يرتبط قصر قامة الطفل بنقص "هرمون النمو growth hormone" الذي تفرزه الغدة النخامية pituitary gland الموجودة في الدماغ. وقد يستجيب قصر القامة إلى المعالجة بإعطاء هرمون النمو البشري على شكل عقار. لكن هناك كثيرا من حالات قصر القامة التي لا يصاحبها نقص في مستوى هرمون النمو في الدم، وبالتالي لا تستجيب للمعالجة بهرمون النمو.
حديثا، نشرت شركة أدوية بحثا يبين أن قصر القامة قد ينجم عن نقص هرمون آخر غير هرمون النمو. وهذا الهرمون معروف باسم "عامل النمو شبيه الإنسولين-1 insulin-like growth factor type 1 (igf-1)". جاء هذا الكشف في المؤتمر العالمي الثاني عشر المنعقد في برشلونة في البرتغال في أوائل هذا الشهر 9/2004م.
تقوم الآن شركة أمريكية بتصنيع "عامل النمو شبيه الإنسولين igf-1"، وإجراء التجارب على الأطفال قصيري القامة. ويقول تقرير الشركة إن دراسة سريرية استمرت 10 سنوات تم فيها استخدام "عامل النمو شبيه الإنسولين igf-1" وأدى إلى مضاعفة معدل النمو في الطول في السنة الواحدة.
تفرز الغدة النخامية هرمون النمو من الدماغ، وعندما يصل لخلايا الكبد يقوم بتنبيه مستقبلات هرمون النمو، وهذه بدورها تنشط الجين المسؤول عن عامل النمو igf-1 الذي يبدأ بالتدفق والانتشار إلى الغضاريف والعظام ويزيد في نموها.
هناك من الأطفال قصيري القامة لديهم كمية كافية من هرمون النمو، لكنه لا يعمل كما في الأطفال الأصحاء. وقد يرجع ذلك إلى عدم قدرة هرمون النمو على تنشيط مستقبلاته، أو لوجود تلف خلوي في الكبد، أو أن هناك خللا من نوع ما في "عامل النمو شبيه الإنسولين igf-1".
في هذه الحالة يكمن الحل في إعطاء "عامل النمو شبيه الإنسولين igf-1"، وبذا يتم تجاوز الخلل في توفير "عامل النمو شبيه الإنسولين igf-1"، وتنبيه النمو في الغضاريف والعظام.
تعمل الشركة المنتجة على تسجيل هذا الهرمون لدى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ومن المعلوم أنه لا توجد بحوث علمية منشورة عن هذا الهرمون وتأثيره على النمو من قبل خبراء مستقلين.
من الآثار الجانبية الناجمة عن استخدام "عامل النمو شبيه الإنسولين igf-1" نقص مستوى سكر الدم. وقد يكون ذلك بسبب كَوْن عامل النمو مُطوَّر من هرمون الإنسولين، ومعروف أن زيادة هرمون الإنسولين في الدم تؤدي إلى انخفاض مستوى سكر الدم.

تسلم ايديكى ياقمر
موضوع جميل اوى