موضوع: كيف تستخدمين المضادات الحيوية لأبناءك بذكاء الخميس 09 أغسطس 2012, 4:25 pm
إنها تفعل الأعاجيب في العدوى الجرثوميةِ عند الأطفالِ، لَكنَّها لا تلائم كُلّ طفل أَو كُلّ مرض. لذلك على الأم الذكية، أن تعرف كيف تستخدم المضادات الحيوية عندما يحتاجها أبناءها، وأن تعرف كيف ومتى وكم المقدار الكافي منها. إذا كان لديك أطفال، فالاحتمالات هي أنك تعرفين على الأقل إحدى هذه الأسماء: زيثروماكس، أوجمينتين، بيديازول. في الحقيقة قد تعرفين الثلاثة كلها و فوقها زخم من المضادات الحيوية الأخرى التي يصفها الأطباء في هذه البلاد للأطفال تحت عمر 15 -- حوالي 100,000 مرة كلّ يوم. أكثر الأدوية انتشاراً: في الولايات المتحدة، يصف الأطباء المضادات الحيوية للأطفالِ أكثر مِنْ أيّ دواء آخر، ويعود السبب جزئياً إلى أنها تحارب العديد مِنْ الأمراضِ التي تُصيبُ الصغار مثل التهاب الحلق الوبائي (التهاب الحلق بالمكورات السبحية) والتهاب الأذن والمثانة. لكن بقدر ما قد يكون لهذه العقاقير من مفعول عجيب فإن استعمالها بشكل صحيح و آمن لَيس بهذه البساطة، كما أنها قد تُحدث آثاراً جانبية مهيّجة، مثل عدوى الخميرة والإسهال، ثمّ إن هناك مشكلات سوء الاستعمال والإفراط في الاستعمال اللذان يُهدّدان تأثيرَ المضادات الحيوية أيضاً. كيف نتقي الأخطار العلاجية: يقول بول أي. أوفيت (دكتور في الطب، ورئيس قسم الأمراض المُعدية في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا) والمؤلف الرئيسي لكتاب كسر عادة استخدام المضادات الحيوية: "يصاب الأطفال بالبكتيريا ذات المقاومة المتزايدة للمضادات الحيوية الأكثر شيوعاً. ويتطلب الأمر أحياناً إدخال الأطفال إلى المستشفى لتلقي العقاقير عن طريق الوريد، والأسوأ من ذلك موت الأطفال في حالات نادرة بسبب أن بعض أنواع البكتيريا أصبحت مقاومة لجميع أنواع المضادات الحيوية المعروفة". فهَلْ يَعْني ذلك أنّه يجب علينا التخلي عن العقاقير التي تُحاربَ التهاب السحايا والالتهاب الرئوي والتي خفضت معدل وفيات الأطفال بشدّة في هذه البلادِ خلال القرن الماضي؟ بالطبع لا. المفتاح ، وفقاً للخبراءِ، هو أَنْ نزيدَ من فَهْمنا لما يمكن أن تفعله المضادات الحيوية لأطفالنا وما لا يمكنها أن تفعله، وكيف يُمْكِن أَنْ نُساعد هذه العقاقير لتَعْمل بسهولة وفاعلية قصوى. - كيف تعمل عقاقير المضادات الحيوية بالضبط؟ يقتصر عمل المضادات الحيوية على شيء واحد فقط، ألا وهو استهداف البكتيريا وقتلها. يَقُولُ جيفري ستارك، دكتور في الطب، ومدير السيطرة على العدوى في مستشفى أطفالِ تكساس، في هيوستن: "لا تخفف المضادات الحيوية من حدة الألم، ولا تشفي الأنسجة، إنما يتمثل عملها ببساطة في إعطاء الجسم فرصة للبَدْء في شَفَاء نفسه بشكل أسرع وأفضل عن طريق قتلها للجراثيم." يوضّحُ وليام فيليبس، دكتور في الطب، وحاصل على ماجستير في الصحة العامة, وأستاذ إكلينيكي للطبِّ العائليِ في جامعةِ واشنطن- كلّية الطب، في سياتل، أن العقاقير تؤدي عملها بشكل عام عن طريق اختراق جدار الخلية الجرثومية ومن ثم تعطيل قدرةَ الكائن الحي على العمل، لِهذا يُمْكِنُ للعقاقير أن تقضي على البكتيريا، التي هي عبارة عن خلايا، ولَيْسَ لَها تأثيرُ على الفيروساتِ، التي هي في الأساس عبارة عن رُزَم من المادّة الوراثية. إن الفيروسات هي السبب للغالبية العظمى من أنواع العدوى التي تصيب الأطفال— كنزلات البرد، وهجمات الأنفلونزا، والعديد من التهابات الحلق، وحتى بعض أنواع التهابات الأذن. لكن يصف الأطباء المضادات الحيوية في مثل هذه الحالات بنِسَب هائلة، فعلى سبيل المثال، حوالي 10أطفال فقط مِنْ كُلّ 100 طفل تم إحضارهم إلى الطبيب مصابون بالحُمَّى هم في الحقيقة مصابون بالبكتيريا، ورغم ذلك فإن 60 منهم سَيُعطى مضادات حيوية، وفقاً لأقوال د.أوفيت. يَقُولُ ريتشارد بيسير، دكتور في الطب، ومدير حملةِ مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها للتَرويج للاستعمال الملائم للمضادات الحيوية في المجتمع، في أطلانطا: "تُظهر عدد مِنْ الدِراساتِ أن الأطباء السريريين من المحتمل أَنْ يَصفوا المضادات الحيوية إذا ما اعتقدوا أن أحد الأبوين يريد ذلك -- في الحقيقة حتى و لو لم يرد أحد الأبوين ذلك." لِهذا يُعد التثقيف والتواصل المفتوح بين الآباء وأطباءِ الأطفال أمراً رئيسياً للتقليل من تعرّض الأطفالِ غير الضروريِ للمضادات الحيوية. - لماذا يجب علي الاستمرار في إعطاء طفلي المضاد الحيوي إذا شعر بتحسن بعد بضعة أيام؟ - حين نصاب ببكتيريا ضارة تتضاعف الجراثيم في أجهزتنا بالملايين حتى نصبح مرضى ، و تستطيع المضادات الحيوية، مجتمعة مع آليات الدفاع الداخلية في أجسامنا، مساعدتنا في قتل تلك الجراثيم. يقول د.ستارك: "سيبدأ طفلك في الشعور بتحسن بعد بضعة أيام فقط، لكن لا يعني ذلك القضاء على البكتيريا كلها." حين لا يتم استكمال مدة العلاج، يبرأ جهاز الشخص من أضعف الجراثيم فقط تاركاً المجال للسلالة الأقوى لتنمو. و يقول د.ستارك أيضاً: " هذا قد يعني نكسة في المرض لطفلك ، و الاحتمال هو أن هذه الهجمة لن تستجيب لنفس المضاد الحيوي، كما يعني هذا أيضاً إمكانية تناقل سلالة من البكتيريا ذات مقاومة أقوى إلى الأطفال في دور الرعاية النهارية، و في المدرسة، و في المجتمع على نطاق واسع."