صحف تل أبيب: «عباس» وضع «نتنياهو» في حرج شديد بعد قبوله بالمبادرة الفرنسية
اهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح الأحد، بالتعزيزات الأمنية الإسرائيلية لمواجهة أحداث ذكرى النكسة، بالإضافة إلى مبادرة السلام الفرنسية. وقالت صحيفة «هاآرتس» إن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن فرنسا تدرس جدياً الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حال رفض إسرائيل للمبادرة الفرنسية.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وضع نتنياهو في حرج شديد مجدداً أمام العالم، بعد قبوله بمبادرة السلام الفرنسية.
أما صحيفة «معاريف» فقالت إن اليسار الإيطالي ابتكر أسلوباً جديداً للتعبير عن موقفه تجاه إسرائيل بوضع تمثال للرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريز في ساحة عامة ليقذفه الإيطاليون بالحذاء مقابل يورو واحد.
«هاآرتس»
ذكرت صحيفة «هاآرتس» أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في لقائهما الأخير في القدس، أن فرنسا ستفكر جدياً في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في سبتمبر المقبل، إذا لم توافق إسرائيل على المبادرة الفرنسية لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأشارت الصحيفة أن موقف وزير الخارجية الفرنسي أتى بعد إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، موافقته على المبادرة الفرنسية، وانتظاره لموقف نتنياهو.
وتسعى السلطة الوطنية الفلسطينية إلى انتزاع اعتراف من الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل دون انتظار توقيع اتفاقية سلام تبدو بعيدة المنال مع إسرائيل، ترتب حدود الدولة الفلسطينية وعاصمتها ووضع اللاجئين، وذلك بعد أن تسببت سياسة الاستطيان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة عام 1967 في تقويض فرص السلام، على حد قول السلطة.
من ناحية أخرى، قالت «هاآرتس» إن ما يقرب من 5000 إسرائيلي تظاهروا مساء السبت في ميدان رابين بتل أبيب مطالبين الحكومة الإسرائيلية بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، على حدود 1967، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن المتظاهرين، وهم نشطاء من بعض الأحزاب اليسارية والحركات مثل «حركة ميرتس» والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة و«جوش هشالوم» و«السلام الآن»، حملوا عددًا من اللافتات كتب عليها «الدولة الفلسطينية مصلحة إسرائيلية» و«نعم للدولة الفلسطينية».
وتأتي هذه المظاهرة عشية ذكرى النكسة، في 5 يونيو 1967، وتم تنظيمها تحت عنوان «نتنياهو يقول لا ونحن نقول نعم للدولة الفلسطينية»، ودعا إليها نشطاء إسرائيليون بعد التوتر الذي حدث بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ونتنياهو، أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن، والتي رفض خلالها تصريحات لأوباما قال فيها إنه يدعم بدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساسا انسحاب قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل على حدود 1967، مع تبادل الأراضي، وهو ما رد عليه نتنياهو قائلاً إن حدود 1967 غير آمنة ولا يمكن الدفاع عنها.
«معاريف»
ذكرت صحيفة «معاريف» أن ثمة حرباً علنية تدور بين رئيس نتنياهو، ورئيس المخابرات الإسرائيلية السابق مائير داجان. وقالت الصحيفة إن الخلاف يتلخص في كيفية تعاطي إسرائيل مع إيران وبرنامجها النووي. فبينما يتخذ نتنياهو موقفاً متشدداً، يطالب فيه بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، يعارض داجان ذلك، ويتهم نتنياهو بأنه «مغامر»، وهي التصريحات التي قال مسؤولون إسرائيليون إنها سببت ضرراً لقوة الردع الإسرائيلية.
من ناحية أخرى، قالت «معاريف» إن اليسار الإيطالي ابتكر أسلوباً جديداً للتعبير عن موقفه من إسرائيل، وذلك بعمل تمثال للرئيس الإسرائيلي «شيمعون بيريز»، في ساحة عامة في تورينتو، ووضعوا بالقرب منها أحذية، ورفعوا شعار «اقذف بيريز بالحذاء بيورو واحد»، وأعلن منظمو هذه الحملة أن الأموال التي سيجمعونها سيتم تحويلها لمنظمة إنسانية فلسطينية، ويأتي ذلك أثناء الزيارة التي قام بها الرئيس الإسرائيلي لروما في إطار الاحتفالات بالذكرى الـ 150 للوحدة الإيطالية.
وقالت «معاريف» إن الجيش الإسرائيلي مازال مبقياً على حالة تأهبه القصوى، على الرغم من التقارير التي تفيد بإلغاء «مسيرات العودة» التي كان من المقرر أن تتجه إلى الحدود الإسرائيلية من سوريا ولبنان، وأشارت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات كبيرة على الحدود الشمالية، استعداداً لهذه المسيرات التي تحيي ذكرى النكسة.
وأشارت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نقل رسائل في الأيام الأخيرة، بواسطة دولة ثالثة، إلى لبنان وسوريا والسلطة الفلسطينية، حذر فيها من تكرار أحداث ذكرى يوم النكبة.
وأكد نتنياهو في رسالته إن إسرائيل ستفعل كل شيء لمنع تكرار أحداث ذكرى النكبة، ولم يستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إمكانية استخدام القوة العسكرية الهائلة، بما في ذلك اجتياح الأراضي السورية واللبنانية لوقف ذلك، وقال في رسالته «إذا اضطرت إسرائيل للتعامل مع هذه الأحداث، فإنها من الممكن أن تستخدم القوة العسكرية المفرطة»، وعلى حد قول نتنياهو فإن «هذا من شأنه أن يتسبب في تغيير درامي في الوضع في الشرق الأوسط وخاصة بين إسرائيل وجيرانها».
كما لفتت الصحيفة أن نتنياهو طلب من واشنطن ودول أوربية أخرى التدخل لمنع تكرار أحداث ذكرى النكبة.
«يديعوت أحرونوت»
قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن عباس، وضع نتنياهو في «وضع محرج للغاية مرة أخرى»، وذلك بعد موافقته على مبادرة السلام الفرنسية، الأمر الذي جعل نتنياهو يواجه العالم مرة أخرى، وذكرت الصحيفة إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يثبت للعالم اليوم «سعيه من أجل السلام بعد إحراج عباس له من جديد».
ونقلت الصحيفة عن «جلعاد إردان» الوزير الإسرائيلي عن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو قوله إن الحكومة الإسرائيلية ستدرس المبادرة الفرنسية لاستئناف المفاوضات مع اللفلسطينيين