لـــقـــاء بلا مـــوعـــد
"روايـــة رومــانــســيــة جريــئـــة"
الـفـصـلـ الأولـ
كانت جالسة في المطعم وساقها تضرب في الأرض بقوة
تحاول إخفائها من تحت الطاولة تجاهلت العينان أمامها
واللتان تصران على التحديق فيها وعدلت من جلستها لتضع راحة يدها
على خدها والأخرى تطرق بأصابعها على الطاولة
التقت عيناها دون قصد بالعينين الحادتين وأطالت النظر فيهما
لأول مرة منذ مجيئها إلى هذا المكان وأحست أنهما تشدانها إليهما
فأبعدت عينيها عنه بسرعة ونظرت إلى الطاولة وفكرت بالذي جاءت
من اجله وتساءلت (ألن يأتي)
وفجأة انتبهت إلى أن الرجل الذي لاحقها بعينيه قد اختفى..
وشعرت بضيق ووحدة وفكرت بدهشة (ماذا أصابني؟ منذ قليل كنت
متضايقة من نظراته والآن..) وأخذت تبرر لنفسها
(ذلك لان المكان خالي من الزبائن وكان هو وحده موجود هنا)
وتذكرت عينيه كانت معبرتين وفوجئت إذ وجدت عينيه أمامها في
نفس الوقت إذن فهو لم يرحل
، نظر إليها وبدا الهزل في عينيه بلعت ريقها وهي تراه يسخر منها
حسنا ربما لم يخطر بباله أنها كانت تفكر به
جلس على مقعده وبعد لحظات كانت بيسان قد شعرت بأقصى حد من الملل
والضيق فقد مضت ساعة وهي تنتظر الرجل الذي تواعدت معه
وهي لن تنتظر أكثر
وقررت أن تنهض وتغادر وفي هذه اللحظة تفاجأت عندما وجدت الرجل
الذي يجلس بعيدا عنها أمامها الآن
ويبدو انه قال شيئا لكنها لم تنتبه وعندما وجدها تنظر متسائلة
وتقول وهي تحدق في العينين الحادتين التي أربكتها: ماذا؟
ظهر شبح ابتسامة على شفتيه
وقال: من الواضح انه لن يأتي ((صمتت قليلا))
ثم قالت بتعال: وهل أنت بديل عنه؟ ابتسم
وقال:كلا لكني أريد الجلوس هنا فحسب فهل يمكنني ذلك؟
وجلس دون أن ينتظر ردها فقطبت حاجبيها وضحكت مستغربة
من تصرفه وقالت:لقد فعلت لتوك ابتسم لها
وفي هذه المرة كان قريبا ليزيد من اضطرابها واستغربت ذلك
وانتبهت إلى انه يحدق فيها بإمعان
حاولت أن تنظر إليه وان تسبر غور عينيه الغامضتين لكنها لم تجد الجرأة
لتطيل النظر إليه نظرت إليه .. تبا له
كم هما جريئتين وقحتين عينيه حتى يرمقها
بهذه النظرات المتفحصة وكأنه يريد التهامها
ولاحت على شفتيه شبه ابتسامه وهمس: كم أنت فاتنة!
اضطربت بيسان وخجلت من ملاحظته وجرأته
وقالت له بعد لحظة: أتتغزل بي وأنت لاتعرفني؟!
وهل من الضروري أن أعرفك ؟قال بابتسامة عابثة
قالت لنفسها(وقح)
نظرت إليه ثم قالت:هلا تبعد نظراتك عني
ابتسم قليلا وقال: حسنا.. رغم أنها تصدر رغما عني
ولكن بعد أن نتعارف
نظرت إليه بصمت
كانت نظراته الآن عادية..مااسمك؟
قال لها بهدوء
قالت : بيسان (( تكلمت بهمس))
صمت قليلا
ثم قال:ألن تسأليني عن اسمي ؟
قالت :- اووة نعم
قـال لها: الياس
نظرت إلى الطاولة ثم رفعت عينيها بعد لحظة
والتقت بعينيه ولفهما سحر غريب وظلا هكذا لحظات
حتى قطع عليهما صمتهما الغريب وقوع احد
الأكواب على الأرض من يد النادل
وسمع صوت رئيس الخدم يوبخ النادل بعدها نظر الاثنان
إلى بعضهما لثانية واحدة ونهضت بيسان
وقالت بيسان :لابد أن اذهب الآن عن إذنك
رد الياس : لماذا العجلة؟
بيسان : لقد تأخرت وعلي أن اذهب قالت بسرعة
وقال هو:هل لديك سيارة؟
بيسان : لا في الحقيقة أوصلني السائق الخاص بنا لكني لم اطلب منه أن يعود الي
بما انه من المفترض أن...
لم تكمل كلامها وقال هو يكمل كلامها:أن تعودي مع الرجل الذي انتظرته
لم تعلق بيسان وأكمل الياس مبتسما بأسف وسخرية:لكنه لم يأتي للأسف
لم تتحمل كلامه وقالت بسرعة ونفاذ صبر: آه كما قلت
ولكني سأتصرف
وأسرع يقول:سوف أوصلك
نظرت إليه باستغراب
وقالت: كلا لاداعي لذلك سوف.. قاطعها:إن الوقت متأخر
ولايمكن أن تضمني الشاب الذي تصعدي معه
نظرت إليه وبدا على وجهها السخرية وقالت: حقا ولا أنت بالطبع
قال ربما لكن بإمكانك أن تجربيني " قال بجدية "
صعدت معه سيارته وهي تشعر أنها لابد مجنونة لتصعد مع رجل غريب إلى سيارته