يفرز الفص الأمامي للغدة النخامية (سيدة الغدد الصُّم في الجسم) هرمون النمو. ولكن الغدة النخامية لا تستطيع أن تتصرف بذاتها، بل يتحكم في إفرازها جزء من الدماغ يسمى تحت المهاد hypothalamus الذي يفرز هرمونين: الأول هرمون يحث الغدة السيدة على إفراز هرمون النمو. والثاني: هرمون سوماستاتين الذي يوقف الغدة السيدة عن الإفراز.
يصل هرمون النمو بعد إفرازه من الفص الأمامي للغدة النخامية إلى خلايا الكبد، وهناك توجد مستقبلات لهرمون النمو، فتقوم هذه الخلايا بإفراز عامل نمو يشبه الإنسولين ويسمى insulin-like growth factori وهذا العامل يوصل رسالة النمو الحيوية.
منذ عشرين عاما تم تشييد هرمون النمو الاصطناعي لاستخدامه في عدد من الاضطرابات الصحية لدى الكبار والأطفال.
قد يعاني بعض الأطفال نقصا جزئيا في توفر هرمون النمو، وقد يعاني بعض الأطفال نقصا كاملا لهرمون النمو، الأمر الذي يؤدي إلى قصر شديد في قامة الطفل، أما الذين يعانون نقصا جزئيا في إفراز في إفراز هرمون النمو فيتعرضون إلى قصر قامة ملحوظ.
يؤثر نقص هرمون النمو على طول الطفل في فترة قبل البلوغ، فإن تم تعويضه بهرمون النمو الاصطناعي فإنه يعيد الطول للطفل ما دام الطفل لم يصل لسن البلوغ بعد؛ لأن تأثير الهرمون قبل البلوغ يؤثر في الطول. أما بعد البلوغ فلا توجد فاعلية لهرمون النمو في تصحيح قصر القامة.
لذا على كل أم أن تتفقد صحة أولادها من الثقافةين، خاصة بعد مرور سنتين أو أكثر من عمر الطفل؛ لتلاحظ أي نقص في الطول. وعليها أن تتوجه لطبيبة الأطفال أو طبيبة الغدد للوقوف على حقيقة هذا النقص، وتصحيحه قبل سن البلوغ، سواء كان النقص في الطول لأسباب وراثية أو أسباب ناجمة عن خلل صحي مكتسب.

تسلم ايديكى ياقمر
موضوع جميل اوى