المشتاقون إلى الجنة --------------------------------------------------------------------------------
فإن الله سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ، ولم يتركهم سدى والعجب كل العجب من غفلة من لحظاته معدودة عليه وكل نفس من أنفاسه إذا ذهب لم يرجع إليه وإنما يتبين سفه المفرط يوم الحسرة والندامة إذا حشر المتقون إلى الرحمن وفدا وسيق المجرمون إلى جهنم وردا فالأولون في روضات الجنة يتقلبون وعلى أسرتها يجلسون وعلى بطائنها يتكئون وأولئك في أودية جهنم يصطلون ، جزاء بما كانوا يعملون ومن هنا اشتاقت نفوس الصالحين إلى الجنة وكان لكل واحد منهم ، ولكل واحدة منهن مع الله جل جلاله أخبار وأسرار ، لا يعرفها غيره أبدا، جعلوها بين أيديهم عُددا فالمشتاقون إلى الجنة لهم مع ربهم تعالى أخبار وأسرار فإليكم شيئا من أخبارهم ، وطرفا من أسرارهم .. ما أورده ابنُ الجوزي في صفة الصفوة وابنُ النحاس في مشارع الأشواق عن رجل من الصالحين اسمه أبو قدامة الشامي كان قد جلس مرة في الحرم المدني فسأله سائل فقال يا أبا قدامة أنت رجل قد حبب إليك الجهاد والغزو في سبيل الله فحدثنا بأعجب ما رأيت من أمر الجهاد والغزو فقال أبو قدامة : إني محدثكم عن ذلك