كانت تمر كعادتها اليومية متفحصة غرف بيتها التى خلت من سكانها بعد زواج ابنائها..... الاسره مرتبة..... كل شئ فى مكانه.... اليوم كالبارحة.....برودة شديدة تلك التى تشعر بها ....فالمشاعر والاحاسيس غادرت المكان مع من غادروه ولم يتبق سوى الوحدة والملل....وضعت شالها على كتفها واحتضنت نفسها علها تدفأ لكن برد المشاعر والحاجة الى الحب والحنان منعوا الطمأنية والدفئ من الدخول الى جسدها الذى مازال محتفظا بشبابه وحيويته المعطلة مع زوج مشغول بأعماله التى كبرت مع عمره الذى فاقها باعوام....فتحت مفكرتها القديمة... قلبت صفحاتها... اتصلت بصديقات طفولتها علها تجد السلوى معهن.... كانت نبرات الالم والمعاناة غالبة على اصواتهن المليئة بالتعاسة .....فكرت فى مكان يجمعهن يحكين ويشتكين.....فاستأجرن شقة صغيرة فى احد احياء القاهرة على ان يجتمعن اسبوعيا فيها فتكون الملاذ من مشاكلهن ....كانت الساعات التى يقضينها فى شقتهن فرصة ليخرجن ما بأعماقهن من مشاعر دفينه واحزان ...فاحداهن طلقت من جراء الشك والاخرى تعانى من البخل العاطفى والثالثة هجرها زوجها والرابعة خانها مع خادمتها حكايات وحكايات ....فى كل مقابلة حكاية....وفجأة سمعن طرقات شديدة على الباب ....فتحت احداهن وكانت الصدمة انها الشرطة التى ابلغها الجيران عن الشقة المشبوهه التى يرتادها هؤلاء النسوة المشتبه فى تجمعهن.... نظرن الى بعضهن فى دهشه ونطقن فى صوت واحد مسكينة هى المرأة مراقبة ومطاردة ومحرومة من ابسط حقوقها...حتى البوح أصبح جريمة تستحق العقاب؟