موضوع: الاعجازات العلمية في القران الكريم الثلاثاء 21 أغسطس 2012, 11:09 am
بسم الله الرحمن الرحيم،والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الغر الميامين.
المقالة الإولى:وتتضمن تحليلا للقولة الشهيرة التي صدرت من الوليد بن المغيرة في وصف أسلوب القرآن.
التحدي القرآني للعالمين لا يتوقف على أهلية المتحدى’، وقيام الحجة لا شك فيها وإن كان السامع بالقرآن ليس عربيا.وماذاك إلا لقيام حجة عقلية موازية لا سبيبل الى إنكارها مفادها أن عجز أهل اللغة العربية -أعنى المؤهلين للتحدي- دليل قاطع على عجز كل الناس فى الحال والمآل معا. ونزيد المسألة توضيحا بتحليل موقف مشهود منقول حدث فى بدايات النزول القرآني: أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال : يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوه لك فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله قال : قد علمت قريش أني من أكثر مالا قال : فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر أو أنك كاره له قال : وماذا أقول ؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعر الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلوا وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه قال : فدعني حتى أفكر ففكر فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره فنزلت ذرني ومن خلقت وحيدا وأخرجه ابن جرير وأبو نعيم في الحلية وعبد الرزاق وابن المنذر عن عكرمة مرسلا. سأقسم قراءتي لهذا الحدث الى مقامات أربعة: -مقام النقل والرواية. -مقام السياق والملابسة. -مقام مضمون كلمة الوليد. -مقام شكل كلمة الوليد.
المقام الأول:
لقد ذاعت كلمة الوليد وانتشرت فى الآفاق لحكمة أرادها الله عز وجل.ولتقريب هذا الحجم الهائل من مساحة الانتشار نلقي نظرة على هذه الأسماء من المفسرين والمحدثين والمؤرخين واللغويين والادباء-اعتمادا على بحث سريع وغير شامل فى برنامج حيسوبي-: الطبري.ابن كثير.القرطبي.الشوكاني.البغوي.البيضاوي.أبو السعود.السيوطي.النسفي.الألوسي.الثعالبي.الزمخشري.اب ن عاشور.الصنعاني.الزركشي.الزرقاني. البيهقي.الحاكم.العراقي.الالباني.ابن عبد البر.ابن حجر.المباركفوري.ابن تيمية.ابن القيم.الغزالي.عياض.الذهبي.الأدنروي.ابن الأثير.الجرجاني.ابن منظور.ابو السعادات ابن الاثير... هاأنتم أولاء ترون كم انتشر الخبرواستفاض واستحق لقب الشهرة المطلقة . وليس مقصودي إثبات صحة الخبر,فتلك نية اترفع عنها إذ حسبي عندئذ تصحيح واحد أو اثنين من النقاد.لكن مقصودي أن الله تعالى قضى أن تحفظ مقولة الوليد الكافر وتصل الى كل إنسان ويرددهاكل لسان.لتقرع كل الآذان.لم ذلك؟لعلاقتها المباشرة بإعجاز القرآن.
المقام الثاني:
لماذا جاء الناس الى الوليد بن المغيرة .؟ألأنه من زعماء قريش؟أم لصفة أخرى؟ الاحتمال الأول ضعيف.فما كان الناس يريدون "قراراسياسيا" بشأن مصير محمد بن عبد الله وإلا لقصدوا الى دار الندوة.ولكنهم كانوا يريدون "رأي خبرة" بشأن ما يقرأه محمد بن عبد الله. لقد أدرك الوليد مقصد الناس وحاجتهم الى خبرته فاهتبلها مناسبة على عادة العرب للتبجح والاستعلاء:"والله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعرالجن..." وشاء الله أن يصل الينا هذا لنكتشف حقيقة أن العرب فى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكونوا على مستوى واحد من معرفة الكلام وتذوقه.فثمة طبقتان على الأقل: العامة ممن يتكلمون الفصحى فى شؤونهم. والخاصة من مثل الوليد المستفتى الذي يتكلم كأبناء جلدته فى شؤون حياته لكنه يفضل عنهم بميزة نادرة هي قدرته على"الكلام على الكلام". ولتوضيح الفرق نشير الى ان المستعمل للغة عادة يكون منشغلا بمحتوى اللغة ومآربه حتى تشف اللغة أو تندك فى مقصوده فلا يلاحظها.أما الناقد اللغوي كالوليد فله شأن آخر مع المتكلمين :انتباه الى المحتوى وانتباه الى اللغة فى ذاتها.ومن ثم تأهل أكثر من غيره الى الفتوى فى القرآن.ولا شك انه سيكون لرأيه تبعات ثقيلة جدا.تبعات لم تفت ماكرا كأبي جهل فبادر الى شن حرب نفسية يتوسل بها الى إحداث ما هو شبيه بالتنويم المغناطيسي ليؤثر على صاحبه فتأتي الفتوى على مقياس الاشتهاء. إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوه لك. فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر أو أنك كاره له. فكأن أبا جهل يريد أن يلقن صاحبه الجواب.لكي لا تقع الكارثة. لكن الله قدر أمرا آخر: ان يصدر وصف القرآن من خبير فى اللغة والأساليب من جهة.وهذا الخبير واقع فى ظرف عصيب كل مفرداته تدعو الى مناوءة القرآن من جهة.
المقام الثالث:
قال : وماذا أقول ؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعر الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلوا وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته. هذا اعتراف الخبير. وأبو جهل كان يعرفه مسبقا.لذلك حاول "استصدار الفتوى".لكن سلطان القرآن على قلب الوليد كان أقوى بكثير من "وسوسة" أبي جهل في أذنه. وهكذا يصبح قول الوليد المحفوظ فى الناس بالتواترحجة على العربي والعجمي والاحمر والاسود. وإن لم يذعنوا له لزمهم الا يذعنوا لقول صيرفي فى نقود ولا قول طبيب فى مريض ولا شهادة مهندس فى بناء.فهل يلتزمون؟؟؟ وشاء الله أن يصدر هذا الرأي من كافر عدو لله ولرسوله ولكلامه.ليكون قوله فى القرآن فوق كل الشبهات.وليشهد العالم أن احتمال تواطؤ أو مجاملة غير وارد عند العقلاء.والحق ما شهدت به الأعداء. ثم انظروا الى أمر آخر: قال : فدعني حتى أفكر ففكر فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره . هاهو صوت الهوى بعد العقل.وشتان بين التلقائية والتكلف.وبين الصدق والكذب.قال : فدعني حتى أفكر.هل سيفكر فى القرآن.؟ هيهات.بل سيفكر فى الكذبة التي سيقولها للناس.
المقام الرابع:
أسلوب الوليد فى هذه الواقعة عجيب.فهو يرتفع -حين الصدق-الى درجة عليا من البلاغة.فوصفه للقرآن قطعة فنية لا تجارى.والظاهر أنه قال ذلك على البديهة قال ابن عاشور:وقد روي أن الفقرات الشهيرة التي شهد بها الوليد بن المغيرة للقرآن من قوله ( إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وما هو بكلام بشر ) قالها عند سماع هذه الآية -يقصد( أن الله يأمر بالعدل والإحسان ) الآية-. ويشاء الله ان يحكم الحجة: الوليد يشهد لبلاغة القرآن.وشهادته نفسها تنادي ببلاغة صاحبها.فتكون الحصيلة شهادة بليغ بتفوق بليغ خصم.وهذا منتهى الانصاف. ثم انظر الآن الى من كان محلقا فى أعالي الفصاحة-وهو صادق-كيف يهوي به التكلف الى حضيض الكلام-وهو كاذب-. لم يجد الغبي إلا أن يقول:هذا سحر .وهو تعليل من حقه أن يصدر عن السذج من الأطفال.لكنه الهوى و"التفكير
المقالة الثانية :وتتضمن أهمية الشعر الجاهلي مؤشرا على إعجاز القرآن.
معركة الشعر الجاهلي: يعتبر الأستاذ الكبير أبو فهر محمود محمد شاكر أذكى من عجم عود هذه المعركة وكشف عن سراديبها الخفية التي تنطلق من الشعر الجاهلي لتصل إلى القرآن وهو مقصودهم لا الأشعار.....وقد عرض الأديب الكبير –رحمه الله-بجلاء خطة أعداء القرآن في مقدمته الفذة لكتاب مالك بن نبي-رحمه الله-"الظاهرة القرآنية". لكن ما الرابط بين الشعر الجاهلي والتنزيل؟ أي ضرر في إنكار الشعر الجاهلي؟ ما مصلحة القرآن في امريء القيس؟ "الشعر الجاهلي هو أساس مشكلة إعجاز القرآن" هذا مفتاح اللغز. لقد انتبه المستشرقون إلى ما لم ينتبه إليه الباقلاني .....أدركوا منزلة الشعر الجاهلي في شأن إعجاز القرآن فحشدوا كل باطلهم لإتلاف الشعر الجاهلي.....والنية هي الاجهاز على شاهد الإثبات المقر بإعجاز القرآن....فما كانت معركة الشعر الجاهلي في واقع الأمرإلا معركة القرآن......ولعل الحقد على القرآن كان من القوة بحيث أعمى أبصارهم واستعانوا بالسفسطة والغش والتزوير بدرجة مكشوفة فضحها مستشرقون آخرون...غير أن أبناء جلدتنا –غباء أو تواطؤا- اعتبروا السفسطة منهجا علميا فادخلوها إلى الجامعات وروجوا لها فكانت النكسة الفكرية التي ما زلنا نعاني منها إلى الآن... ولتوضيح أكثر أقوم بترصيف التسلسل المنطقي للحلقات مبتدئا بالقرآن منتهيا بالشعر الجاهلي: -القرآن الكريم هو الدليل على نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس العكس.وإن كان العكس ممكنا: فقد نثبت النبوة من جهة ما فنستدل بها على صدق القرآن..لكن هذا النهج مرجوح جدا لأنه لا يصح لتلك الجهة التي يستدل بها أن تكون أنصع وأقوى من القرآن... -إذن القرآن دليل على النبوة....لكن ما الدليل على الدليل؟ لا يمكن للسلسلة أن تستمر إلى ما لا نهاية.....فوجب أن يكون القرآن دليلا على نفسه إنه: الاعجاز والتحدي . . - التحدي يستلزم متحدى... فلا مناص من وجود مجموعة تستجيب أو لا تستجيب .. لكن ينبغي للفئة المستهدفة أن تكون أهلا للتحدي ....لذلك اختار الله العرب ليقيم عليهم الحجة وبالتالي على الناس جميعا.....فالعرب وحدهم أهل الفصاحة والبلاغة والبيان ذوقا وانتاجا: أعني ب"ذوقا " قدرتهم على التميز بين مستويات القول وترتيب الأقوال على درجات البيان وسلم البلاغة.(انظر تحليلي لموقف الوليد ابن المغيرة ولقولته النقدية للأسلوب القرآني في معرض الرد على موقع أسرار القرآن في هذا المنتدى نفسه) وأعني ب"انتاجا" النظم الفعلي للكلام بحيث يظهر ذلك النظم قدرة عالية جدا على التعبير والإمتاع. -لكن دعوى فصاحة العرب وبلاغتهم مجرد دعوى ...فكل أمة تدعي أنها أفصح من أختها فكيف السيل إلى إثبات ذلك؟ السبيل هو "ما ترى لا ما تسمع": هذا شعرهم فأرجع فيه النظر مرات ومرات...قارنه بمن عاصروهم من الأمم...وتأمل في بيانهم العالي واستواء نسائهم ورجالهم فيه.ثم تأمل كيف غسل فحول الشعراء العرب أنفسهم من بعدهم أيديهم من طموح محاذاة مستوى شعر اجدادهم فضلا عن أن تسول لهم نفوسهم طمع التسامي والتفوق.... ثم انظر بعد ذلك إلى حكمة الباري عز وجل: كيف حفظ هذا الشعر في الوجود.....بينما اختفى من إبداع العرب أنواع وأنماط أخرى: غاب الانتاج النثري أو كاد......لأن المقصود أن نكون فكرة عن سليقة العرب وبلاغتهم العليا فحفظ الله الكلام الذي اتخذه العرب أنفسهم معرضا لبلاغتهم وهو الشعر الجاهلي. ومن هنا أيضا تفهم سر تكالب أعداء القرآن على الشعر الجاهلي دون غيره من شعر العصور. والآن , نعود على الأعقاب: -طمس الشعر الجاهلي والتشكيك فيه وتزييفه يؤول إلى طمس بلاغة العرب والتشكيك فيها و تزييفها.......بعبارة :سقط شاهد إثبات بلاغة العرب. -سقوط شاهد إثبات بلاغة العرب يؤول إلى نزع أهلية التحدي عنهم...فتحدي من لا يعرف البلاغة بالبلاغة لا معنى له... -إذن لا يمكن رصد إعجاز القرآن. -إذن لا دليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.. هذا البند الأخير هو بيت القصيد عند المستشرقين وأذنابهم الأغبياء والمتواطئين....لكنهم لم يصرحوا به..بل نقلوا المعركة إلى وجود أو عدم وجود امريء القيس ....لكنهم كانوا واعين بخبثهم أن نتيجة المعركة ستصل لا محالة إلى ما لم يفصحوا عنه. المقالة الثالثة:أين يوجد الإعجاز في القرآن.
قال أبوحيان التوحيدي: سئل بندار الفارسي عن موضع الإعجاز من القرآن فقال: هذه مسألة فيها حيف على المعنى، وذلك أنه شبيه بقولك ما موضع الإنسان من الإنسان؟ فليس لإنسان موضع من الإنسان، بل متى أشرت إلى جملته فقد حققته ودللت على ذاته، كذلك القرآن لشرفه لا يشار إلى شيء منه إلا وكان ذلك المعنى آية في نفسه ومعجزة لمحاوله وهدى لقائله، وليس في طاقة البشر الإحاطة بأغراض الله في كلامه وأسراره في كتابه، فلذلك حارت العقول وتاهت البصائر عنده... صدق بندار... فالاعجاز سار في القرآن كله لا تخلو منه آية ,وانطلاقا من هنا اقترح عبد القاهر الجرجاني نظرية النظم لتفسير إعجاز القرآن وذلك لحضور النظم في كل موضع :فلو كان الاعجاز مثلا متصلا بالاخبار بالغيبيبات أو بمطابقة المخترعات العصرية أو بحكمة التشريع ...لزم أن يخلو من الاعجاز ما ليس فيه ذكر للأول أو الثاني أو الثالث...والحال أن هنا آيات عديدة خالية مما ذكر ...لكنها معجزة قطعا.فثبت أن الاعجاز يجب أن يناط بوصف لا تخلو منه آية..........وما ذاك إلا النظم. صدق عبد القاهر... لكن كيف تتحول الكلمة "العادية" إلى كلمة "معجزة"؟ الكلمة العربية في ذاتها ليس فيها ما يعجز...فهي ملقاة على الطريق في متناول كل متكلم...لكن الشأن في "توظيف الكلمة في سياق" هذا هو النظم..وهذا هو موضع سمو القرآن فوق كل الأعناق... ولتوضيح الفكرة نقدم هذا المثال: كلمة "مكرمون"-اسم مفعول من" أكرم"- عادية جدا, مألوفة في معناها وغير غريبة في جرسها . لكنها في قوله تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) تحولت إلى معجزة حقيقية...فقد مهد لها بسياق فأدرجت فيه فأصبحت غير عادية...........والأعجب من ذلك أن المتدبر قد لا يلتفت إليها وهي المشعة بأنوارها الخفية...فجاز لنا القول" إن من وجوه إعجاز القرآن وجوده حيث لا يتوقع له وجود".. ظاهر أن الْمُكْرَمِينَ وصف للرسل الملكية خاصة ,وثناء عليهم...ولا يجوز دخول المضاف إليه في الوصف...فمقرر أن الصفة بعد المركب الإضافي تتلبس بأحد طرفي الإضافة ولا يجوز أن تتلبس بهما معا........فتقول:"هذا غلام زيد الكريم":فالرفع وصف للغلام , والجر وصف لزيد, ولا يقال " هذا غلام زيد الكريمين أو الكريمان " وتريد وصف الطرفين....بداهة أن المرفوع لا يكون وصفا للمنصوب وكذاك عكسه. ومع هذا فخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام في الآية قد مدح مرتين بوصف لم يوصف به هو, بل وصف به غيره!!!فليتأمل. ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ... هم ملائكة بررة.....أثنى ربهم عليهم وأشار إلى مكانتهم عنده: فهم من المكرمين. وهنا نلحظ امتداد الوصف إلى إبراهيم -عليه السلام-بواسطة اللزوم: ما اختار الله من ملائكته ليبعثهم إلى خليله إلا المكرمين منهم ...ومن لوازم ذلك أن إبراهيم مكرم آخر...فلا يختار الرسول المكرم إلا لمرسول إليه مكرم. هذا ثناء... ثم يسترسل السياق فنعرف قصة الضيف: إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26)
الخليل أكرم ضيفه بصورة نادرة-يرجع لمعرفة تفاصيلها إلى تحليل ابن القيم البديع في الرسالة التبوكية- ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ.... مكرمين عند الخليل الذي جاءهم بعجل سمين وهم مجهولون عنده... فالخليل موصوف بالكرم....... هذا ثناء آخر... فاعجب لصفة لم يوصف بها هو دلت مع ذلك على ثناءين عنه: التكريم: إبراهيم واقع عليه. الكرم :إبراهيم واقع منه.