عند جنوب شرق اسيا ثمة بلاد وديعة انتهكت الشيوعية والرأسمالية في القرن الماضي حرمة سكون طبيعتها الخلابة، ولم تستطع القبعات المخروطية التي يعتمرها سكانها حمايتهم من شر حرب حولت حقول القمح فيها إلى فخاخ متفجرة. إنها فيتنام التي تعيش في ذاكرة هوليوود أفلاما تظهر قبح حرب شنها الجيش الأميركي عليها في ستينات القرن الماضي بحجة إنقاذها من المعسكر الأحمر الشيوعي، لتخرج التظاهرات في بلاد العم سام مناهضة لحرب عبثية، ساخرة من أسيادها فغنى ضدها بوب ديلان «أسياد الحرب» Masters of War.
ورغم أنف كل الحروب خرج سحر فيتنام منتصرا كاشفا عن استوديو طبيعي زخرفه الزمن ونسق ألوانه ففاض زهوا ليشارك جاراتها لاووس وكمبوديا غربا والصين شمالا، وليرمي ألغازه في بحر الصين وخليجي تونكين وتايلاند.
هانوي العاصمة لفترة طويلة خضعت هانوي عاصمة فيتنام لقمع الشرطة، ولكنها اليوم نفضت عنها رماد رصاصه لتتباهى برونقها الطبيعي وتعود إلى ألوان الحياة.