هذا الحديث دليل على وجوب صوم رمضان إذا ثبتت رؤية هلاله شرعاً .
ويدل كذلك على وجوب الفطر إذا ثبت رؤية هلال شوال شرعاً ، وأنه يجب إكمال شعبان ثلاثين يوماً إذا حال غيم أو نحوه دون رؤية هلال رمضان .
ويدل أيضاً على وجوب إكمال رمضان ثلاثين يوماً إذا حال غيم أو نحوه دون رؤية هلال شوال ؛ لأن الأصل بقاء الشهر فلا يُحكم بخروجه إلا بيقين .
ولا يُشترط أن يرى الهلال كل واحد بنفسه ، بل إذا رآه من يثبت بشهادته دخول الشهر أو خروجه ثبت الحكم .
ومعنى قوله : " فإن غُمَّ عليكم " أي سُتِرَ الهلال وغُطي بغيم أو نحوه .
وقوله : " فاقدُروا له " أي أبلغوه قدره ، وهو تمام ثلاثين يوماً ، ويؤيد هذا المعنى رواية الصحيحين ( فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ) .
وهنا مسألة مهمة كثيرا ما تُطرق في هذا الوقت ، وهي :
حكم صيام يوم الشك ؟
يوم الشك هو ليلة الثلاثين من شعبان إذا لم ير فيها الهلال لغيم أو غبار أو نحو ذلك ..
ولا يجوز صيام يوم الشكّ ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإكمال شعبان ثلاثين إذا غُم الهلال لأن تلك الليلة من شعبان بحسب الأصل فلا تكون من رمضان إلا بيقين ، ولقول عمار بن ياسر رضي الله عنه : " من صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم " رواه الترمذي (686) والنسائي (2188) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (553) . راجع أسئلة الموقع رقم (26850) (13711) ( 26860 )
وينبغي الاهتمام بهلال شعبان حتى تُعرف ليلة الثلاثين التي يُتحرى فيها هلال رمضان .
ويستكمل الشهر عند عدم الرؤية لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحصوا هلال شعبان لرمضان " رواه الترمذي 687 وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 565
ومعنى الحديث : اجتهدوا في إحصاء شعبان وضبطه بأن تتحروا وتتراءوا منازله لأجل أن تكونوا على بصيرة في إدراك هلال رمضان فلا يفوتكم منه شيء .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..