دليل الحرارة والرطوبة في تربية الحيوان . تربية الحيوان . دليل تربية الحيوان . دليل الرطوبة في تربية الحيوان
عند تعرض الحيوانات مثل الأرانب على سبيل المثال لدرجة حرارة عالية فإنه يحاول باستخدام طرق مختلفة (مثل زيادة سرعة التنفس, و فرد و مد الجسم في أقفاص التربية للتخلص من الحرارة بالإشعاع و كذلك بالتوصيل) في التخلص من درجة الحرارة الزائدة بقدر الإمكان و إن لم يفلح في ذلك فإنه قد يحدث سلسلة من التغيرات في سلوك و فسيولوجيا الأرنب, و منها انخفاض استهلاك العلف و كذلك انخفاض كفاءة التحويل الغذائي و اختلال اتزان التمثيل الغذائي لكلا من الماء والبروتين و الطاقة و الأملاح المعدنية, و كذلك التفاعلات الإنزيمية والإفرازات الهورمونية و نواتج التمثيل الغذائي في الدم. فعند ارتفاع درجة الحرارة عن 35 درجة مئوية لا يستطيع الأرنب تنظيم درجة حرارة الجسم الداخلية, و عليه يحدث العديد من التغيرات البيولوجية كنتيجة للعبء الحراري.

و درجة الحرارة المحيطة بالحيوان لها علاقة وثيقة بجميع عوامل الطقس الأخرى مثل الرطوبة النسبية و الفترة الضوئية و الإشعاع الشمسي و الرياح إلى أخره من العوامل الأخرى, و لكم من بين هذه العوامل تعتبر الرطوبة النسبية أكثرها أهمية, حيث يزداد الإحساس بالحرارة مع الزيادة والارتفاع في الرطوبة النسبية. و على أساس ذلك تم عمل دليل من كلا من درجة الحرارة و الرطوبة النسبية يعتبر كمقياس لمدى تأثر الحيوان بالحرارة و العبء الحراري الواقع عليه و مدى تأثير ذلك على بيولوجية الحيوان وفي النهاية على إنتاجه والعائد الناتج منه.

يتكون هذا الدليل من معادلة عن طريقها يمكن تحديد مدى تعرض الحيوانات الزراعية للإجهاد الحراري و المعادلة هي:
THI = db 0F- (0.55 - 0.55RH)
حيث db هي درجة حرارة الترمومتر الجاف بالفهرنهيت, RH هي عبارة عن الرطوبة النسبية و هنا يتم قسمة الرطوبة النسبية على 100.
وهذا الدليل يستخدم مع الحيوانات الكبيرة مثل الماشية والأغنام و الماعز. و الرقم الناتج عن التعويض في المعادلة يدل على مدى تعرض الحيوان للعبء الحراري من عدمه فلو كان الرقم الناتج أقل من 72 درجة فذلك يعنى غياب العبء الحراري وأن الجو مناسب لنمو الحيوانات و زيادة إنتاجها و قيامها بوظائفها الفسيولوجية والتناسلية على وجه أمثل و ينعكس ذلك في النهاية على زيادة إنتاجها و جودة المنتج منها.
أما إذا كانت الدرجة الناتجة تتراوح بين 72 إلى 78 فإن ذلك يعنى أن هناك عبئ حراري متوسط أو مقبول و يمكن تلافيه بسهولة باستخدام التهوية ووسائل التبريد المتاحة بالمزرعة. أما إذا كان الرقم أكبر من 78 درجة فهذا يعنى أن هناك عبئ حراري كبير و قاسى على الحيوانات في الشكل و الحالة التي تنعكس و بشدة على الإنتاج و على انخفاض معدلات النمو وانخفاض استهلاك العلف و اختلال العمليات الفسيولوجية والتناسلية بالجسم مما يؤدى في النهاية إلى نفوق الحيوانات.
أما في الحيوانات الصغيرة مثل الأرانب والدواجن, فإن دلالة الأرقام تكون على النحو التالي, إذا كان الرقم أقل من 82 درجة فيدل على غياب العبء الحراري و إذا تراوح بين 82 – 84 درجة فيكون هناك عبء حراري متوسط, أما إذا زاد عن 86 درجة فيعنى أن هناك عبء حراري شديد و يجب تجنب حدوثه تداركه بسرعة في حالة حدوثه و بكل الوسائل المتاحة حتى لا يؤدى لنفوق الحيوانات.

و لقد قام الأستاذ الدكتور / فايز مرعى الأستاذ بقسم الإنتاج الحيواني بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق – مصر عام 2001 هو و باحثين آخرين بتعديل لهذه المعادلة بحيث تتلاءم أكثر مع الحيوانات الصغيرة مثل الأرانب و المعادلة الجديدة هي على النحو التالي:
THI = db oC - [( 0.31 - 0.31 RH)(db oC - 14.4)].
حيث أن C = درجة حرارة الترمومتر بالدرجات السيليزية ,RH هي الرطوبة النسبية مقسومة على 100
و القيم الناتجة من المعادلة تكون على النحو التالي: إذا كانت القيمة أقل من 27.8 فهذا يعنى غياب العبء الحراري وإذا كانت الدرجة تتراوح بين 27.8 - 28.9 فهذا يعنى و جود عبئ حراري متوسط يمكن تحمله و تلافيه بسهولة باستخدام أجهزة التهوية المتاحة. وإذا كانت الدرجة تتراوح بين 28.9 - 30 فهذا يعنى و جود عبئ حراري قاسى, أما إذا كانت الدرجة أعلى من 30 فهذا يعنى وجود عبئ حراري قاسى جدا و شديد التأثيرعلى الحيوانات و يؤدى مباشرة إلى النفوق. و للعلم فإنه يمكن تطبيق هذه المعادلة على الحيوانات الكبيرة و لكن مع تغيير قيم الدرجات بدلا من تلك المذكورة بحيث تكون القيم هي أقل من 22.2, ومن 22.2 – 23.3, و من 23.3 – 25.6, و أكثر من 25.6 درجة على التوالي كما هو الحال في الترتيب مع الحيوانات الصغيرة والدواجن.

و من كل ذلك يتضح أنه بازدياد الدرجة الناتجة من المعادلة (أيا كانت المعادلة المستخدمة) فهذا يدل على وجود عبئ حراري على الحيوانات و يكون من نتيجته التأثير على جميع العمليات الفيسيولوجية والتناسلية والإنتاجية و بالتالي يؤدى في النهاية إلى انخفاض الإنتاج و كذلك انخفاض جودة المنتج النهائي مما يؤثر على القيمة والقدرة التسويقية له.