التوحد هو اضطرابٌ فى النمو يُعيق بشكلٍ كبيرٍ طريقة استيعاب المخ
للمعلومات، ويؤثر على الطريقةِ التى يتحدث بها الشخص، ويصعب على المصابين
بالتوحد إقامة صلاتٍ واضحةٍ و قويةٍ مع الآخرين .. لكن التشخيص والعلاج
المبكر ساعد العديد من المصابين بمرض التوحد على استعادةِ حياتهم بصورةٍ
أقرب للطبيعية ..
ما الذي يُسبب مرض التوحد؟ لا يوجد حتى الآن سببٌ معروفٌ لهذا النوع من الإعاقة، لكن الأبحاث الحالية
تُظهروجود عوامل جينيةٍ وراثيةٍ حيث يكون لدى الطفل من خلال جيناتهِ
قابليةٌ للإصابةِ بالتوحد، ويُحاول العلماء تحديد الجين الذي يرتبط بهذه
الإعاقة بشكلٍ مباشر، وقد يكون مرض التوحد ناتج عن مشاكل طبية أخرى تؤثر
على نمو الدماغ.
ما هي أعراض مرض التوحد؟ تظهر أعراض مرض التوحد خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل وتضم :
1- ضعف التواصل الإجتماعي .. أي الميل للعزلةِ والبقاء منفرداً، بحيث يقضي الطفل وقتاً أقل مع أمهِ
وأبيهِ وأهلهِ والغرباءِ أيضاً، ولا يفرح عندما يرى والديهِ، ولا ينظر إلى
الشخص الذي يُكلمه، كما أنه يُبدي اهتماماً أقل بتكوين صداقاتٍ مع الآخرين،
وتكون استجابتهُ أقل للإشاراتِ الإجتماعيةِ مثل الإبتسامةِ أو النظر
للعيون، ولا يدرك الطفل مشاعر الآخرين أيضاً (مثل أن يرى أمه حزينةً
تبكي)ولا يتفاعل معها بصورةٍ طبيعية.
2- ضعف في التواصل اللغوي .. يكون تطور اللغةِ بطيئاً، وقد لا تتطور بتاتاً، فقد يبدو الطفل أنه أصم.
3- صعوبةٌ فى الإتصال الشفهى .. فلا يبدأ الطفل الحوار ولا يُكمله، ولا يقوم بتكرار كلماتٍ معينةٍ أو بإعادةِ آخر كلمةٍ من الجملةِ التي سمعها.
4- نشاطه و اهتماماتهُ والعابهُ متكررةٌ و محدودة ..
يقوم الطفل بأداء حركاتٍ مكررةٍ ونمطيةٍ بالأيدي أو الأصابع أو الأشياء،
مثل اللعب بنفس اللعبة بشكلٍ مكرر، و مقاومة أي تغييرٍ فى الروتين، مثل
الإنتقال من مكانٍ لآخر أو حتى تغيير ملابسهِ أو نوع أكله.
5- القيام بحركاتٍ غريبة .. مثل رفرفة اليدين، وهزهزة الجسم.
6- الإرتباط الغير طبيعي بالأشياء .. فقد يُصر على الإحتفاظ بشيءٍ مامثل دميةٍ معينة، أو التفكير في فكرةٍ بعينها، أو الإرتباط بشخصٍ واحدٍ بعينه.
7- قد يكون الطفل أكثر نشاطاً أو أقل من المعتاد، مع وجود نوباتٍ من السلوك غير السوي (كأن يضرب رأسه بالحائط، أو يعض) دون سببٍ واضح.
*وقد يُعاني المصابون بالتوحد من إعاقةٍ أو اضطراباتٍ أخرى تؤثر في عمل
الدماغ مثل: الصرع، أو التخلف العقلي، أو الإكتئاب خاصةً في سن المراهقة.
كيف يتم تشخيص مرض التوحد؟ لا توجد اختباراتٌ طبيةٌ معينةٌ لتشخيص حالات التوحد، ويعتمد التشخيص
الدقيق الوحيد على الملاحظةِ المباشرةِ لسلوك الطفل وعلاقاتهِ بالآخرين
ومعدلاتِ نموه، فإذا اكتشف الوالدان أنه لا يستطيع نطق بعض العبارات مثل
(ما..ما، با..با)، ولا ينظر في عين الآخرين، ولا يبتسم لأحدِ عبارات
المداعبة، ولا يستجيب عند سماع اسمه، ويرتبط ارتباطاً شديداً بلعبةٍ واحدة،
ولا يستطيع نطق كلمتين حتى سن عامين فهناك احتمال أنه مصابٌ بالتوحد.
وتتفاوت أعراض التوحد من طفلٍ لآخر فقد تكون الإصابة بسيطةً إلى شديدة،
لذالك قد لا تظهر الأعراض مجتمعةً عند الطفل، وقد يلجأ الطبيب إلى إجراءِ
بعض الإختباراتِ الطبيةِ للتأكد من عدم وجود مشاكلٍ أخرى مثل إختبارات
السمع.
كيف يتم علاج مورض التوحد؟ بسبب طبيعةِ التوحد، الذي تختلف أعراضهُ من طفلٍ لآخر، فإنه ليست هناك
طريقةٌ معينةٌ بذاتها تصلح للتخفيفِ من أعراضِ التوحد في كل الحالات.
ويعتمد علاج التوحد بشكلٍ أساسيٍ على التدريب السلوكي الذي يُركِّز على
تنميةِ مهاراتِ التواصل الإجتماعية، ومهارات الحياةِ اليوميةِ في أصغرِ سنٍ
ممكنة، ويستجيب معظم المصابين لهذا النوعِ من العلاج بالإضافةِ إلى بعضِ
أنواعِ العلاجات الأُخرى التي يُحددها الطبيب المتخصص، مثل الأدويةِ
المضادةِ للإكتئاب، والأدويةِ المضادةِ للإضطراباتِ العقليةِ مثل السلوك
العدواني.
ويُعتبر تدريب أفرادِ الأسرةِ على كيفيةِ التعامل مع أعراض المرض وفهم كيف
يُفكر الطفل المتوحد وما هو عالمهُ ووسيلةُ التواصل المناسبةِ للطفل جزءً
هاماً من خطة العلاج.