الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 التحنيط ( الفصل الاول )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Ahmed Hamdi
.:: مؤسس الموقع ::.
Ahmed Hamdi


معلومات العضو

التحنيط ( الفصل الاول ) Empty
مُساهمةموضوع: التحنيط ( الفصل الاول )   التحنيط ( الفصل الاول ) Icon_minitimeالإثنين 31 أكتوبر 2011, 9:11 am

التحنيط ( الفصل الاول )

الفصل الأول


أصل العقيدة عند المصريين القدماء:.


التحنيط ( الفصل الاول ) 10
من بعد الرمز تأتى العقيده التى تشكل الزاويه الثانيه في المثلث النظري في فكر المصري القديم (الرمز_العقيده_الفن)

والعقيده المصريه كانت ولازالت محل فضول وشغف..كما انها كانت ولا زالت تتعرض للتشويه الفكري على الرغم من اعتراف الكثير من العلماء وخاصة في مجال الدين بفضلها على الفكر الانسانى بشكل عام

والعقيده المصريه هى عقيده اصليه في عمق تاريخ الانسان المصري منذ بدايته

فبالرغم من تعدد الاسر المصرية الحاكمه القديمه واختلاف شكل واثر المقدسات من اسره حاكمه الى اخرى وتباين المدن والاقاليم المصريه وكذلك عصر الاضمحلال او الاضطرابات التى ادت الى تخلف فكري مقارنه بما كان يسبقها او يليها

وكذلك بالرغم من تطور شكل هذه العقيده وخاصة في تؤيلاتها الفلسفيه واساطيرها عبر العصور

للتاريخ المصري القديم وبالرغم من هذا التطور قد حصل عددا من العلماء يحاولون الاشاره الى ان العقيده المصريه القديمه هى مجموعه من العقائد وذلك ربما لسلب المصري القديم احقيته في كونه اول انسان ذى عقيده واحده ناضجه

ولكن هذا ادى الى تضليل

الرؤيه الواضحه لنضج الفكر المصري القديم مقارنة بعصره

وكانت افضل الطرق لهؤلاء العلماءللتدليل على هذا الامر هو الاشارة الى كثرة الحيوانات التى اتخذتها الاقاليم كمقدسات لها ..

وهى في حقيقة الامر وكما تجرأ واثبت عكس ذلك العالم اليهودى الامريكى


هنري بريستد فقال:.

(وقع الناس في خطأ حين اعتقدوا ان قدماء المصريين عبدوا الحيوانات وانما كانت رمزا للعواصم والمدن)

اما عن الاعتبار الروحانى للكلمه وهو ما اوضحه المورخ والمفكر طارق البشري

(ان العقيده هى ما نعتقد في النفس او
العقل وهى مسلمه لانها تحتضن دليلها في ذاتها وتستمده في ذاتها وتدور معه
والدين يعتمد على الاعتقاد بوجود الذات الالهية بالغيبية اي التى لايمكن ان
يتكهنها العلم ولكن يمكن ادراك اثارها مع العلم بانها مطلقة القدره والقوة وانها واجبه الطاعة والعبادة بالطريقة التى رسمتها للبشر)[1]



واذا كان لفظ العقيدة في حد ذاتها له
دلالة معقدة ومركبه هكذا .. فلابد تخيل مدى تاثير عقيده بدأت واستمرت لما
يزيد عن 10500 عام من عصر البشرية قبل ميلاد المسيح



فمن المنطقى ان تمثل هذه العقيده وخاصة اذا تميزت بالنضج وكذلك بكونها كمركز للاشعاع والتنوير في العصور القديمه ان يكون لها اكبر الاثر على طريقة ورؤية البشرية لفكرها الدين التالى لها

وقد اعتقد المصريون
القدماء في بعث وحياة اخرى بعد الموت وان الحياة كلها ماهى الا دورات
متكامله من ولاده وطفوله وشباب وهرم ووفاة ثم ولاده اخرى وهكذا كما اعتقدوا
ان نهر النيل العظيم كان يفصل بين حياة الدنيا والاخره




. فقد عاش اجدادنا غالبا على الضفه الشرقية للنيل وبنو عليها مدنهم وقراهم بما فيها من مساكن ومعابد.


في حين خصصت الضفه الغربيه في اغلب الحالات للجبانات الزاخره بالاهرامات والمقابر والمعابد الجنائزية وقرى العمال والفنانين.


وقد حدث هذا التقسيم للحياة الدنيا والحياة الاخرى كنتيجه طبيعيه لعقيدة الشمس التى تصور المصريون
من خلالها ان الشمس هى واهبة النور والدفئ والنماء ومن خلال ملاحظتهم
لشروق الشمس من خلف الهضاب الشرقيه وغروبها في الهضاب الغربيه واعتقادهم
ايضا بانها تنير لؤلائك الابرار الذين رحلو الى العالم الاخر رحلتها
الليلية من الغرب الى الشرق عبر سماء اخرى او عالم اخر [2]وكانت عبادة الشمس ايضا عباده ارستقراطية تتميز بالخصوصية لا تخص الا بالملك ومن يحيطون به .

بينما عبادة اوزوريس عبادة عامه تنادى بان كل فرد له حياة تاليه للموت وسوف يتعرض المتوفى للمحاكمه على يد 42 اله ويقوم اله انوبيس
لى صورة ابن اوى وهو اله الجبانة بمراقبة الوزن بينما يسجل الوزن الاه
نحوت الذى يحمل رأس الطائر ابيس وبعد ذلك ينكر الميت ارتكابه لخطيئه معينه
ومثل هذه الخطايا تكون على علاقة بسلوك الشخص في الدنيا وتوضح السلوك
الاخلاقي الغام في ذلك الوقت وبعد الانتهاء من هذا الاعتراف السلبي يعلن ان
الميت صادق في القول وبذلك يجتاز العقبه ويقدم لاوزوريس [3]



ولقد اوحت الشمس ايضا للمصري القديم
بعملية التطور هذه حيث تولد صغيره خافتت الضوء خلف الجبال الشرقية لتصل
الى زروتها وسط النهار ثم تبدأ رحلة الخفوت لتغرب كلية خلف الهضاب الغربية
ولكنها تعود مره اخرى في الضباح التالى متجددة الحياة [4]



وليس هناك شك في ان الاعتقاد في الخلود بعد الموت في عالم اخر يرتبط تماما بالاعتقاد في وجود اله يشرق على العالمين


العالم المادى الذي يعيش فيه الفرد والعالم الاخر المفترض ان يصل اليه البشر بعد الموت [5]

كما ان المصري القديم يعتقد في ان الروح ترجع بعد الموت فاصبح بحفظ الجثث عندهم اهمية ظيمه نظرا لبقاء الروح وتنعمها في حياتها الاخروية

حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.

(ان الروح اما روضه من رياض الجنه او حفره من حفر النار)

وهذه العقيده القديمه الجليله دونوها في قراطيس الموتى ذاكرين ان الانسان مركب من روح جسد شبح فرمز للروح براس انسان

حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.

(ان ارواح الشهداء في طيور خضر)

وهذا يؤيد العقيدة المصرية .
واما الجسد فهو الجثه المحنطه..... واما الشبح فرمز لها بالتماثيل التى توضع مع الميت [6]

وقد امن المصريون
القدماء ببعض المعتقادات الروحية عن الحياة الاخرى في العالم الثانى وعلى
الخلود والذى يظهر حاليا في قبورهم البدائيه البسيطه وغفي طريقة دفن موتاهم
ووسائل حفظ اجسادهم من الفناء


ولهذا ظهر تاثير الاساطير القديمه واضحا على حياتهم وعلى طريقة دفن موتاهم لحفظها من البلاء وذلك في اولى محاولاته في تحنيط اجساد الموتى في عصور ما قبل الاسرات
كما امنو بان الروح خالده وانها سترجع بعد
مفارقتها الجسد عند الوفاة مره اخرى اليه فاذا وجدته في حاله مفقودة او لا
يصلح لان تسكنه فانها ستظل بدون جسد وبهذا يمةت الانسان الى الابد [7]



ومن المعروف ان الشعب المصري منذ بداية حضارته على ارض مصر يواجه عناية فائقه


فقد كان المصريون
يفكرون في موتاهم بغير انقطاع ولا يدخرون وسعا في العناية بهم والاهتمام
برعايتهم كما كانو يودون ان لا تفنى زكراهم فكان من الواجب رعاية الموتى
المساكين الذين لا حول لهم [8]


وللتمهيد للبعث وتامينه كان لابد من
الهتمام والمحافظه على جسد المتوفى بمكوناته (خت _ قلب ويسمى ايب_ طاقة او
فاعلية وتسمى كا_اسم رن _ ظل شو _روح خالدة وتسمى با_ النورانية او
الشفافية وتسمى اخ)[9]

ولكى يبقى سليما لتأوى اليه الروح مع وضع
الاثاث الجنائزى الضروري للحياة في العالم الاخر ثم تلاوة المتون والشعائر
الجنازية لروح المتوفى لان مصير اوزير المهيمن على العالم الاخر ولهذا
اعتنق اغلب الناس عقيدة اوزير حتى يصيروا فيما بعد الموت مثل اوزير ويصلو
الى نعيم الاخره ويتمتعو به كما ياتمتع به اوزير في العالم السفلي

وكان رع يزور عالم اوزير كل ليلة حاملا
معه البهجة والطاقة والحرارة والنشاط ويبعث من جديد في الصباح ومعه
المتوفى....وقد اتسم مفهوم المصري القديم بالنسبه الى الموت بالغموض والازدواج


فالمفهوم الأول الذي وصف بوحدانية الروح:.

يرى الموت باعتباره حالة ضرورية من اجل
الوصول الى الحالة الابدية مثلما يوجد ايقاع في الطبيعة والفضول فان ذلك
الانسان يحب ان يموت من اجل العالم الاخر


فالدورة الشمسية وفيضان النيل وتناقصه تؤكد كلها فكرة الموت هذه فبقد استطاع البعض ان يرد المضمون الخاص بالموت بمثابة

(عقيدة ترتكز على فكرة دين) [10]

فدور فيضان النيل تتضح من خلال انه ياتى
كل عام في موعد معين يغمر الارض اليابسه ويبعث فيها الحياة مرة اخرى لتمتلئ
بالخضره والنماء ثم تجف مره اخرى حتى فيضان اخر ولقد ظن البعض ان المصري القديم
قد بذل جهدا كي يتغلب على الموت من اجل الخلود والدليل على ذلك انه بنى
اهرامات شاهقة الارتفاع او مقابر منحوته في الصخر عميقه لكى يخفي فيها جسده
الذي تعلم ان يحافظ عليه بالتحنيط وبما اصطحب معه من برديات مختلفة تحوى
التعاويذ المختلفة الجنائزية والسحرية وربما اوقض من اوقاف تمده بالغذاء
بعد الممات ايضا كى يظل هو بجسده او بروحه حيا وربما كانت الوفاة ضرورية
للجسد وصولا لحياة اخرى سعيدة وولادة جديدة حيث لا متعة في الحياة عندما
يهرم هذا الجسد[11]



ماهو ســــر التحنيـــــط :.
تم مؤخرا اكتشاف سر التحنيط واكتشاف مواده وطرقه فقد اكتشف المصري القديم التحنيط
عن طريق ترك الجثة فوق الرمال الحارة التي تغطيها أشعة الشمس إذ وجد أن
الجثة لا تتحلل سريعا وقد ذكر هيرودوت بعض الطرق و من هنا استطعنا اكتشاف
سر التحنيط ،وطرقه كالتالي :


1-استخراج المخ من الجمجمة بالشفط عن طريق
الأنف باستعمال الازميل والمطرقة للقطع من خلال الجدار الانفل وبعد ذلك
يسحب المخ من خلال فتحة الانف بسنارة محماة ومعقوفة

و استخراج احشاء الجسد كلها ما عدا القلب
(( مركز الروح والعاطفة )) وبذلك لا يبقى في الجثة اية مواد رخوة تتعفن
بالبكتريا اما بالفتح او حقن زيت الصنوبر في الاحشاء عن طريق فتحة الشرج .


2-يملى تجويف الصدر والبطن بمحلول النطرون
ولفائف الكتان المشبعة بالراتنج والعطور وهى جميعا مواد لا يمكن ان تكون
وسط للتحلل والتعفن بالبكتريا .


3-تجفيف الجسد بوضعه في ملح النطرون الجاف لاستخراج كل ذرة مياه موجودة فيه واستخلاص الدهون وتجفيف الانسجة تجفيفا كاملا .

4-طلاء الجثة براتنج سائل لسد جميع مسامات
البشرة وحتى يكون عازل للرطوبة وطاردا للاحياء الدقيقة والحشرات في مختلف
الظروف حتى لو وضعت الجثة في الماء او تركت في العراء .


5-في أحد المراحل المتقدمة من الدولة الحديثة
تم وضع الرمال تحت الجلد بينه وبين طبقة العضلات عن طريق فتحات في مختلف
انحاء الجثة وبذلك لكى تبدوا الاطراف ممتلئة ولا يظهر عليها اى ترهل في
الجلد .


6-استخدام شمع العسل لاغلاق الانف والعينين والفم وشق البطن .


7-تلوين الشفاه والخدود بمستحضرات تجميل .

8-لف المومياء بأربطة كتانية كثيرة قد تبلغ مئات الأمتار مدهونة بالراتنج
يتم تلوينها باكسيد الحديد الاحمر ( المغرة الحمراء ) بينها شمع العسل كمادة لاصقة في اخر السبعين يوما التى تتم فيها عملية التحنيط.
ان اساس علم التحنيط هو تجفيف الجثة تماما ومنع البكتريا من الوصول اليها و علم التحنيط يدرس حاليا في جامعة oxford في بريطانيا و الذى سيدرس في القريب العاجل في بعض الكليات في جامعة القاهرة بمصر.
ايضا بعض الاختلافات او بعض التطورات فى المفاهيم الجنائزيه [12]وبوجه عام كان الجسد يواجه الشرف فى العصور التاريخيه بينما فى عصور ما قبل التاريخ
كانت الموتى تضجع على جنبها الايسر والرأس الى الجنوب فى مواجهه الغرب
ولقد كان الغرب هو الذى سادت عنده الفكره بأنه ارض الموتى فى كل الازمنه
حتى العصر القبطى
. والذى كانت له " امنتى" فهى الترجمه للمفهوم الاغريقى عن عالم الموت
ولقد كانت المعبوده امنت تجسد الغرب وتمثل عاده انها مرحبه بالميت فى
عالمها وهناك كانت تستقبل الشمس الغاربه , ولا ريب فى ان حقيقه اختفاء
اختفاء الشمس فى الغرب قد اصلت مفهوم الغرب كعالم للموتى وعلى الرغم من ان
تشييد العديد من الجبانات ايضا فى شرق النيل الا انه نظريا كانت كل الموتى
تدفن فى الغرب الجميل وكانت ترحل الى الغرب عبر الطرق الجميله التى يرحل
عليها المجلون اى بمعنى الموتى.

وليس ادل على ايمان المصرى القديم بالموت ثم البعث مره اخرى من تلك الحكمه التى اوصى فيها الحكيم انى الى ابنه ليستعيد الحياه مره اخرى .. مقال له
"اذا اتاك رسول واخذ هبته ليعمل ضدك , فلا
تقل انى ما زلت صغيرا , انك لا تعرف امنيتك , فالموت يأتى ويتحكم فى الطفل
بين ذراعى امه كما يتحكم فى الرجل الكهل "
[13]
فهذه الحكمه يتضح ان الفراعنه امنوا بالموت مثلما امنوا بعوده الروح وعوده الحياه مره اخرى الى المتوفى .[14]
ومع ذلك فإن الكثره الغالبه من اجناس البشر
بدائيين ومتحضرين التسليم بان الشخصيه او الذات الانسانيه انما تخمد بموت
جسده .كذلك على خلاف ان يأخذوا بهذه النظره. لما افتقد الجسد ما يحركه بل
وما يبقى عليه , فأما وقد امن –اصلا لوجود روح ونفس وشبح قريب يكون زمنا
مرتبطا على كل حال بالأرض قريبا من الجسد او فى الامر فلسوف يسعى المتوفى
الى تهدأه روحه سواء من حسب او تكريم وعلى الارجح عن خوف من عوده الروح الى
مساكنهم فتزعجهم او تؤذيهم , ومن ثم كان الحشد الغفير مما عثر عليه فى
المقابر المصريه من عصر ما قبل الاسرات حتى العصور المتاخره.
[15]
وقد ذكر جفرى بارندر عالم الاديان المقارنه
فى النصف الثانى من القرن العشرين فى كتابه المفتقدات الدينيه لدى الشعوب
ان من الامور الغريبه, وجود الكثير من علماء المصريات
بالقرن العشرين كانوا قد اقرروا فى كثير من مؤلفاتهم بان هناك العديد من
الدلائل او الاشارات التى توحى او تشير الى الوحدانيه فى العقيده المصريه القديمه
ثم يعدون وينسبون ما عدا اقليه التى جرأت على التكهن بعكس ذلك مثل عالم
يدعى جفرى بارندر ولقد استضعف هذا الرأى كما انه فى مواقع اخرى كثيره قد
سلب المصريين
احقيتهم فى كثير من النظريات التى استبقوا العالم بشكل واضح . فهذه
الاشارات الى امكانيه تواجد عقيده الوحدانيه عند اقليه من حكماء المصريين
القدماء وانه لا يمكن ان تكون هناك امكانيه التعميم.. بالرغم من ان الكثير
من هذه الاشارات قد وجدت جنبا الى جنب الرموز الادبيه والتشكيليه والتى قد
ترجموها او فسروها على انها الهه متعدده كما ذكر العالم " فرنسوا ديماس"
فى كتابه اله مصر عن ادب الوصايا الخلقيه .
[16]


التحنيط ( الفصل الاول ) Anubis
وسائل تامين الخلود وحفظ الجسد:-
ما من شعب من شعوب العالم اهتم باموت كما اهتم به قدماء المصريين , وبالامل فى البعث الى الحياه بعد الموت , ويجب الا نتصورهم قوما مولعين بالموت فقد كتبوا عنه
" الموت امر بغيض يجلب الدموع والاحزان يخطف
الرجل من بيته ونلقى به على كثيب رملى من الصحراء , لن تعود الى الارض او
ترى الشمس ........."

واذا كانت اعظم امنيه لكل مصرى هى ان يحظى بدفن طيب , فأنه يود ان يأتيه الموت بعد عمر طويل . كان كل مصرى
فى ان يعيش حتى يبلغ 110 سنوات من العمر وكانت حالات الموت كثيره , وكلها
طبيعيه تقريبا . وهى عباره عن الموت بسبب الشيخوخه او بحادث او بالقتل
وياتى المرض الى الشخص نتيجه لعداء ساحر او عداء شخص ميت , وكذلك كان بوسع
المرء ان يتقى المرض بواسطه السحر

اختف يا من تأتى الظلام , يا من تأتى
سرا........ هل اتيت لتلقى تعويذه الموت على هذا الطفل ؟ لن اسمح لك بذلك ,
هل اتيت لتخطفى ؟ لن اسمح لك بأن تخطفه "

كذلك قسمت الالهه الحياه والموت حسبما ارادات واخوف من كان يخافه المصريون رسل سخمت او باستت الذين كانوا رسل الموت , ولم يكن لدى قدماء المصريين اله يمثل الموت , ومع ذلك فقد كانوا يخاطبونه دائما على انه لص بغيض
"" كنت طفلا صغيرا عندما خطفت بالعنف اختصرت
سنوات حياتى وانا وسط زملائى فى اللعب . انتزعت فجاه فى شبابى كرجل يروح فى
سبات عميق . كنت شابا عندما جزفنى الموت الى المدينه الابديه , وذهبت امام
سيد الالهه دون ان احظى بوقتى على الارض , لى كثيرا من الاصدقاء ولكن لم
يستطيع اى واحد منهم ان يدافع عنى .. اقام كل شخص فى المدينه مأتما وعويلا
عندما رأى ما حدث لى بكى كل اصحابى تضرع ابى وامى للموت , واغشى على كل
اخواتى......""

ولكن كل هذا دون جدوى واذا كانت صوره الموت المحتوم امام كل مصرى
بأستمرار , فأنه لم يمهل الاحتياطات الممكنه واعطى قبرا ليطمئنه على حياته
بعد الموت وفى الوقت ذاته كان يتمتع دائما بملذاته على الارض ." اتبع قلبك
والملذات التى ترغب فيها . اصنع ما شئت على الارض . ولا تخالف قلبك سيأتيك
اليوم الحداد ولن يرجع البكاء اى انسان من العالم الاخر اقض يومك فى غير
ملك واعلم ان المرء لن يستطيع ان يأخذ معه ممتلكاته ولم يسبق قط ان رجع اى
انسان بعد ان ذهب هناك"
[17]
كما ان معرفه الموت كنهايه حتميه تميزات
الانسان بصفته فردا وانسانا فى مجتمع وذلك منذ اقدم المجتمعات الانسانيه
والامر لا يتعلق ابدا بأحساس يشعره الحيوان هن نهايه فيختبىء ليموت ولكن
بأمر مشترك للجميع ويدخل حينذاك فى اطار سباق اجتماعى من العزاء والدفن .
ويعبر عن ذلك بالاحتفاظ بطريقه او بأخرى بالجثمان ويوجد ذلك ايضا منذ عصر
ما قبل التاريخ فى مصر
حينما يدفن المتوفيين فى جرات او فى الارض حيث لم يكن يحدث تحنيطها بل
تجفيف طبيعى مع وجود بعض الحلى والفخار بين هذه البقايا مهما كانت فقيره
على وجود اهتمام اصلى عندما يفعل بالاموات..
[18]
وقد تصور المصرى القديم ان الحياه فى العالم الاخر مثلها مثل الحياه على الارض حيث يوجد سماء الارض , ونظرا لان الزراعه كانت عماد الحياه فى مصر ايضا ستكون ذلك فى العالم الاخر .. حيث تصوروا العالم الاخر حقول من القمح والشعير يحصدونها ويتمتعون بالخير الوفير والامان.
وكان من المعتقد ان الماوى الاخير للأنسان
المعروف فى الاصطلاح المتداول باليقين هو دار النعيم الابديه .. تأوى اليه
الروح بعد استقرار الاجسام فيها بأمن وطمأنينه ولهذا اصولها من المكانه
والاحترام المكانيه الادبيه المطابقه لهذا الاعتقاد وكانوا يتفننون فى
تشيديها .

فالموت لم يبلغ ابدا خوف البشر من الموت
الحاضر دائما ومن غير الممكن التخلص منه بسهوله . ان نفس الاشخاص المنادين
بأهميه الاستمتاع بالحياه كامله قد خصصوا لانفسهم فى نفس الوقت جزءا لا
يستهان بها من مواردهم لتحضير مقبره مجهزه تجهيزا كاملا لوفاتهم وسوف تأوى
مومياهم وتمكن بقائهم ...
[19]
وقد كرم القدماء الانسان متمثلا فى جنسهم من
حيث اصله وصورته فتخيلوا انفسهم اقرانا لألههم الخالق , وصورا من العلى
امام السماء , صدرو عن بدنه ومن عينه ومن دموعها وقد شجع ذلك قائلهم على زن
يدعو لأخيه برضا ربه الذى فيه يعنى بذلك اليقين الالهى الذى يعمر قلبه او
نفس وذلك اعتقادا يختلف عن اعتقادهم فى معبود يضمه ويرعاه ويتعهده ويعتبره
هو ربه واباه المقدس الذى انجبه , وربطت العقائد المصريه القديمه بين الكيان المادى والمعنوى للأنسان فى دنياه واخرته.
[20]

وقد كان من الضرورى بادىء ذى بدء ان يحتفظ
بالجثمان بأحسن طريقه ممكنه . والا تعرضت للتعفن الكامل .. الا تحرق الجثه
ولا تترك للطيور الجارحه ولا تدفن ببساطه ..

فى الارض انتظارا ان تفعل هى والزمن افعالا
فيحفظ الجسم طبقا لمفهوم الكينونه البشريه فهو ليس ابدا مقرا للروح مثلما
يحدث فى المسيحيه..
[21]
وقد كان من وسائل حفظ الجسد عبر العصور :-
1) كان لابد من الحفاظ او ان الانسان يتكون من السبع عناصر مختلفه له.
2) اعداد المقبره ( الدار الابديه) للمتوفى
3) التحنيط
4) التوابيت

مكونات الانسان الماديه والمعنويه:-

اولا (ألبا):-
وهو المصطلح الذى يصعب ترجمته ولعله يعنى النفس او الروح [22]..
وهى روح خالده وتغادر جسم الانسان عند موته وتبقى حره طليقه خارج المقبره
طيله النهار , فإذا جاء الليل عادت لتبقى مع المومياء وقد صورها على شكل
طائر خفيف الحركه
[23]. لكى يستطيع الطيران والتنقل بين العالم السفلى عالم الموتى والاحياء على الارض.
او عالم السماء والارض . وكان فى مقدور
المتوفى ان يخرج الى عالم الاحياء تحت اشعه الشمس فى صوره الطائر " با"
الذى يصور احيانا بجسم طائر ورأس ادميه
[24] وكانت هذه الرأس تشبه رأس صاحبها كى تتعرف عليه وتحل فى الجسد مره اخرى .
وقد يظهر على بعض برديات عصر الدوله الحديثه
, الطائر "با" وهو ينزل الى مقبره عن طريق الممرات المنحوته فى الصخر او
عن طريق بئر حجره الدفن وذلك لنضم الى المومياء ليعيدها الى الحياه .
وكثيرا ما يصور ايضا وهى تحوم فوق المومياء او تطير داخل المقبره . ويرى
ايضا فى بعض المناظر المتوفى وقد ترك مقبرته وبعث من جديد وعاد حيا امام
شمس ساطعه وهى شمس الصباح لانه يبعث من جديد مع شمس كل صباح.

وكانت هذه الروح تخرج من المقبره او تدخل الى المقبره عن طريق الابواب الوهميه فى جدران المقبره..
كما انها المبدأ الحيوي لانه به حياه الجسد ,
ويعتقدون ان النفس منبثقه من الادله وجزء من جوهره , ولا يزال يقرأ فى
اناشيدهم المؤلفه فى عهد رمسيس الثانى.

" انه لا فراق بين ارواح الفراعنه وارواح
الالهه" وبما ان ارواحهم من الجوهر الالهى الغير مخلوق .. فلابد من ان تكون
ارواحهم غير مخلوقه ايضا لا سيما وهم لم تخلق للجسد الذى حلت فيه فقط
فأنها حلت فى اجساد قليله وستحل فى اجساد بعده, فهى فى زعمهم لا تموت لأنها
من جوهر الاله وهذا هو رأى القائلين يتقمص الارواح

اما اذا ثبتت البقاء لشخصيه الانسان بعد الموت كما اعتقد قدماء المصريين فذلك مرجعه الى الجسد وحده لأن منهم الروح تابعه للجسم تفنى بفنائه ويبقى لبقائه.[25]
ولم يظهر لفظ با فى النصوص الدنيويه المصريه
, ومن استعمالاته المبكره تضمينه فى اسم " خع با" احد فراعنه عصر الاسره
الثالثه .. وهو اسم يعنى تجلى الروح او تجلى روحا" ويحمل لفظ الروح له
تفسيرين:-

فهو قد يرمز الى ما اهله فى ملكهم الجديد من
روحانيه وقداسيه او يرمز الى اعتقادهم بتجدد روح السلف , لا سيما روح ملكهم
الاسطورى المؤلمه حور.


ثانيا:- " كا":-
الكا هو الطاقه الحيويه , ولا يظهر الكا او البا قبل او بعد الوفاه , اذا صورهما المصريون بطريقه مجازيه .
ان الكا كائنا بشريا بحريه وكثيرا ما يصور
واقفا بجوار المومياء , وجميع هذه العناصر السبع , مكونات غير منظوره
ولكنها تحتاج الى عنايه بالاحياء مع ذلك وللأبد وان توضع القرين الكا مع
المتوفى ....
[26]
وتسمى الكا ايضا بالروح الحارسه , وكان لابد من تلاوه التعاويذ لصالحها وتقدم لها القرابين لكى تظل فى مكانها دائما ولا تفارق صاحبها ابدا.
وتسمى ايضا بمفهوم طاقه او فاعليه وهى الصوره
الماديه للمتوفى التى تتخذ شكله , وكانت توضع فى المقبره فى هيئه تمثال
يماثل شكل صاحبها ويطلق عليها بأسم تمثال الكا .. وهذا التمثال يعد صوره
للمتوفى ولا يحيا الجسم الا بجبانه . وبواسطه تمثال الكا يمد الجسم بالمواد
الغذائيه سواء اكانت حقيقيه او معنويه لانه يمثل المتوفى واليه تقدم القرابين وامامه تتلى الشعائر والطقوس ويحرق البخور . ومن هنا يجىء دور تمثال المتوفى فى الشعائر الجنائزيه .

ويبدو ان الكا تمثل قوى الحياه فى الانسان ,
تخلق عند مولده , وتبقى مه طيله حياته ثم تحيا فى المقبره الحياه بعد موته .
ولقد وصف المتوفى احيانا بهولاء الذين ذهبوا الى كوانهم كما سميت مقصوره
المقبره منزل الكا وكان للأنسان العادى كا واحده اما الملوك والمعبودات
فكان لهم كاوات عده. [27]

وهناك معنى اخر للكا فهو الجسم الثانى
للأنسان فهو مكون من ماده الطف من الماده الجسديه وغير محسوسه وهو صوره
الشخص ذاته فأنه على هيئه وشكله سواء اكان طفلا او رجلا او امرأه , ويخلق
مع الجسد ويولد معه , ويتخذ معه تمام الاتخاذ فى الحياه الدنيا , ويسكن
المقبره معه بعد الموت ولكنه يستطيع مصاحبه النفس الى محكمه اوزويريس والى
الجثه ويصير اليها .. فيقدم له اهله او الكهنه بخدمته فرائض العباده فى
القبر , وتحط له الجثه ويلتبس بها متى اراد , ويلتبس ايضا بالتماثيل التى
كانت توضع له فى القبر عند فناء الجثه ليضمنوا له طول بقاء لان فى اعتقادهم
اذا فنيت الجثه المحنطه والتماثيل النائبه عنها زال معها الجسم الثانى .

وقد وردت اسم كا كثيرا فى الاثار فقد وجد منقوشا على قبر رخمارا هذه العباره:-
" فليقم جسمك الثانى من بعدك " ..... وايضا على قبر طاهر [28]
" ان الجسد الثانى للميت وروحه وجثته عميقه طاهره
وكان ذا خطوره ايضا فى ضمان حياه ما بعد الموت ويوجد خاص فى خلود الفرعون وقسموا هذه الماهيه بأسم
وهناك بعض النظريات تذكر ان الكا من حيث
الامل الى روح علويه سرت سريان الروح او سرت من الاله الخالق الى اله
الدوله حور ثم الى الفراعنه الحوريين والناس وظل الفراعنه اكثر المخلوقات
نصيبا منها فى الدنيا والاخره .

ثم نظريات اعتبرت الــ كا من حيث الوظيفه قوه
حيويه اوليه او قوه حيويه خلافه او قوه حارسه موجهه او قوه ذهبيه
ميتافيزيقيه خير لا عناء فيها وان من المستطاع تحويل الطباع من حال الى حال
تتساوى فى ذلك الحيوانات كالفحل والسبع والجواد واستشهدوا بقول

" ان الفرع الاعوج المهمل فى النحلاء والذى تداولت الشمس والظل عليه . قد يتناوه له صانع ماهر فيقوم اعوجاجه ..........."[29]

ثالثا: آخ :-
وتعنى...... النورانيه او الهدايه للخير[30] او بمعنى الشفافيه.
وتكتسب بالتقوى والاعمال الخيره على الارض .
وعند الوفاه يتحول المتوفى الى روح :-اخ يتمتع فى اخرته بكل ما هو طيب وفى
الواقع ان الوصول الى مرتبه آخ هو اقصى ما يتمناه المتوفى , ويصبح مثل بقيه
الاخو , وبهذا تصبح صورته صوره ازليه وباقيه الى الابد ولن يثر بها اى
تغير .

وقد زل " الاخ " اكثر العناصر المعنويه
الثلاثه غموضا ويبدو انه كان يعنى قسما الها وكيانا نورانيا ,سيتحول
الابرار اليه فى اخرهم ويعرفون به , وعبرت اللغه المصريه القديمه
بلفظ عن فضائل معنويه مثل الصلاح والتقوى والاخلاص والنباله والشرق
والقداسه والجلال فضلا عن الروحانيه ويبدو انه كان الاشتقاق هذا اللفظ صله
بكلمه اخو التى تعنى ضوء الشمس ونورها , وكلمه اخت التى تدل على الافق
والمشرق وربما على ارض النور ايضا, وعلى هذا الاساس تحدثت متون الاهرام عن
ازليه الفرعون المتوفى وابديته بين الارباب فى افق

السماء ثم قسوت ذلك بقولها " لان ارواحهم فى بدنه ونورانياتهم اخاتهم لديه"[31]
وذكر فى احدى متون التوابيت لأحد الموتى
" انت من اصبحت اخا بالضياء كالشمس والكواكب الفرد"
وقد ذكر فى احدى النصوص الكا تؤدى روح فى الجسد
" انت الكا الخاصه بى والتى بداخل جسدى " جثث" وفى نص اخر يقال "لعل روحه تأتى الى جسده ولعل الروه تهبط الى جسده والى قلبه"[32]
وقد ربطت تقاليد الدين المصرى
بين بلوغ غايه الاخ وبين دعوات وتراتيل ادق غرض العبارات التزكيه والتأمين
الحاليه , واطلقت عليها اسم " ساخو" وجعلتها قرينه للبراءه, فقالت متون
الاهرام " وقف حور وزكاك وبراك فأنطلق اذن الى السماء"

وعنونت متون التوابيت فضلا فيها بعنوان "
عبارات التزكيه" وبدايه كتاب تبرئه الانسان فى الاخره , وعددت بعض من
الفراعنه البا الحيه لأبيه اوزير على الارض , واعتبروا التمساح " با"
المعبود سوبك " اى مظهره المختار او انيه قى الماء




ثالثا:- إيب
كان يشكل من الحجر او القيشانى ويلبس كتميمه ويخاطب فى الفصل 30 ب من كتاب الموتى لكى لا يشهد ضد صاحبه امام اوزير يوم الحساب[33]
. وقد كان رمزه القلب للضمير والاعمال وهو مصدر كل افكار الانسان واحاسيسه
وعواطفه وكان يترك فى مكانه فى المومياء متصلا بشراينه عن قصد لأن وجوده
كان يعتبر ضروريا لأستمرار الحياه ولا يجب نزعه.
[34]
وقد عبر اللفظ اب ايضا فى اللغه المصريه القديمه
وعما يتصرف لفظ اللقب فى اللغات الساميه من معانى العقل والوعى والوجدان
والضمير والاراده والشعور فضلا عن دلالته على عنصر مادى فى بدن الانسان
وشاركت لفظ ( ايب) فى اغلب معانيه كلمه( جاتى) مع تعبيرها عن معنى الصدر
احيانا.

وهو معجزه الرب او وحيه فى كل بدن وطوبى لمن
هداه الى خير السبيل للعمل وقالوا " القلب واللسان سيطره على اجزاء البدن "
" وان قلب الانسان هو حياته ونعيمه وسلامته"
[35]
وقد كان من امتع ما صوروا به مناجاه انسان لقلبه بمعنى عقله ووجدانه قصه رجل ضاف بفساد الامور فى عصره فقال يناجى فؤاده.
" فؤادى طالما تألمت من اجل هذه الارض التى
انشأت فيها وقد اصبح الصمت , فثمه اشياء يتحدث القوم عنها وقد ولى زمان
الرجل المكافىء , فمن اين تبدأ ...... فلا تراع فؤادى فألامر امامك وعليك
ان تقاومه فقد اصبح المسئولون عن البلاد يأتون فيها امورها كان ينبغى ان
تحدث , وتخريب الارض وليس من يتحدث عنها ., وليس من عين تبكى عليها."

وقد اطلق الاطباء المصريون
الى تأثير القلب فى بقيه اعضاء الجسم وترجموا العباره كلام القلب عن نبضه
واوصوا بضروره قياسه اى ضروره اختيار قوه ضرباته . ولكن ما من شك فى ان
معرفتهم بالاتصال الحيوى بين القلب وبقيه اجزاء الجسم كانت معرفه ذات بال
بالنسبه لعصورهم البعيده
[36].

خامسا :- الاسم " رن" :-
الاسم يطلق عليه " رن" او لقب ويطلق عليه "
رن- نفر" بمعنى الاسم الجميل , فمن الضرورى ان يحمل الانسان اسما او لقبا
حتى يردد لعد وفاته عند الدعاء له وتقديم القرابين
له ونثر السماء المطهر على مقبرته عند المرور امامها . ومن الامنيات
الغاليه للمتوفى هو ان يذكر الكهنه اسمى عند ممارستهم لطقوس تقديم القرابين للمعبودات فى المعابد الرئيسيه والمحليه , ولا يمحى اسمه او لقبه من على اثر يخصه.
[37]
وكان يمكن للأبن الاكبر ان يخلد اسمه واسم والده فى مقبره الوالد ومن خلال صالح الاعمال فى الدنيا .
وقد انصرف لفظ"رن" فى اللغه المصريه القديمه الى معانى الاسم الشخصى والسمعه والشهره ورتبت النصوص المصريه على الاسماء وظائف عده دفعت بعض الباحثين الى القول بأن الاسم الشخصى فى مصر القديمه كان له شان يزيد عما عرفته له سائر الشعوب قديمها وحديثها.وقد لا يخلو هذا الحكم من مبالغه..وان كان المصريون
قد رتبوا على اسمائهم اهميه كبيره فعلا , فأعتبروا الاسم جزءا لازما من
كيان صاحبه , يتميز به فى دنياه ويتأكد فى خلوده وسعادته فى اخراه, كما
يحرص ان يردده الاحياء على اثاره
بعد وفاته , وتخيلوا ما يلحق بالاسم من خير وشر يلتحق كذلك بصاحبه وان
الانسان يمكن ان يسيء الى خصومهم الاحياء وامواتا عن طريق الاضرار بأسمائهم
بالمحو والسحر ولعنات الدين . الا انه تميزت منها اسماء قليله اخرى ,
وكنيات معبره كان الابوان يطلقاها على الحدث فى صغره عن قصد قد عنوا لصق به
من اسمه فى صغره وكبره , ويصبح لها من وضوح الملوك ما يمكن ان يوثر به فى
شخصيته وفى معامله الناس له تأثيرا ينفعه احيانا ويضره احيانا اخرى .
[38]
سادسا: الظل شوت:-
كان يلازم الانسان وهذا الظل يكون دليلا انه
بديلا عن الجسد اذا تعرض هذا الجسد للقاء , وبفضل الدعوات والشعائر يمكن
لهذا الظل ان يتحول الى جسد تدب فيه الحياه ويتخذ هذا الظل هيئه او ملامح
الجسد نفسه احيانا .
[39]
وكان للظل الحق فى ان يدخل ويخرج من المقبره مع الجسد والروح كما يشاء [40].
وتاكد ذلك فى نصوص الفصل "92" من اطول فتره ممكنه وصيانته مما قد يتطرف
الى من تلف او فساد او فناء او امراض حتى تتمكن الروح من التعرف على شكله
العام وسماته فتسكنه من جديد . واعتادوا ان يدفنون
موتاهم فى الحواف الصحراويه بعيدا عن رطوبه الارض الزراعيه . فرمال
الصحراء تمتص رطوبه الجسد والسوائل التى يمكن ان تعرض الجثه للتحلل والتلف
وفى بدايه الاسوات اعتمد المصرى القديم
على لف جثمانه فى طبقات كثيره من اللفائف الكتانيه لحفظهما من التحلل
ومنها ما لف فى ثمانى طبقات حول الاطراف واربعه عشر طبقه حول منطقه الصدر .

وبلغ بهم الحرص انهم كانوا يستبدلون بالاطراف التى تتحطم اثناء عمليه التحنيط بأطراف صناعيه اخرى . حتى يكون شكل الجسم فى صورته الكامله بكل اعضاءه .
واكثر من ذلك فقد وضعوا رؤسا بديله وهى بديله عن رأس المتوفى او بديله عن تمثال اذا تحطم .
وكان فى حديث الحكيم المصرى " بتاح حتب" عن طبيعه الجسد وهو يعظ ولده .
ان الثقه هو من لايستمع الى نداء بدنه وقال حكيم ... ان بدن الانسان من الشونتين الملكتيين يتسع لكل جواب فتحدث خير الحديث وتلكم صوابا واحتفظ به فى جوفك "
ولأمر ما نسبت بعض النصوص الى الظل نصا من
مدى الفتره الحسيه فى صاحبه وقد احاط بتفسير المقومات الغيبيه الثلاثه ..
الكا , البا , الآخ , جدل كبير يلمس كل من يحث فى العقائد المصريه القديمه والجدل فيما وراء الحس والمنظور ليس بالأمر الغريب فى كل مجتمع وزمان
[41]


سابعا : الجسد " اخت "
قد عبر اللفظ المصرى
" خت " او " خات" عن الجسد بكل ما يتصف به من ماديه وتركيب وشهوه , وعبر
فى الوقت ذاته عن كل مجموعه اعضاء فدل على معنى الجماعه والجبل ورادفه فى
ذلك لفظ حع ثم لفظ جت ودل هذا المعنى الاخير على معنين متقابلين فتشابه بفظ
الجثه فى اللغه العاميه الحاليه كما استخدم فى عبارات التاكيد بالنفس
ووردت كتاب الموتى تذكر

{ ان ظلال الموتى التى يمكن ان تضع شرا بى ,
لعلها لا تصنع شرا معى , اجعلها تنحنى بطرها من امامى , عسى ان يكون قلبى
مستعده لهجامتها , عسى ان اجلس بين الالهه الحكام العظام الذين يستقرون على
عروشهم . لعل روحى البا لا توضع فى العبوديه على يد هؤلاء الذين اوثقوا
اطراف اوزيريس الذين قيسوا الارواح الباءات الذين حسبوا ظلال الموتى ان
السماء هى الموضع الذى ملكه }
[42]
وقد عبرلفظ شوت شويت خاييت عن الظلال الذى يلازم صاحبه ويتخذ هيئه ويختص به , ولم تفصل نصوص الدوله القديمه فى قيمه ارتباط الظل بصاحبه فى اخرته ولكن نصوص الدوله القديمه
اعترفت بأهميته , فوصف القبر احيانا بانه ظله او وقائه للروح ومهبط للظل ,
فصورته على هيئه شبح اسود عر يتخذ تقاطيع صاحبه واصبح من دعاء الرجل لربه
فى الاخره ان " احى روحى وثبت ظلى "

وقد تضمنت كتب الموتى فضلا عنونته بعنوان "
فصل فتح القبر للروح والظل" وتمنيت فيه ان تتوفر للظل حريه مثل حريه
بالجيزه من عصر الاسره الرابعه
[43]حيث عثر على حوالى عشرين من هذه الرؤس فى المقابر الغربيه بالجيزه .[44]
وبعضها منحوت بالمتحف المصرى وبلغ من حرصهم ان جعلوا للجبانه المعبود انوبيس حاميا لها ., وكان يرمز اليه ( بابن اوى ) فهو الذى يرى جثثهم بدلا من العبث بها واعتبروا ايضا معبودا للتحنيط .[45]


المقبره
لقد كان ايمان المصرى القديم
تجاه ما بعد الموت على انها حياه ابديه خالده لا موت فيها دافعا لكى يتخذ
كل الوسائل للحفاظ على جسده سليما حتى يمكن للروح عندما يحين موعد البعث ان
تدب فيه فيبعث فيه الحياه , لهذا رأيناه عبر العصور يهتم بالحفاظ على جسده
ويضعه فى تابوت ويدفن فى مقبره ملائمه تزخرف جدرانها بمناظر دينيه ودنيويه
واطلق المصرى القديم على مقبرته ........

" برجت " اى الابديه ولهذا نراه ليشيد مقابره من ماده صلبه على حين كان ليشيد مساكنه من الطوب اللبن ولهذا اختفى معظمها وبقت مقابره [46]
وقد تطورت من مقبره حفره بسيطه بيضاويه او
شبه مستديره الى مقابر هرميه ثم مقابر منحوته فى الصخر مثلما وجدت منذ عصر
الدوله الوسطى ثم بعد ذلك المقابر او المقاصير الجنازيه اللتى كانت تشيد
داخل المعابد مثل مقاصير المتعبدات لأمون من نهايه الاسره الخامسه وعشرون
والسادسه والعشرون ومقابر ملوك هذه الاسره التى كانت تقع داخل هرم معبد
المعبوده نيت فى لياس


ومن موضوعات المناظر ونوعيه النقوش المصوره على جدران المقبره
فى الجزء الذى يعلو حجره الدفن فوق سطح الارض فنجد ان المصريين القدماء قد رسموا ونقشوا نحتوا فى هذه المقابر كل ما انتجه اهلها من دنياهم وكل ما يأملونه فى اخرتهم وربطوا المصريوين
القدماء مناظر الحياه الدنيا والحياه اليوميه التى صورها فى مقابره
بأعتبارات وعقائد شتى فأعتبروها نموذجا لما يود المتوفى ان تصبح عليه حياته
فى عالم الاخره وانها سوف تذكر الروح بحياتها الدنيويه كلما ترددت على
قبرها وهبطت اليه من عالم السماء واعتقدوا فى امكان تحويل هذه المناظر الى
حقائق تناسب العالم غير المنظور الذى سوف ينتقلون اليه بعد الوفاه وكانت من
المناظر المحببه الى نفوسهم كل ما يقوم به المتوفى فى العالم الاخر وفى
حياته الدنيويه من اعمال والنشاط وكل ما يمكله من ضياع وثروه ومن المناظر
الدينيه مناظر طقوس فتح الفم ومناظر الزياره الى ابيدوس والمدن المقدسه
الاخره فبعض الموتى قد زارو هذه الاماكنوالبعض الاخر يأمل ان يزورها وصورت
ايضا مناظر مومياء المتوفى الموضوعه تحت المظله على مركب التى تنقلها الى
ابيدوس حتى تستطيع روحه ان تشارك فى اعياد اوزير رب الابديه

ونرى فى بعض مقابر الدوله الحديثه استقبال اهالى المدن المقدسه ابيدوس ايوينو سايس بوتو لموكب مومياء المتوفى مطلين فرحين .
ومن ناحيه اخرى كان يوضع فى هذه المقابر
تماثيل الكا الخاصه بالمتوفى وذلك فى مقابر مغلقه الجوانب تماما ا تتصل
بعالم الاحياء الا عن طريق شق مستطيل ضيق فى جدارها الامامى يقابل وجهه لكى
تفنذ اليه رائحه البخور وتنفذ اليه تراتيل الكهنه وخاصا كهنه الروح
واحيانا توضع هذه التماثيل فى سراديب
[47]وكانت واجهتها نحو الشمال وفيها ثقبان وربما بهدف.

1- النظر الى التمثال
2- السماح بدخول دخان البخور يرتبط بعمليه الشم والتنفس
3- لتمكين التمثال من مشاهده العالم الخارجى او مشاهده نجوم الشمال التى لا تغيب والتى كان يعتقد ان ارواح الملوك تعيش بينها[48]






-[1] www.doroob.com

[2] -عبد الحليم نور الدين _متحف المومياوات الملكية _المتحف المصري _الطبعة 3_عام1994 ص524

توقيع : Ahmed Hamdi
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

التحنيط ( الفصل الاول )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» مذكرة لغة عربية للصف الاول الثانوى الفصل الدراسى الاول 2014
» موعد انتهاء الفصل الدراسى الاول فى مصر 2013
» متحف التحنيط بالأقصر
» ملزمة شرح البلاغة للصف الاول الثانوى الترم الاول 2014
» مذكرة شرح منهج البلاغة للصف الاول الثانوى الترم الاول المنهج الجديد 2014
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كراكيب :: المنتديات العامة :: منتدى السياحة والسفر :: منتدى ترميم وصيانة الآثار-