موضوع: تنظيف طبقة الورنيش من الاتساخات السطحية الجمعة 22 فبراير 2013, 11:15 am
تنظيف طبقة الورنيش من الاتساخات السطحية
إن التنظيف بصفة عامة يعني إزالة الشوائب والعوالق والأتربة سواء بالطرق الآلية أو الكيميائية بطريقة يؤمن بها على الأصل وهذه العملية تعتبر من العمليات اليدوية الدقيق التي تتطلب الكثير من التمرين والخبرة والحرص كما أن هذه العملية تتطلب أيضا بجانب المهارة والعلم الذوق والحساسية العالية والفهم للهدف الجمالي والفني الذي قصده الفنان في لوحته.
وعملية النظافة للوحات الزيتية تعتبر من العمليات الهامة التي عنى بها مجمع المتحف الفني منذ الأزمنة القديمة وأوصى بها في سنة 1850م حيث اتفق على العناية الكاملة باللوحات الزيتية من الغبار والشوائب الأخرى التي قد تلتصق بها وهنا يجب الإشارة بأن عملية التنظيف يجب أن تكون أول خطوات العلاج والصيانة بشكل عام.
وتبدأ عملية التنظيف أولا بإزالة الأتربة والعوائق السطحية وذلك باستخدام فرشاة ناعمة من شعر الجمل أ من أي شعر ناعم آخر كما يمكن إزالة مثل هذه الأتربة باستخدام قطعة قماش ناعمة أو ريشة تنظيف خاصة مرنة أو المسح باستخدام منفضة قماش أو فرشاة ناعمة مع قليل من الضغط وقد تستخدم الشفاطة الكهربائية في عملية التنظيف ولكن وجد أن لها خطورة في معظم الأحوال ولذلك يفضل عدم استخدامها.
كما يمكن إجراء عملية التنظيف أيضا عن طريق تطبيق أسلوب الصقل بالشمع Cleaning by the appliction of a wax polish وقد يستخدم لذلك شمع دقيق الحبيبات Micro Crystaline wax حيث يتم تطبيق عجينة الشمع على سطح اللوح بواسطة قطعة من القطن الخام على أن يتم التطبيق بحركة دائرية وبرفق.
أما في حالة الاتساخات والعوالق الصلبة والثابتة على سطح اللوحة فإنه يمكن إزالتها باستخدام المذيبات وإن كان اختيار المذيب المناسب يعتمد على الخبرة والتجربة ومن المذيبات الشائعة في عملية التنظيف الكحول الأبيض White spirit والذي له القدرة على طبقة الورنيش القديمة بل يؤدي إلى وضو وإشراق الصورة ولكنه يحلل الورنيش الحديث.
ولإزالة السخام Grime من على سطح اللوحة فإنه قد يستخدم الكحول المعدني Mineral Spirit أو التربنتين urpentine أو النفثا Solvent Naphtha وذلك باستخدام قطع من القطن التي تغمس في المذيب المستخدم وتعصر جيدا بحيث تكون منداة فقط ويمسح بها سطح اللوحة في الأماكن التي تظهر بها الاتساخ كما يمكن استخدام التترالين Tetralin (تترا هيدرو نفثالين C10H12) في التنظيف السطحي وإزالة السخام بصورة ممتازة هو سائل عديم اللون وهو يعتبر من المحاليل الأكثر نجاحا في إزالة الاستاخات والسناج من على سطح طبقة الورنيش مقارنة بالمذبات الأخرى بالرغم من بطء تأثيره.
أما عند تنظيف سطح الورنيش من الشحم Grease فإنه يتم بمسح سطح الورنيش بضمادة مغموسة في الماء والتربنتين مع مراعاة عدم تواجد رطوبة بعد عملية التنظيف على أن يتم العمل عن طريق متخصص خبير ذو أيدى ماهرة في الترميم. كما يمكن استخدام المنظفات الصناعية لإزالة العوالق والمواد الغريبة المتراكمة على سطح اللوحات الزيتية حيث يتوافر عدد كبير من هذه المنظفات في الأسواق كما يجب أن نلاحظ خطورة استخدام رغوة الصابون في علمية التنظيف أو أي مواد كيميائية قوية أخرى وإن كان قد استخدم في الماضي الصابون المتعادل النقي في عمليات تنظيف اللوحات وأوصى باستخدامه في حالة اللوحات السليمة تماما الخالية من الشقوق وإن كان استخدامه لم يكن آمنا تماما خاصة في حالة ما إذا كان القائم بعملية الترميم قليل الخبرة والمهارة.
كما يراعى عدم استخدام الماء والصابون أو حامض النيتريك المخفف أو الصودا في عملية التنظيف حيث يؤدي الماء إلى ظاهرة التفتيح (التنوير) للورنيش كما يؤدي إلى تفكك اللاصق لأرضية التصوير كما أن استخدام حامض النيتريك المخفف أو الصودا ينتج عنهما تلف في طبقة الورنيش بالإضافة لتآكل طبقة الألوان، كما أن الأمونيا رغم أنها متطايرة ولا تترك أي مخلفات على السطح وتعطي نوع من الرضا عند التطبيق إلا أنها أحيانا ما تكون مدمرة ولذلك لا يفضل استخدامها إلا في بعض الحالات الخاصة جدا وعن طريق خبير في الترميم.
أما في حالة ما إذا كانت الاتساخات والأتربة ملتصقة بطبقة الورنيش نتيجة التصاقها بالورنيش وهو لا يزال طريا وامتزجت به ففي هذه الحالة يجب تسليم اللوحة لأخصائي في الترميم حتى يتمكن من إزالة طبقة الورنيش المتسخة ووضع طبقة جديدة بدلا منها.
ونظرا للأهمية البالغة لعملية التنظيف وجب بيان نوع الاخطار المحتمل تعرض اللوحات لها أثناء هذه العملية والتي تنحصر في إزالة ألوان اللوحة الأصلية وذلك عن طريق استعمال محاليل كيميائية لها قوة إذابة عالية أو استخدام محاليل كيميائية يحتمل أن تؤثر على طبقة التصوير أو قد تسبب انتفاخ سطح الصورة أو ترقيقها. ولذلك فإنه يجب عمل اختبار لمعرف تأثير المادة المحضرة على سطح ركن صغير من سطح اللوحة بدلا من العمل الارتجالي الذي قد يؤدي إلى ضياع اللوحة كلها وذلك لأنه من المعروف أن استخدام أي نوع من أنواع المذيبات في عملية التنظيف يعتبر بالفعل مجازفة كبيرة وخطيرة والتي قد ينتج عنها تلف اللوحة الزيتية بصورة متسرجعة
ولتلافي الأضرار التي قد تحدث أثناء عملية التنظيف فإنه يتعين على القائمين بهذه العملية اختيار المذيبات والمنظفات التي يكون هناك اختلاف كبير بين قابليتها لإذابة طبقة الورنيش القديم وما عليها من عوالق كما يجب أن تبلل الأماكن المراد تنظيفها بسائل غير نشط نسبيا مثل زيت التربنتين قبل استخدام المذيات أو المنظفات وذلك لمنعها من التسرب خلال الشقوق أو الثقوب إلى طبقة الألوان أو أرضية التصوير وتتسبب في إتلافها كما يجب أن تتم عملية التنظيف على مراحل بحيث يبدأ العمل في جزء صغير ثم ينتقل منه إلى جزء أخر كما يمكن الحد من فاعلية المذيبات والمنظفات المستخدمة بمزجها بسائل غير نشط نسبيا مثل زيت التربنتين أو النافثا حتى يسهل السيطرة عليها كما يجب عدم حك سطح الصورة بشدة أثناء التنظيف وفي النهاية يجب إيقاف عملية التنظيف فورا عند ملاحظة أدنى تأثير على طبقة الألوان وفي هذه الحالة تترك المذيبات سريعة التطاير لتجف أما المذيبات بطيئة التطاير يجب إزالتها باستخدام قطعة من القطن المبلل بسائل غير نشط نسبيا مثل زيت التربنتين أو النافثا.
ولحماية اللوحات الفنية بعد ذلك من الأتربة والعوالق والملوثات الجوية فإنه يجب استخدام مرشحات لتنقية الهواء filters عند مداخل الهواء في التكييف المركزي لمبني المتحف وهي الطريقة المستخدمة في معظم المتاحف الفنية في جميع أرجاء العالم.