تشتمل هذه النباتات على أعشاب مزهرة حولية أو ثنائية الحول أو معمرة، كما تشتمل على أبصال ومتسلقات وشجيرات تزينية وأشجار ونباتات صبارية وعصارية، وهناك نباتات للتحديد وأخرى لتشكيل الأسيجة ونباتات مائية ومسطحات خضراء.
وقد أعطيت هذه النباتات بمجموعها اهتماماً خاصاً من أصحاب البيوت والمشاتل ومن مسؤولي الحدائق الوطنية والخاصة وازداد الاهتمام بها مؤخراً نظراً لدورها الكبير في تجميل النوافذ والمداخل والشرفات والحدائق والمساحات ولكونها ملاذاً للترويح عن النفس وللهرب من ضغوط الحياة المدنية ومن الضغوط النفسية والاجتماعية.
وسنتناول في عرضنا هذا الأعشاب المزهرة في المقام الأول بفعل سرعة وسهولة اكثارها وانتاجها وبسبب قلة متطلباتها، وبفعل رائحتها الجميلة وتعدد ألوان أزهارها ولكونها تؤمن ازهاراً سنوياً متكاملاً بفعل باكورية بعض الأنواع وتأخر بعضها الآخر ومنها أنواع حولية وذات حولين ومعمرة.
الأعشاب الزهرية الحولية :
يقصد بالأنواع المزهرة الحولية تلك التي تزرع وتنمو وتزهر وتقطف وتموت وتعطي بذوراً خلال السنة الواحدة، أما الأنواع من ذوات الحولين فهي تكمل دورة حياتها خلال موسمين حيث تنمو خضرياً في الأول، وتعطي أزهاراً في الثاني. أما الأعشاب المعمرة فهي نباتات تزينية تتكاثر بالبذور وبالعقلة وتستمر بالنمو عدة سنوات دونما حاجة لتجديد زراعتها كل عام ومنها القرنفل والغريب والبنفسج والعبيتران والشاطئية وغيرها.
هذا وتعتبر الأنواع العشبية الحولية حجر الأساس بالنسبة لنباتات الزينة الخارجية فهي رخيصة الثمن وقابلة للقطف وقليلة المحتوى المائي في الزهرة الأمر الذي يسمح باستخدامها في صناعة الباقات الزهرية الجافة، أضف إلى ذلك وجود روائح عطرية في أوراق أزهار بعض هذه الأنواع وبالتالي إمكانية صناعة العطورات منها إضافة إلى استخداماتها الصيدلانية والطبية.
تزرع الحوليات الشتوية في شهر أيلول وتشرين وتشتل بادراتها طيلة فترة الخريف وتزهر في فصل الشتاء والربيع، وتزرع بذور الحوليات الصيفية من كانون الثاني وحتى آذار، وتزهر في شهر الصيف ويمتد إزهارها حتى شهر تشرين أول.
زراعة الحوليات العشبية الزهرية:
تزرع بذور الحوليات العشبية الزهرية في أرض المشتل أو في الأرض المستدامة أو أنها تزرع في المراقد بهدف التبكير في الإزهار أو أنها تزرع في صناديق خشبية تحتوي على تربة ناعمة وسماد عضوي متخمر ورمل وطمي.
تخلط البذور بمثل حجمها من الرمل بهدف حسن توزعها على كافة مساحة الحوض، وتفضل زراعة البذور على خطوط بفواصل محددة بين الخطوط وبين النباتات على نفس الخط، تغطى البذور بعد زراعتها بكمية من التربة يدوياً أو بالاستعانة بقطعة من الخشب ثم يسوى سطح التربة لتسهيل عملية انتاش البذور ويستحسن إضافة كمية 7.5 كغ من السماد العضوي الناعم لكل م2 من أرضية الحوض، تروى البذور مباشرة بعد تسوية الأرض وذلك بريات خفيفة ومتقاربة، ويفضل الري بالرذاذ لكي لا تنجرف البذور المزروعة مع مياه الري، يفضل الري الصباحي عن المسائي وعن فترة الظهر والعصر.
تزرع الأنواع كبيرة البذور مباشرة في الحقل الدائم دونما ضرورة للتشتيل أو النقل وتروى الأحواض بعد الإنبات بحسب الحاجة، تحتاج البذورة المزروعة بكثافة في المراقد إلى عملية تفريد حيث تؤخذ النباتات القوية (4-6 وريقات) إلى الأرض المستديمة لتزرع فيها مباشرة.
هذا ومن الممكن زراعة بذور الحوليات التزيينة في أكياس من البولي ايتلين الصغيرة ثم تنقل عند بدء الإزهار إلى الأحواض في الأرض المستديمة مع ضرورة المحافظة على المجموع الجذري للشتول وزراعتها مباشرة في الحوض الدائم دون تأخر أو لفها بخيش رطب أو بتراب رطب لحين الزراعة.
يمكن إجراء عملية ترقيع في الأحواض الدائمة حيث تستبدل النباتات الضعيفة و الميتة بشتلات قوية، يستحسن إزالة الأعشاب الغريبة كلما ظهرت ويكون ذلك بعد ظهور النوع المزروع بحيث يتم التمييز بين النبات المزهر وبين العشب كما أنه من المفيد تحريك التربة بمنكوش صغير مدبب الرأس لزيادة نفاذية التربة وللمساعدة في إزالة الأعشاب الضارة.
قد يكون من المفيد إجراء عملية تطويش وإزالة للبرعم القمي للساق الرئيسية ويساعد هذا في تشجيع نمو الأفرع الجانبية وزيادة في كمية الإزهار المتكونة كما في القرنفل ويستحسن إزالة الإزهار المبكرة لأن ذلك يشجع النمو الخضري الذي يعطي بدوره أزهاراً جيدة وعديدة كما هو الحال في نبات الهرجاية، كما ويستحسن إزالة الإزهار الميتة والذابلة باستمرار. تجمع البذور الناضجة في نهاية الموسم عند جفاف البتلات وقبل تفتح الثمار وتساقط البذور، تنشر البذورفي مكان جاف لتخليصها من الرطوبة ثم تجمع بعد جفافها وتوضع في أكياس وتخزن لإعادة
زراعتها مجدداً في الموسم القادم.
أهم الحوليات الزهرية المنتشرة في سورية
كثيرة هي الأنواع الحولية المزروعة والمنتشرة في سورية، وسنحاول التعرف على أهم هذه النباتات والوقوف
على أهم ميزاتها وخصائصها:
1- نبات المنثور : Mathiola incana
نبات حولي شتوي من الفصيلة الصليبية Cruciferae وهو عالي الأهمية وكثير الانتشار في الحدائق وله رائحة عطرية مميزة تخرج من النبات عند الغروب، موطنه الأصلي حوض المتوسط ومنه أنواع عديدة مثال M.Longipetala ذو البتلات الطويلة ثنائية اللون، أزهاره نجمية رباعية البتلات عطرية تتفتح عند الغروب.
نبات المنثور متوسط إلى عالي الارتفاع، أوراقه رمحية لسانية الشكل طويلة، لونها أخضر رمادي أزهاره غنية الألوان تتوضع في الجزء العلوي من الساق ومنها الأبيض والأحمر والوردي والأرجواني والبنفسجي والأزرق، الزهرة مفردة أو مزدوجة بحسب الأصناف، طول حاملها 60سم وهي صالحة للقطف، يتحمل المنثور الصقيع، ويعطي أزهاراً طيلة فصل الربيع وحتى أوائل الصيف عندما تكون الحرارة منخفضة، يحب النبات المواقع المشمسة والتربة الرملية جيدة الصرف ويمكن التبكير بإنتاجه من خلال زراعته في المراقد الداخلية، يزرع المنثور في الأحواض وعلى أطرافها وللتحديد بينها، أزهاره مرغوبة وتسوق تجارياً.
شكل نبات المنثور
2- البيتونيا : Petunia hybrida
نبات حولي شتوي من العائلة الباذنجانية موطنه أمريكا الجنوبية، وهو نبات هجين قوي النمو، ساقه قصيرة اسطوانية الشكل ونصف زاحفة عليها أوبار، الورقة بسيطة قلبية الشكل ذات عنق طويل تتوضع على الساق متبادلة ومتقابلة متصالبة في الجزء العلوي من الساق، الزهرة قمعية الشكل عديدة الألوان من الوردي والأحمر والبنفسجي والأزرق والمبرقش، البتلات تامة الحافة وذات أهداب وهي لا تصلح للقطف.منه أنواع عديدة تختلف في أشكال وأحجام الزهرة التي هي عادة بوقية صغيرة في النوع multiflora وكبيرة مشرشرة الحواف في النوع superbissima يحب النبات المواقع المشمسة والتربة جيدة الصرف ويزرع بالمكان الدائم أو بالمراقد قبل 6-8 أسابيع من موعد زراعة الشتول، للنبات أهمية تزيينية خاصة في الأصص وفي الأحواض.
شكل نبات البيتونيا
3- قرنفل الشاعر: Dianthus barbatus
نبات حولي شتوي قصير الساق موطنه أوروبة وآسية، منه أصناف ثنائية الحول متوسطة الارتفاع ومنه أصناف حولية مبكرة الإزهار تعامل كنبات حولي.يعطي النبات أزهاراً بكثافة عالية والإزهار مختلفة ومتعددة الألوان ولون مركزها مختلف عن لون البتلات، يفضل النبات المواقع المشمسة والأراضي جيدة الصرف، وينصح زراعة بذوره بالمراقد قبل 8 أسابيع من موعد نقل الشتول إلى الموقع الدائم، ويزرع أيضاً كنبات تحديد في الحدائق الأرضية والصخرية.
شكل نبات القرنفل البلدي
5- القرنفل الصيني : Dianthus chinensis
نبات شتوي حولي قصير إلى متوسط الارتفاع، موطنه أوروبا وآسية، ينمو النبات على شكل رابية، تحمل الساق أوراقاً رقيقة لونها أخضر يشوبها الزرقة، يعطي النبات كثافة زهرية عالية من الإزهار النجمية الشكل ذات رائحة عطرية خفيفة ألوانها متعددة. يزرع القرنفل الصيني كنبات حولي يتزامن في إزهاره في الربيع مع الليالي الباردة على أن شدة البرودة أو الصقيع قد يقضي عليه. ويحتاج النبات إلى نحو 12 أسبوعاً من الزراعة حتى الإزهار، ولذلك ينصح بزراعة بذوره في المراقد قبل ثمانية أسابيع من موعد نقل الشتول إلى المكان الدائم. ويمكن أن يصنف القرنفل الصيني ضمن مجموعة النباتات ثنائية الحول، ويمكن القول بشكل عام أنه من الممكن زراعة بذور القرنفل الصيني في المواقع الدائمة مباشرة في المناطق الساحلية الدافئة حيث لا تتعرض للصقيع، يزرع القرنفل في الأصص وفي الحدائق الصخرية، في الأحواض الأرضية وكنبات تحديد.
شكل نبات القرنفل الصيني
6- نبات الفيليسيا : Felicia amelloides
نبات حولي شتوي قصير القامة 23سم، موطنه الأصلي جنوب أفريقيا أوراقه خضراء داكنة، زهرته شعاعية عديدة الألوان ، أزرق، بنفسجي، يفضل النبات المواقع المشمسة ولا يتحمل البرودة والصقيع ويمكن زراعته في المناطق الساحلية السورية مباشرة في الموقع الدائم ويمكن استخدامه كنبات تحديد أو زراعته في الحدائق الصخرية وفي الحدائق العامة.
شكل نبات الفيليسيا
7- فم السمكة : Antirrhinum majus
نبات حولي شتوي متوسط إلى عالي الارتفاع بحسب الصنف، موطنه الأصلي هو حوض البحر الأبيض المتوسط للنبات شمراغ زهري منتصب يحمل العديد من الأزهار، تشبه زهرته أنف الإنسان.أوراقه خضراء بسيطة متقابلة على الجزء العلوي ومتصالبة على الجزء السفلي من الساق، الزهرة متعددة الألوان منها أبيض، وردي، أحمر، قرمزي، ارجواني، ومبرقش، وهي صالحة للقطف. يتحمل النبات الصقيع وينجح في الأراضي الرملية والدبالية جيدة الصرف ويفضل المواقع المشمسة والليالي الباردة، يسمى أحياناً بحنك السبع وينتشر بشكل واسع في الحدائق والبيوت والأصص.
شكل نبات فم السمكة
- سالف العروس : Amaranthus caudatus
نبات حولي صيفي من الفصيلة Amaranthaceae النبات طويل، يحمل عناقيد زهرية خيطية تشبه الحبال حمراء اللون، الأوراق خضراء فاتحة رمحية الشكل مدببة الرأس تتحول إلى اللون البرتقالي المحمر مع تقدمها بالعمر.يستمر النبات بالإزهار فترة طويلة دونما ذبولاً في الأزهار، يزرع النبات لجمال أوراقه وأزهاره التي لاتقطف. يوجد من الثقافة أمارانتس أنواع أخرى أهمها Calicifolius .