موضوع: متحف الخزف الإسلامي الخميس 10 نوفمبر 2011, 9:39 pm
متحف الخزف الإسلامي
إن فكرة تأسيس متحف الخزف الإسلامي ضمن مكونات مركز الجزيرة للفنون بعد تطويره وتحديثه –نشأت كأمر ضرورى – وبدوافع موضوعية .. حيث أن مصر هى أقدم الحضارات الإنسانية علاقة بفن الخزف منذ ما قبل التاريخ وعلى مر العصور . ومن هنا كان علينا أن نؤكد لهذا الفن الحافل بالثراء وبالتنوع ، والذى تمتد جذوره عبر التاريخ ، وجوده الراسخ .. حيث كان التفكير فى إنشاء هذا المتحف النوعى الجديد عند طرح مشروع الإحلال محل مقتنيات متحف محمد محمود خليل التى كانت تحتل قصر الأمير "عمرو إبراهيم " بالزمالك –بصفة مؤقتة – والتى عادت للعرض فى مقرها الأصلى بالجيزة .
.. وهكذا استقرت حديثاً مجموعة من روائع الخزف الإسلامى ، فى قلب الجزيرة ، بين أحضان نهر النيل .. فى هذا القصر الجميل المشيد فى سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف هجرية " 1943 هـ " ، على طراز العمارة الإسلامية .. حيث تتنفس روائع التحف الخزفية فى بيئة معمارية ، هى مجالها الطبيعى الذى هو نتاج نفس الحضارة ..
فإذا كانت روائع الخزف الإسلامى تستحق أن نتوقف أمامها طويلاً ، لنتذوق بعض رحيق الجمال .. فإن تأمل تلك الروائع فى إطارها الملائم يضفى عليها البيئة المعمارية جمالاً خاصاً ، فيتحول المكان كله إلى لمحة فنية متكاملة .
.. ولا تكتسب زيارة متحف دلالتها إلا إذا أصبحت لقاءً ما بين الإنسان والنتاج الفنى ، ما بين الزائر والمكان .
ولسوف يكون هذا اللقاء حميماً عندما تتحقق الهارمونية بين التحف الفنية المعروضة ، وبين العمارة الداخلية للمتحف
موقع المتحف: قصر الأمير عمرو إبراهيم
يحتل متحف الخزف الإسلامى الدورين : الأرضى والأول من قصر " الأمير عمرو إبراهيم " مقر مركز الجزيرة للفنون بالزمالك . ويرجع تاريخ تشييد القصر إلى السنوات الأخيرة من الربع الأول للقرن العشرين الميلادى . وقد تم بناؤه ليجمع فى تزاوج رائع بين عدة طرز معمارية حيث تستوحى عناصره المعمارية من الطراز المغربى والطراز التركى والطراز الأندلسى ، مع تأثره بالطراز الكلاسيكى الأوروبى .. وهى مدرسة ظهرت فى أوائل القرن العشرين، وازدهرت فى قصور أسرة محمد على ، خلال فترة حكمهم .
يحتوى القصر على مجموعة قاعات ضخمة تتوسطها القاعة الرئيسية ، والتى تتمركز حول نافورة من الرخام الملون – والقاعة مغطاه بقبة رئيسية فخمة ، مبنية على مقرنصات ركنية ، وبها مجموعة رائعة من نوافذ الزجاج الملون المؤلف بالجص .. حيث تصطف على مدار المحيط الدائرى للقبة الشامخة التى تعلو البهو ، فوق الطابقين الأرضى والأول للقصر .
ونوافذ الزجاج المعشق بالجص من العناصر البارزة ، فى العناصر الإسلامية .. وقد حقق بها الفنان علاقة تجمع ما بين القيمة الجمالية والوظيفة النفعية ، فهى تمنع الأتربة والرياح ، وتمنع الحشرات التى تتسلل من خارج المبنى إلى داخله ، وهى – من ناحية أخرى – تخفف الأحمال على الأعمدة الحاملة للعقود . كما أنها ترشّد كمية الضوء الداخل إلى المكان ، مع إضفاء جو شاعرى ، من خلال الضوء المتسرب نت تلك النوافذ الجصية .
بالإضافة إلى العناصر المعمارية الأخرى على تنوعها : فأعمال الخرط العربى على درجة عالية من الثراء .. والأسقف والحوائط موشّاه بالزخارف والمقرنصات الجصية التى تتضافر فيها العناصر الزخرفية النباتية والهندسية والكتابات ، فى تشكيلات متداخلة ومتراكبة .
وتكتمل سيمفونية التشكيلات الجمالية للعمارة الداخلية بالتصميمات البديعة لبلاطات القيشانى الملون الذى يكسو الدفايات وأجزاء من الحوائط ، وهى البلاطات التى تم صنعها فى " كوتاهيه " بتركيا على غرار الجامع الأزرق باسطنبول .. وبتقسيمات الرخام البديعة فى الأرضية.
.. ويصير من بين الإيجابيات الهامة التى تتعلق بالعرض المتحفى حقيقة مؤداها أن جماليات العمارة الداخلية بالقصر ، وما تشى به أسقف وحوائط صالات الدورين الأرضى والأول ، من وحدات زخرفية إسلامية ، تمثل بيئة عرض جمالية تحقق نوعاً من التناسق ووحدة الرؤية مع تحف متحف الخزف الإسلامى المعروضة .. إلى جانب عنصر الإضاءة الصناعية الذى تم توظيفه بشكل جيد ومتميز ..