موضوع: طرق تقديم الذات... الأحد 24 فبراير 2013, 1:08 am
تتابعت الآراء الفلسفية والاجتماعية حول السلوك الإنساني، حيث أدلى كل فيلسوف من الفلاسفة بدلوه في هذا المجال؛ فالبعض اعتبر الإنسان كائن اجتماعي بالطبع، وأنه يحصل على تقديره لذاته من المجتمع المحيط به، وبعضهم اعتبره كائن منعزل اجتماعياً لوجود فروق نوعية بينه وبين الآخرين. أما الدافع الذي يدفع الإنسان إلى القيام بسلوكيات معينة في بيئته الاجتماعية هو البحث عن القوة، أو المصلحة الذاتية، أو البحث عن اللذة وتجنب الألم. إن عمليات التفاعل الاجتماعي التي تحدث بين الناس متخذة أشكالاً ووسائط مختلفة تلعب دوراً بارزاً في تحديد العلاقات الاجتماعية التي تسود المتفاعلين. ويتوقف على نوع التفاعل ومستواه ومداه ووسائطه، نوع ومستوى ومدى العلاقات الاجتماعية الناتجة عنه . وتعتبر بعض الأشكال التي يتخذها عمليات التفاعل الاجتماعي أشكالاً مرغوباً فيها وبعضها الآخر غير مرغوب فيها. ويتوقف الحكم عليها في ضوء النتائج المترتبة على التفاعل، وهذه النتائج تكون نسبية في الغالب، وذلك بسبب العوامل المختلفة التي تشترك في تحديد العمليات ونتائجها كذلك.
أن إدراكات الشخص للآخرين عملية تتأثر إلى حد كبير بإشارات الاتصال غير اللفظية والمشتملة على تعبيرات الوجه ووضع الجسم والتلميحات واتجاه النظرات والمظاهر غير اللفظية للحديث (كالنبرة والارتفاع في الصوت والتوقيت وفترات الصمت وما شابه ذلك). وحينما يراقب البشر سلوك الآخرين فهم يقومون باستخلاص استنتاجات عن الأسباب. ويطلق علماء النفس على هذا البعد الاستنتاجي المتعلق بإدراك الشخص مصطلح العزوAttibution، وهناك كم هائل من النظريات والأبحاث عن كيفية تكوين العزو. ويضطر الناس إلى حد ما إلى التغلغل في فهم سلوك الصحبة وإلى إقامة الحواجز وواجهات من الدخان للتعمية قصداً. وفي الحالات المؤقتة نتيجة للمرض أو التعب أو الانفعال وغيرها من الظروف. وعلى الرغم من أن عملية العزو تكون أحياناً شعورية ومقصورة إلا أن البحث الذي قامت به "إيلين لانجر" والمشتركون معها يرى أن الكثير من هذه الأحكام يتم ودون وعي كامل .
افترض أن شخصاً ما جذب انتباهك وليكن الرجل الوحيد بين مجموعة من النساء، يرى البحث في هذه الحالة أنه من المحتمل أن تبالغ في سمات هذا الرجل ولكن إذا كان الرجل موجوداً بين مجموعة كبيرة من الذكور فإن انطباعك سيكون أكثر دقة. إن إدراكاتنا للذات وللآخرين لا تقتصر على تكوين الانطباعات، وإنما تتضمن أيضاً تفسيرات سببية لسلوكنا. ويطلق هايدر 1958 Heider على الكيفية الذي يفكر فيها الفرد في أسباب سلوك اِلآخرين وسلوكه، ويجمع معلومات متنوعة للتوصل إلى تفسيرات سببية لهذا السلوك بمصطلح الغزو Attribution بغض النظر عن صحة أو عدم صحة تلك التفسيرات إلا أنها قد تؤثر في ردود فعله وقراراته .
أن اعتقاداتنا أو ادراكاتنا لذواتنا تنتج من الاستدلالات التي نقوم بها من سلوكنا ومشاعرنا في مواقف خبرات فعلية. وتشير دراسة روس Ro (1984) وأندرسون Anderon إلى أن تأمل الفرد في أفكاره ومشاعره أحد المصادر المهمة لتكون معرفة الذات. وتبين هذه الدراسات أن تأمل الفرد في أفكاره ومشاعره الداخلية هو بقوة الاستدلال في السلوك، وإن لم يكن أقوى في تكوين مفهوم الذات العام، ولكن الناس يختلفون من حيث تركيز انتباههم على أفكارهم ومشاعرهم. ويتكون الوعي بالذات Self - awarene إما عن طريق تركيز الفرد انتباهه على مشاعره وأفكاره الداخلية أو على ذاته كما يراها الآخرون.
أن مفهوم الفرد عن ذاته لا يتكون خارج محيط التفاعل الاجتماعي، كما أنه لا يستمر أو يتغير خارج هذا المحيط. فالهوية الشخصية تتكون وتستمر خلال التفاعل مع الآخرين. ولكن لكي يستمر مفهوم ذات معين لدى الفرد لابد أن يبذل جهداً في تقديم ذاته بطريقة تجعل الآخرين يتصرفون بطريقة تدعم هذا المفهوم، سواء كان الفرد يعي هذا الجهد أو لا يعيه، وسواء كان مقصوداً أو تلقائياً. على سبيل المثال، يوجد ما يدعم تصور الفرد لنفسه على أنه شخص ودود فهو يتبع استراتيجيات معينة ليثبت هذا التصور في أذهان الآخرين.
هذا الجهد هو ما يطلق عليه إدارة الانطباع Impreion Management ، وهنا يطرح سؤال مفاده ما هي المفاهيم التي ترتبط بتعديل أو إدارة الانطباع في أذهان الآخرين. وللإجابة عن هذا السؤال، فقد وجد العلماء مفهومين مهمين في ذلك هما: 1ـ رصد الذات أو مراقبة الذات: قدرة الفرد على ملاحظة وضبط سلوكه التعبيري أثناء تقديم الذات للآخرين. فالشخص عندما يركز انتباهه على مظهره وعلى كيفية ظهور أفعاله في أعين الناس فهو يعي ذاته العامة ( وهي ذلك الجزء من مفهوم الفرد عن ذاته كما يعتقد أن الآخرين يرونه). وعندما يركز الفرد على مشاعره واتجاهاته الداخلية فهو يعي ذاته الخاصة. وقد أشارت نتائج الدراسات التجريبية في هذا المجال إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على درجات عالية في رصد الذات هم أشخاص ينظمون تقديم ذواتهم بطرائق واستراتيجيات أثناء التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وذلك من أجل ترك انطباع جيد لديهم، في حين أن الأفراد الذين يحصلون على درجات منخفضة في تقديم الذات، فإنهم في الواقع يستخدمون استراتيجيات دفاعية أثناء تفاعلهم مع الآخرين، وبالتالي فإنهم يعانون من اضطرابات انفعالية كالقلق والخجل أثناء عملية التواصل، وبالتالي يواجهون مشكلات أثناء التواصل مع الآخرين. 2ـ تقديم الذات: Self – preentation ويعني تقديم الفرد أثناء تفاعله الاجتماعي أجزاء من ذاته (خصائصه، قدراته، سماته، مواهبه) يود أن تنعكس في أذهان الآخرين عنه، سواء كان هذا التقديم مخطط له أو أنه نشاط تلقائي يحدث دون تخطيط مقصود. ويعرف سكلينكرchlenker,1980 تقديم الذات بأنها المحاولة التي يقوم بها الفرد بضبط صورته الذاتية عند مقابلة مجموعة من الناس. وتقول نظرية تقديم الذات Self – Preentation Theory بأن الناس في الغالب يظهرون بمظهر لائق من خلال قديم صورة نموذجية لأنفسهم عند الاجتماع بالآخرين.
ويحدث تقديم الذات في الحياة اليومية بصورة دقيقة، مثلاً في تعبيرات الوجه، أو نوع الموضوعات التي يطرحها الفرد في نقاشه، وفي الانفعالات التي يظهرها. وأبسط أشكال تقديم الذات هو الجانب الذي يتعلق بالمظهر الخارجي مثل : وضع الألوان على الوجه وصبغ الشعر … الخ هذا ويرتبط تقديم الذات بوجود الآخرين أو الوعي بهم . فما دام الفرد يعي وجود الآخرين، ويفكر دائماً فيما يعتقدونه عنه، فإنه سيمارس تقديم الذات سواء كان واعياً بذلك أو لم يكن. أي أن تقديم الذات يرتبط بالجانب العام من الذات، أي ما يعتقد الفرد أن الآخرين يدركونه فيه كشخص. يعرف محمد السيد عبد الرحمن ( 2004 : 142 ) تقديم الذات بأنها محاولة الأفراد خلق انطباع مرغوب عنهم لدى الآخرين سواء كان هذا الانطباع صحيحا أو غير صحيح.
ويشير ويتلى Whatley ( 1992: 14 ) إن المراهق يسعى إلى تقديم ذاته بصفه عامه أولا ، ثم يذكر ايجابيات إنجازاته التي قام بها – حيث يسعى إلى تقديم ذاته بصورة ايجابية حتى يعتقد الآخرين في أهمية الدور الذي يقوم به ، كما أكد على إن انطباع الآخرين عنه يتوقف على تقديمه لذاته ، ولذلك اعتراف الآخرين بالإنجازات ، وهذا يعطيه إحساس ايجابي اتجاه ذاته وسلوك توكيدي وشعور بالرضا.
ويذكر هنرى Honoree,A ( 1999 : 17) نقلا عن جونز Jone ( 1982 ) أن استراتيجيات تقديم الذات تعبر عن أساليب إما أن تكون تعبيرات شفوية أو سلوك لإحراز انطباعات لدى الآخرين ، علاوة على ذلك فإن هذه الانطباعات تتطلب مجهود من هؤلاء الأفراد لترك اثر لدى الآخرين ، وقدم جونز Jone هذه الأساليب في صورة أبعاد أطلق عليها استراتيجيات تقديم الذات ، وقد تم تعريب وتقنين المقياس الذي يقيس هذه الاستراتيجيات.
طرائق تقديم الذات: هناك مجموعة من الطرائق أو الاستراتيجيات يستخدمها الأفراد في تقديم ذواتهم للآخرين، ومن أكثر الاستراتيجيات شيوعاً كما ذكرها جونز وبيتمان 1982 Jone and Pittman ما يلي: 1ـ الحظوة ingratiation حيث تولد انطباعاً بأن الفرد شخص محبوب، وتثير انفعالاً مماثلاً نحوه، وتتضمن هذه الاستراتيجية سلوكاً عاماً مثل مديح الذات غير الصريح ، تقديم الخدمات للآخرين، مدح الآخرين وإطراءهم، لكن هناك نتائج محتملة لهذا الأمر يتجلى في احتمالية تكوين انطباع سلبي عن الفرد بأنه غير صادق وغير مخلص في أقواله وانفعالاته وخصوصاً إذا بالغ الفرد في استخدام هذا الأسلوب. 2ـ ترقية الذات: Self – promotion وتعني أن ينظر الآخرون للفرد على أنه مقتدر وتولد الشعور بالاحترام عند الآخرين. وتتضمن هذه الاستراتيجية سلوكاً إيجابياً مثل الأداء الحسن أو ادعاء ذلك. وخطر الإسراف في استخدام هذه الاستراتيجية هو أنه قد ينظر إلى الفرد على أنه مزيف ومغرور . 3ـ التهجم: intimindation وهي استراتيجية تتضمن التهديد وإظهار الغضب ، وتهدف إلى توليد انطباع بأن الفرد خطير والشعور بالخوف منه. لكن عيب هذه الاستراتيجية يكمن في النظر إلى الفرد على أنه ضعيف الشخصية ومتبجح. 4ـ المثالية: Exemplification تهدف إلى تكوين انطباع عن الفرد بأنه شخص أخلاقي، كما أنها تثير انفعالات الشعور بالذنب عند الآخرين أو أنها تؤدي إلى تقليد الآخرين للفرد الذي يستخدمها، وخطورة المبالغة فيها هي أنها قد تؤدي إلى النظر إلى الفرد على أنه منافق. 5ـ التوسل: Sapplication وتعني الظهور بمظهر العاجز أو تعيس الحظ، وقد تثير لدى الآخرين الشعور بواجب رعاية الفرد. وتتضمن تقليل قيمة الذات وطلب المساعدة، وإذا أسرف الفرد في استخدام هذه الاستراتيجية، فإنه سينظر إليه على أنه كسول وكثير المطالب. ويبدو مما قدمناه أن كل هذه الاستراتيجيات تتضمن تقديم الذات بطريقة توصف بأنها إيجابية إلا استراتيجية التوسل والتي تتضمن التقليل من قدر الذات أمام الآخرين.
ويشير وليامز William ( 2000 ) إلى أن أساليب تقديم الذات تختلف وفقا للدور الذي يقوم به الأفراد، كما أنها تعطى الفرد نظرة ثاقبة إلى طبيعة التفاعل الشخصي – حيث يقوم الفرد في الموقف بأكثر من دور ومع كل دور تختلف أساليبه في تقديم الذات، أي أن الفرد عليه أن يقدم نفسه بأكثر من طريقة وفقا لما يقوم به من أدوار. ولكي ينظر إلينا الآخرون على إننا أكفاء فإننا نقدم لهم المساندة ونبدى المجاملات ونركز على نقاط القوة ونذكر الإنجازات والمعرفة. ويشير عبد الرحمن ( 2004 : 143 ) إلى أن تقديم الذات أمر محفوف بالمخاطر المحتملة، فإن تمادينا فيه فقد يصبح تملقاً أو تفاخراً غير لائق، إما الأساليب الأكثر قبولا فتشمل مناقشة نقاط القوة كاستجابة لتعليقات الآخرين أو جعل الآخرين يمدحونك من خلال توصية
وقدم جوفمان Goffman (1959) نموذجا لتقديم الذات أطلق عليه اسم النموذج الدرامي Deramaturgical Model حيث يقدم الفرد ذاته في مواقف مختلفة بطرق مختلفة بناء على طبيعة المواقف، ويرجع ذلك بأن الفرد يؤدى أدوراً متعددة، وكأنه على خشبة المسرح بين ما اسماه جوفمان الفريق، ويتكون هذا المسرح من أثاث وديكور طبيعي وكواليس، وهذه الأشياء هي جزء من أداء هؤلاء الأفراد، ليستطيعون أداء أدوارهـــم إلا بتوافـــر هــذه العناصـر. ويرى جوفمان إنه من الضروري أن يوافق الجميع على تعريف الموقف حتى يستطيعون معرفة المعايير التي ينبغي إتباعها فيه، و حيث يتبع الكل المعايير التي تقتضى السلوك اللائق (Goffman , 1959 , 22 ).
فالتكتيكات في تقديم الذات هي السلوكيات المستخدمة لإدارة الانطباعات لتحقيق أهداف قصيرة الأجل، أو أهداف شخصية. في حين أن الاستراتيجيات تركز على السلوكيات الموجهة نحو بناء هوية ذاتية طويلة الأجل للفرد(baumeiter.1982) بمعنى آخر تركز تكتيكات تقديم الذات على السلوكيات النوعية، بينما استراتيجيات تقديم الذات فتركز على هوية الشخص.ويحدث تقديم الذات الدفاعية عندما يكون الموقف مفسراً كتهديد للفرد أو الابتعاد عن هوية مرغوبة. بينما تقديم الذات التوكيدي فيشير إلى أداء سلوكي من قبل الفرد لتحديد هوية خاصة به في السياق الاجتماعي.
أنواع تكتيكات تقديم الذات: كما قام تيد تشي وآخرون (1981,1984)بتحديد أو تعيين أشكال من تقديم الذات على أساس نظرية تقديم الذات، حيث قسموا أساليب تقديم الذات إلى فئتين، هما: أولاً ـ الأسلوب الدفاعي: وهذا الأسلوب يستخدمه الفرد من أجل الدفاع أو استعادة هوية ذاتية تم إتلافها. ويتضمن مجموعة من التكتيكات هي: أ ـ الأعذار: تصريح من قبل الفرد بالإنكار عن مسؤوليته عن الأحداث السلبية. ب ـ التبريرات : توفير أسباب قاهرة ( انفعالية)لسلوك سلبي بدلاً من توفير أسباب عقلانية عن مسؤوليته عن ذلك السلوك السلبي. ج ـ التنكر: تعبيرات تقدم لتفسير حدث لم يقع بعد. دـ العجز الذاتي: وضع عقبات في طريق النجاح مع نية أو رغبة لمنع الآخرين من القيام باستنتاجات حول فشل الفرد. ه ـ الاعتذار: الاعتراف بالمسؤولية عن أي ضرر لحق بالآخرين نتيجة لسلوكه، والتعبير عنها بالندم والشعور بالذنب.
ثانياً ـ الأسلوب التوكيدي( الحازم): ويتضمن: 1ـ الحظوة بالآخرين: وهو الإجراء الذي يقوم به الفرد للحصول على بعض المزايا الشخصية من الآخرين أثناء تفاعله معهم. 2ـ التخويف: هي الإجراءات التي يقوم بها الفرد لكي يظهر قوته وسطوته في وجه من يكلمه، ويستخدم هذا التكتيك للتحريض على تخويف الآخرين بهدف زيادة قوته وكفاءته تجاه تهديدات الآخرين. 3ـ الدعاء والتوسل: يدعي نفسه بأنه ضعيف، ولا حول له ولا قوة، ويقوم بذلك للحصول على مساعدة من الشخص المستهدف. 4ـ الحق: مطالبة الآخرين للحصول على حقه، وذلك من خلال اعتماده على إنجازاته الذاتية. 5ـ التعزيز: إقناع الآخرين بأن نتائج سلوكه أكثر إيجابية مما لدى الآخرين. 6ـ الفرح أو التنعم: الطلب من الآخرين النظر إلى الفرد بإيجابية أو يؤكد هذه الصفات عند الأشخاص التي تربطه بهم علاقات حميمية. 7ـ التفجير أو النسف: يقوم على تقديم تعابير سلبية للآخرين بعد أن كان يمدحهم 8ـ ضرب المثل: تقديم السلوك بصورة أخلاقية على أنه جدير بالاحترام والنزاهة، أو الإعجاب .
هذا، وتختلف معايير تقديم الذات باختلاف الثقافات، فتؤدى الأدوار طبقا للمعايير الاجتماعية التي تحكم الموقف – ولكن ينبغي أن نضع في الاعتبار إن تلك المعايير تتغير مع الوقت ويعنى هذا إن الطريقة التي نتصرف بها لكي نقدم صورة ايجابية عن الذات تتغير أيضاً، ويعد تقديم الأفراد لأنفسهم بأسمائهم في كثير من المجتمعات وبخاصة مجتمعات أمريكا اللاتينية أمراً ضرورياً ، ويمثل تبادل الأسماء احد أهم جوانب عملية تقديم الذات. ويشير أسلوب الأداء إلى الطريقة التي يقدم بها الأفراد أنفسهم ى موقف ما، وعلى الغم أن المعايير المناسبة في موقف معين تؤثر على الأفراد إلا أن هناك طرقا متنوعة لأداء الأفراد المختلفين في نفس الموقف، ويمكن النظر إلى أساليب التكوين على إن لها ثلاثة مكونات مختلفة التركيز على العوامل الداخلية والخارجية، وتعنى ما يركز عليه الأشخاص أثناء تقديم أنفسهم من حيث الأفكار والمشاعر كعوامل داخلية أو ما يحيط بالأفراد من عوامل خارجية، درجة تعقد الذات وتعنى عدد الطرق التي يرى بها الأفراد أنفسهم – حيث تميل درجة تعقيد الذات إلى التباين والاختلاف باختلاف الثقافات.
ويمكن الاستفادة من هذه الاستراتجيات في وضع برامج إرشادية تساعد الأفراد الذين لا يحسنون التواصل مع الآخرين، وخصوصاً الذين يعانون من القلق والاكتئاب، وبعض سمات الشخصية السلبية كالعدوانية والنرجسية.... وغيرها من المشكلات التواصلية، وذلك بهدف تسويق أنفسهم للآخرين بطريقة إيجابية تساعدهم على التوافق النفسي والاجتماعي السليم.