أولي خطوات الاعتماد علي النفس عند الطفل هو تناول الطعام بنفسه‏، ورغم ذلك نجد أن العديد من الأطفال لا يستطيع حتي سن السنتين أن يأكل بمفرده‏..‏ لذا يجب تشجيعه علي الإقدام علي هذه الخطوة المهمة في حياته‏.‏



ويسعى الطفل دائما لأن يتناول طعامه بمفرده في محاولة لتقليد الكبار، كما توضح د. هبه سامي اخصائية علم النفس في حديثها مع صحيفة "الأهرام" المصرية، فيبدأ في جذب الملعقة الي فمه, ونظرا لعدم قدرته في هذا السن الصغيرة علي التحكم فيها يمسكها بالمقلوب، وبالتالي يفرغ كل المحتويات علي ملابسه وعلي الأرض مما قد يصيب الأم بالغضب.. وكثير من الأطفال يتعجلون الوصول الي هذه المرحلة ويلجأون لاستخدام اصابعهم لتناول الطعام حين يشعر بعجز عن استخدام الملعقة مما يجعل الطعام يتناثر في كل مكان فتقوم الأم بجذب الملعقة من يديه وتطعمه بنفسها تجنبا لذلك, وبهذا تؤخر من قدرته علي الاعتماد علي نفسه.



لذلك تنصح الدكتورة هبه بتركه يحاول مع مراقبة كمية الطعام في الملعقة حتي يمكنه ابتلاعها دون مشكلات مع وضع مفرش من البلاستيك علي المنضدة وتحت الكرسي حتي يمكن مسحها بسهولة بقطعة من الأسفنج بعد أن ينتهي الطفل من طعامه أو استبدال الفرش بورق جرائد بحيث يمكن التخلص منه في النهاية واذا شعرت الأم أن الوقت غير مناسب لأن يتعود الصغير اتباع العادات السليمة لتناول الطعام فلا داعي للتعجيل لأن هذا يحدث في وقت لاحق.



ولاتهتمي ببقايا الطعام التي تتناثر منه لأنه يجب الآن أن يعتاد الاعتماد علي نفسه أولا. أما اذا انقلب الأمر بمجرد اللعب أو العبث بمحتويات الطبق كأن يستخدم الطعام لتلطيخ وجهه وشعره, كوني حازمة واسحبي الطبق من أمامه وقطعي الطعام قطعا صغيرة حتي يمكنه التقاطه بسهولة, سواء كان بالشوكة أو باصابعه كما يمكنه أيضا بلعها دون أي مشكلة, واختاري نوعية الطعام الذي يلتصق بالملعقة بسهولة مثل البوريه والأرز باللبن والجبن الأبيض حتي يسهل عليه التحكم في الكمية.



عند تناول الشوربة يجب ألا تكون ساخنة حتي لاتؤذيه ويفضل أن تكون سميكة وذلك بهرس بعض الخضراوات فيها أو اضافة الكريمة لها مما يسهل عليه أكله بالملعقة.