أخية.. قد تسمعين أو تقرئين عن «حرية المرأة»! فهو موضوع ذاع صيته واشتهر.. وشاع بين الناس وانتشر.. فهل تدركين معنى ذلك! فالموضوع على ضخامة عنوانه.. واختلاف معارضيه وأنصاره.. لا يستحق – عند المسلمة الواعية – كثيرًا من التحليل والنقاش.. فهو واحد من مفردات شتى ومبادئ عدة قد حسم الكلام فيها بميثاق: لا إله إلا الله محمد رسول الله. فما الجديد؟ فلا إله إلا الله تعني الإذعان لله جل وعلا وعبوديته وحده لا شريك له. ومحمد رسول الله تعني الانقياد لما دلت عليه كلمة التوحيد من مفردات العبودية..
أخية.. فلا تنسي وأنت تتناولين موضوع «الحرية» أنك عبدة لله جل وعلا وأن مقتضى العبودية هو الانقياد الكامل والقبول التام لأوامر الله ورسوله. {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36]. فالخروج عن أوامر الله وطاعته هو فسق وفجور ولئن سماه من سماه «حرية» فإنما هو تلبيس وتضليل وتزيين. وهل يعقل أن تكون الحرية هي نزع الحشمة والحياء ومخالطة الرجال في الأرجاء؟! وهل يعد تمزيق الحجاب وانتزاع الجلباب من الحرية في شيء؟! إن الإسلام ما جاء إلا لتكريم الإنسان عامة ورفع ما عليه من إصر وأغلال، وإخراجه من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد. قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70]. ولقد خص الإسلام المرأة بالتكريم وجعل مكانتها في المجتمع عظيمة بما يكفل لها حقوقها ويرفع عنها إصرها ويضمن لها كرامتها.
- من تكريم الإسلام للمرأة: منذ أن لاحت شمس الإسلام في الآفاق، والمرأة المسلمة تعيش في ذروة الكرامة والعز، فلقد حفظها في مهدها فحرم وأدها، وحفظها في شبابها وصان عرضها، وأكرمها في أمومتها فأوجب برها، ورسم لها منهج حياة رصين يضمن لها السعادة في الدنيا والآخرة ويحفظها من التيه والضياع