للتعبير عن الإبداعات الشخصية التي ليس من السهل إبرازها من خلال وظائف أخرى. ومن أنسب المهن لهم أيضا التصوير والعزف والكتابة في الصحف وتصميم الأزياء والعمل في مجال التمثيل والغناء.
يركز مواليد الدلو دائما على المستقبل ويفضلون التعامل مع الأجيال الناشئة بما تحمله من فكر أكثر قدرة على مواكبة متطلبات الوقت الراهن وأدق تعبيرا عن احتياجاته. لا يمانع مواليد الدلو تعليم الأطفال أو تدريبهم على ممارسة الرياضة أو العزف رغم صعوبة هذه المهمة وما تتطلبه من مشقة لتقويم سلوكياتهم، ولا يجدون حرجا في التفاعل معهم على طبيعتهم، فهم يدركون جيدا احتياج الأطفال للتعبير عن أنفسهم وافتقارهم إلى القدرة على تنمية مواهبهم.
يتسم مواليد الدلو بالتعاون والنشاط عند عملهم كموظفين، ورغم ميلهم لتكوين الصداقات، قد ينزون عن المحيطين، ما يدفع بعض زملائهم للظن بأنهم منطوون، وإن كان السبب الأهم في انزوائهم عن الزملاء رغبتهم في التركيز وميلهم للتأمل والتفكير العميق. يُحسن مواليد الدلو التعامل مع زملاء العمل ويمكنهم التواصل مع مختلف النماذج البشرية، إلا أنهم لا يغامرون بتكوين علاقات في العمل تشغلهم عن مهام وظيفتهم، فقط يتوددون إلى المحيطين كلما سمحت لهم ظروف العمل.
إذا كنت من مواليد الدلو وترغب في تأسيس مشروع خاص، فاحذر فرض سيطرتك على العمل دون الرجوع للآخرين، تحكم في رغبتك في الإشراف على كل صغيرة وكبيرة ودع للمعاونين الفرصة لتقديم أفضل ما عندهم من طاقات واكتفِ بالإشراف. إذا ما وجدت صعوبة في التعامل مع تفاصيل العمل، فلا تتردد في الاستعانة بمن لديهم طاقة من العاملين للقيام بهذه المهمة، خاصة من هم من مواليد الجدي والعذراء، فهذه طبيعتهم. وفر طاقاتك للإبداع والخروج بأفكار مبتكرة واستعن بفريق عمل يقوم بالوظائف الروتينية التي لا تستدعي الإبداع، فمهام هذه الوظائف لا تتماشى مع ميولك.