مرض لين العظام من أخطر الأمراض التي تصيب الأطفال.. وتخاف منه كل أم؛ نظراً لأضراره الشديدة على الأطفال.. وتدور العديد من التساؤلات في أذهان الكثير من الأمهات حول هذا المرض.. فما أسباب هذا المرض؟ وما وسائل الوقاية منه؟ وما كيفية علاجه؟!
توجهنا بهذه التساؤلات وغيرها إلى الدكتور حسن الحميلي (استشاري طب الأطفال).. فأجاب عنها، وأفاد بالعديد من الإرشادات والتنبيهات المهمة..
* بداية.. نود أن توضح لنا الفرق بين هشاشة العظام ولين العظام؟ وهل مرض هشاشة العظام يصيب الأطفال كما يصيب الكبار؟!
مرض "لين العظام" يسمى أيضاً في اللغة العربية "الكساح"، وهو عبارة عن نقص الكالسيوم في العظام، والمعروف أن الكالسيوم هو المكون الأساسي للعظام، وهو الذي يجعلها قوية صلبة، فإذا قلت نسبة الكالسيوم في العظام أصبحت لينة هشة سهلة الكسر والاعوجاج، وهو يصيب في الغالب الأعم الأطفال، ثم في النادر النساء اللاتي يتواصل عندهن الحمل والولادة دون إعطاء كالسيوم كافٍ لهن، ويسمى حينئذ "هشاشة العظام" في الكبار.
* ما هي أسباب لين العظام عند الأطفال؟ وهل هو من الأمراض الوراثية؟
السبب الرئيسي للين العظام عند الأطفال هو نقص فيتامين "د"، وهو الفيتامين المسؤول عن ترسيب الكالسيوم في العظام، ونقص فيتامين "د" يكون إما من نقص في غذاء الطفل الرضيع أو قلة وندرة تعرضه للشمس؛ حيث إن ضوء الشمس عندما يلامس جلد الإنسان فإنه يحول بعض المواد به إلى فيتامين "د" الذي بدوره يرسّب الكالسيوم في العظام.
* ما هي الأعراض المصابة لمثل هذا المرض؟ وهل يتم التشخيص بناءً على ظهور هذه الأعراض فقط، أم يمكن اكتشافه قبل ذلك؟
الأعراض المصاحبة لمرض لين العظام: تأخر الجلوس والحبو ثم المشي لدى الطفل الرضيع، وتقوّس ذراعيه والساقين بطريقة ملفتة، ثم كثرة الإصابة بالنزلات الشعبية والمعوية.
وبالنسبة لاكتشاف مرض لين العظام بالفعل يمكن اكتشافه الآن بسهولة بعمل بعض التحاليل قبل ظهور أعراض المرض على الطفل.
* ما هي وسائل الوقاية من مرض لين العظام؟
طرق الوقاية منه: تعريض الطفل الرضيع لضوء الشمس المباشر حوالي نصف ساعة يومياً خصوصاً في الصباح الباكر.
إعطاء الطفل فيتامين "د" ولكن ننصح أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب؛ لأن الإسراف في إعطاء هذا الفيتامين أو إعطائه بدون داعٍ يؤدي إلى أمراض أخرى قد يكون أشد سوءاً من مرض لين العظام مثل تكلس الكلى، وغيرها.
* هل توجد أنواع من الأغذية تساعد على الوقاية منه، سواء للأم الحامل قبل الولادة أو للطفل بعد الولادة؟
الأغذية التي ننصح بها هي مركبات الألبان حيث إنها غنية بالكالسيوم.
أما بالنسبة للطفل الرضيع فإننا ننصح بإعطائه أغذية بداية من الشهر الخامس، والأم التي ترضع رضاعة طبيعية ننصحها دائماً بإعطاء الطفل فيتامينات، لكن - كما قلنا من قبل - تحت إشراف الطبيب.
* في حالة إصابة الطفل بهذا المرض.. ما كيفية علاجه؟ وهل مع العلاج تختفي أعراض هذا المرض عند بلوغ الطفل سناً معينة؟
علاج مرض لين العظام سهل وبسيط، ولكن قد يستغرق مدة تصل إلى عدة أشهر في الحالات الشديدة من المرض، فهو يحتاج إلى صبر من الوالدين والطبيب كذلك، ومع العلاج تختفي معظم أعراض المرض (بإذن الله)، لكن إذا لم يتم العلاج فإن تشوهات العظام تستمر مع الطفل وهذا يؤثر على نموه فيما بعد.
* ختاماً.. نود توجيه بعض النصائح والإرشادات لحماية الطفل من مشكلات العظام بأنواعها..
الغذاء الجيد المتكامل للأم منذ الحمل وأيضاً قبل الحمل، بل قبل الزواج! والغذاء المتكامل لا يعني أبداً الإسراف في الطعام أو البدانة..!
إعطاء الطفل بعض الفيتامينات بقدر معقول، خصوصاً في أشهر الحمل الأخيرة تحت إشراف الطبيب أو الطبيبة.
الرضاعة الطبيعية هي الهبة والنعمة الربانية للأطفال فلا نحرمهم منها، والرضاعة الصناعية لا تقارن أبداً بهذه النعمة الربانية.
تعريض الرضيع للشمس كما سبق أن قلنا.
وأخيراً.. مهم جداً.. عمل مسافة معقولة بين الحمل والذي يليه.. في رأيي لا تقل عن سنتين..!

تسلم ايديكى ياقمر
موضوع جميل اوى