نظراً إلى السهولةِ التي يقوم فيها مدرس اليوغا بالحركات المختلفة يضغط
المتعلمون على أنفسهم بشكلٍ يفوق قدراتهم الجسدية، بهدف التغلب على العقل
والجسد معاً ..
في السنوات الستةِ أو السبعةِ الماضيةِ أصبحت اليوغا أسلوب رياضةٍ عصريٍ
مع ظهور الأستوديوهات وإنتشار الصفوف في مراكز العطل والنوادي الصحية، لقد
تم تقليل أهمية الجانب التأملي لصالح الجانب الجسدي وتطور ذلك بشكلٍ أقرب
إلى التمارين الرياضية من التمدد البطيء .. إليكِ
أهم 10 أخطاء تُرتكب أثناء ممارسة اليوغا .. 1- الشد بقسوة: إزدادت إصابات اليوغا في السنوات الأخيرة
بسبب الصفوف المحتشدة والمدرسين غير الأكفاء الذين يقع اللوم عليهم ..
ألمٌ في أسفل الظهر وأوتارُ المأبض والركبة والمفصل العجزي الحرقفي نتيجة
تخطي الأشخاص لقدراتهم الجسدية في قاعة اليوغا، على الأشخاص أن يستمعوا
لأجسامهم ولا يقوموا بحركاتٍ تفوق طاقاتهم، يجب ممارسة التمارين بسهولةٍ
ومتعةٍ وليس بالجهد والضغط والإرهاق والشد، التعديلات أو المساعدة في
اليوغا تُعتبر ضروريةً في الأشهر الأولى خاصةً في حالة المبتدئين، اليوغا
تترك الجسم في حالةٍ جيدةٍ ولكن إذا رفعتِ الحدة أو زدتِ الوتيرة بسرعةٍ قد
تُرهقين جسمكِ وتُسببين ضرراً.
2- التنفس المتقطع: إن عملية الشهيق والزفير تُشكل
عائقاً في اليوغا لأن التنفس المتعاقب يسبب ردة فعلٍ لطيفةٍ على التنفس
بذاتهِ مما يؤدي إلى ترجحٍ في التفكير، البراناياما تعني قطع النفس ومنع
التعاقب الطبيعي للتنفس، ومن المفترض أن يؤدي قطع النفس مباشرة إلى ثبات
الذهن وتركيز الوعي والتحرر من ترجح التفكير ومن تحرك الذهن نحو الأجسام
الحسية، مع الأيام والممارسة المنتظمة لليوغا تندمج عملية التنفس بعملية
التفكير وتتحد الطاقة الحيوية لليوغا مع الجانب النفسي، فيتم تركيز الشخصية
في وسط الوعي ولن يكون هناك تنفسٌ متعاقبٌ في هذا الوقت، القطع القسري
للنفس خلال البراناياما قد يؤدي إلى انتفاخ الرئة (انهيار جدران الحويصلات
الهوائية، واتساع الحويصلات الهوائية) .. احرصي على التنفس ببطء وبعمق من
خلال الأنف لكمال ممارسة اليوغا.
3- فقدان التركيز: المتعلمون يراقبون بعضهم ليروا من قام
بالوضعيةِ الأفضل أو مقارنة مستواهم بباقي الصف، ولكن هذا يُشتت التركيز
عن رحلة إكتشاف النفس إلى المقارنةِ المستمرةِ بالآخرين، إذا تمَّت ممارسة
اليوغا بشكلٍ ميكانيكي وبلا وعيٍ مثل الإستبطان المشروط يكون مفعولها
ضئيلاً خاصةً على المستوى الجسدي، كل التمارين وتحديداً البراناياما
والبراتياهارا تُمارس بتوجيهٍ حذرٍ وإدراكٍ كاملٍ للعملية (ما لا يعني
التفكير أو التحليل)، التفكير والتحليل هما تحقق إعلامي من محتوى الذاكرة، و
الممارسة القسرية للبراتياهارا والسامياما تؤدي إلى اضطراب عصبي وتوتر
نفسي.
4- عدم إتزان الطاقة: الوضعيات هي محرك اكتشاف الذات،
واللياقة البدنية المحسنة والليونة والصحة الجيدة هي نتيجة ثانوية لهذه
الممارسة، متلازمة كونداليني (ضغط وثقل في الرأس، اضطرابات في النوم، ذعر،
إحساس بالدفء والبرودة في الجسم، الإثارة المبالغة العصابية، شبه هلوسة،
رؤى مع رؤية سطحية) هي نتيجةُ الممارسة الغير متناغمة والتي تثقل نظام
الطاقة المركزي (إيدا، بنغالا وسوشامنا) وتسد الطاقة السطحية مما يؤدي إلى
عدم اتزان في الطاقة، هذا الخلل يُمكن تصحيحه عبر تالايوكتا ويوغا نيدرا
وبراناشودي وبرانافيدا وسفاستيكاداراشنا…
5- تجاهل الألم: الألم هو دليلٌ قويٌ على أنكِ تقومين
بوضعيةٍ خاطئة أو تفوق ليونتكِ، تراجعي أو فكي الوضعية لدى شعوركِ بالألم
وابحثي عن تعديلات، لا تتجاهلي الألم، إنه لتفكيرٌ سليمٌ الإدراك أن الشخص
الكثير الجلوس سيتألم إذا قام بشيراسانا أو الوقفة على اليدين، بدلًا من
تجاهل الألم شاهديهِ وراقبيهِ تماماً مثل رؤية غرضٍ على المكتب أو بندورةٍ
أو التلفاز أو شريط تسجيل، فقط راقبيه وشاهديهِ بلا التورط، ففي حالاتٍ
كثيرةٍ نجح بعض الأشخاص عبر تطبيق هذه التقنية بتخطي آلامهم من النقرس
والتهاب المفاصل والروماتيزم وحتى الكسور والسرطان، ارتاحي بعد كل وضعية
وفي نهاية كل جلسة ولا تدفعي نفسكِ إلى درجة الألم خاصةً في مفاصلك وأسفل
ظهركِ أو كتفيكِ.
6- إهمال الإحماء: مع ضيق الوقت قد تهملين بعض حركات
الإحماء وتنتقلين مباشرةً إلى الوضعيات المعقدة وهذا ما سوف يُسبب الإصابات
بالتأكيد، يلزمكِ 20 دقيقة لإحماء الجسم بحيث يُصبح من الآمن القيام
بوضعيات تتطلب مستوى أعمق من القوة والتوازن والليونة، لإحماء جسمكِ
يُمكنكِ المشي مكانكِ أو القفز على الحبل أو التمرن على جهاز التدويس
قليلاً لتحميةِ الجسم والقيام بتمددٍ بسيطٍ قبل الدخول في وضعياتٍ معقدة.
7- التأمل القسري: لا يجب على الشخص أن يُجبر نفسهُ على
التأمل مع التركيز الإختياري والمصارعةِ مع الأفكار، في ساماياما (التأمل)
يجب على الشخص الدخول في تقنيةِ تنفسٍ دقيقةٍ من براناياما (كيفالي، حبس
النفس، نفس شيفا، ناديشودانا، أودجايا ونفس التنين…) أو في تقنية
براتياهارا (تالايوكتا، تنفس الكوبرا، كريا…). لا تتأملي أو تسترخي عندما
تكونين متوترةً أو ضعيفةً أو غاضبة، في هذه الحالات يتم اتباع تقنيات
ساتفاساني للتنفس (كيفالي، نفس شيفا، ناديشودانا وأبايا)، ولا تمارسي
رادجاستاناس أو براناياما مولدة.
8- تراتبية الوضعيات: تجتمع الوضعيات دائماً حول
الوضعيةِ الأساسية، الوضعية المضادة ويتم القيام بها بمجموعات: المقلوبة،
الملتوية والملتفة، المتوازنة والمريحة، مثلًا شاكتي بندي لا تستخدم أبداً
الواحدة تلو الأخرى لأن ذلك قد يؤدي إلى ثقلٍ على الطاقة، فيتم إدخال
تمارين بينها توزع الطاقة، موكتاساني وفارياساني، علماً أن الوضعيات
المقلوبة لا تُستخدم أبداً بعد البراناياما المولدة.
9- إهمال ما يجب ولا يجب القيام به في الوضعيات الفردية: اليوغا ليست وسيلةً لتعبئة الطاقة بل هي إستخدامٌ حكيمٌ لها، إذا تجمعت
المياه في سدٍ بلا أن يتم إطلاقها سينفجر السد، والسدود لا تبنى لتنفجر بل
تبنى للحصول على أقصى فائدةٍ من الموارد المائية المتاحة، ولكن إن لم تم
استخدام المياه بكثرةٍ وسمح لها بالتجمع في السد فإن السد سينفجر والمياه
ستتلف الأرض .. كل وضعيةٍ في اليوغا لديها تعليمات واحتياطات وتعديلات،
أنتِ مسؤولةٌ عن اتباع التعليمات بحذرٍ للحصول على الفائدةِ الفعلية من
الوضعية وتجنب أي نكسةٍ جسديةٍ أو نفسية.
10- التقليل من أهمية التاتفاس الخمسة: علينا معرفة مدى
وسع العالم وقوة الطبيعة والطاقة الهائلة التي تمتلكها العناصر الخمسة
والتي هي الأرض والمياه والنار والهواء، جسمنا مصنوع من هذه العناصر الخمسة
وكذلك كل شيء نستهلكه، إن مفهوم بانشاماهابوتا يجب تطبيقه للحفاظ على
الصحة وتحسين الشفاء، ففي الجسم السليم تكون العناصر الخمسة موجودةً بنسبٍ
محددة، وبما أن التاتفاس هي العناصر التي تتألفين منها لا يمكنك التخلص من
توقعاتها، وعندما لا تكون حالة الجسم بتناغمها الطبيعي سيحاول الجسم الحفاظ
على التوازن بالتخلص من العناصر الزائدة والحصول على أخرى، وكل الإضطرابات
في الجسم تظهر لأن خللاً في التوازن حصل في مكونات الجسم.
هل أنتِ من المهتمين أو الممارسين لرياضةِ اليوغا؟! .. شاركينا برأيكِ ..