يقولون ان من بقى فى دنياه ولايجد احد بجواره يطلق عليه وحيدا ..واخبرونى ان كل من تركه اقرب الناس الى قلبه فانه بذالك يصبح وحيدا
رايت اناس تائهون جلست معهم وسالتهم من هو الوحيد اجيبونى ؟ فاخبرونى ان الوحيد من وجد نفسه دون مرشد لطريق او معين فى شدة او قريب فى ازمة ابتسمت بدهشة ولم اتكلم بعدها
سرت بين الطرقات وجدت رجلا على وجهه تراب الزمان وقد افنت قوته الالام ودموعه جفت جالس بجانب الطريق وسط رخات المطر وبرودة الشتاء لا يلبس الاقميصا مزقته ايدى القسوة قلت هذا من يخبرنى فقد اجد فى كلماته اجابة لمعنى الوحدة وعندما سالته نظر الى ولم اكد ارى عينيه وقال ياصغيرى هذه هى الوحدة ان تشعر بكل تلك الاهات .. اخذت بيديه وادخلته فصول ربيع قد ولى من زمانى وفات فابتسم وقال الان جاء الامل وتركنى وذهب وقبل وداعه قال لى : لم تكن تلك الوحده فلا وحدة بوجود الامل ..
ذادنى ذاك العجوز حيرة من امرى اتعبنى السير فى ارض الجحيم فجلست استريح بجانب الممر الضيق بالقرب من سكن احبتى الذين تركونى وعندما شعرت بوحشة الى كلمات حبى امام اعينهم اسرعت وهربت مثل طفل صغير يخاف من شبح اخبرته عنه امه قبل ان تموت
وفى لحظات هروبى جاء بخاطرى كل الاراء ولم اجد شيئا يقترب مما اشعر به فى حياتى فالان انا جسد بلا روح وعين بلا رؤى وقلب لايدق واحساس تائه فى كل اللحظات وقلمى الان يكتب كل كلماته بطريقة لا اعلمها فهو فقط يرثى ماكان فيا من جمال
وهناك فى اخر بلدة الحيرة التى طالما سكنت فى شوارعها الضيقه التى كادت ان تقطع كل انفاسى جلست على بحر امواجه عاتيه تكاد ان تصرخ من شدة علو امواجها ومع ارتفاع تلك الموجه علمت انها الوحدة ولاكن عندما جف البحر فى لحظات تيقنت شيئا عن نفسى
اننى لا اعد منهم تلك الذين اتصفو بكلمة وحيدين بل اننى اصبحت وحيدا بوحدتى